السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جبهة التغيير.. والمقاطعة!
كتب

جبهة التغيير.. والمقاطعة!




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 19 - 09 - 2010



كيف يقاطعون انتخابات لن يشاركوا أصلاً فيها؟
(1)
-الجمعية الوطنية للتغيير تؤذن في مالطة حين تدعو إلي مقاطعة الانتخابات فلن يسمعها أحد، ولن يستجيب لها أحد، والمتوقع أن يضرب عدد المرشحين رقماً قياسياً.
- المقاطعة سلاح فاسد، يرتد إلي من يستخدمه، والدعوة لا تستهدف سوي إفساد الانتخابات الكبري التي ينتظرها المصريون كل خمس سنوات، علي أحر من الجمر.
- انتخابات مجلس الشعب بالذات تغير شكل الحياة في كل المدن والقري والمراكز والنجوع، وتزين جميعاً بالدعاية والمهرجانات ويقبل عليها الناس بشكل كبير.
(2)
- ماذا تستهدف المقاطعة؟ لا شيء سوي توجيه رسالة سلبية لتشويه صورة الانتخابات، والزعم بتزويرها قبل أن تبدأ، وحتي لو كانت انتخابات نظيفة مائة في المائة، فلن تتوقف عمليات التشويه.
- لا أحد يزعم أن الانتخابات نزيهة، ولكن المسئولية تقع علي عاتق المجتمع كله، الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والإعلام والحكومة والناخبين والمرشحين.
- التزوير لا يحدث من جهة بعينها ولكن الجميع يشارك فيه، ولا بد أن تتوافر الضمانات الكفيلة بإجراء انتخابات تعكس الإرادة الحقيقية للناخبين.
(3)
-الجمعية الوطنية للتغيير ليست حزباً ولكنها مجموعة من الناس من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار، ليس لها برنامج ولا توجه سياسي معين واجتمعوا علي شيء واحد هو: الرفض.
- يرفضون الدستور والانتخابات والنظام السياسي والأحزاب وقانون الانتخابات، يرفضون كل شيء، وكأنهم يريدون نسف المبني من أساسه وإعادته من جديد.
- معظم الأفكار التي تطرحها اللجنة عبارة عن شعارات حماسية ولغو خطابي، وكلام جميل من حيث اللفظ، ولكن ليس له معني أو مضمون.
(4)
- اللجنة هي شتات من الأفكار والرؤي التي يمكن أن تتصارع لا أن تتصالح، تختلف لا أن تتفق، وتنفجر الانشقاقات بين أعضائها من حين لآخر بسبب عدم الانسجام.
- ليس حواراً له حد أدني من الاتفاق والاختلاف ولكنهم اتفقوا علي ألا يتفقوا إلا علي شيء واحد هو أنهم ضد النظام الحالي علي طول الخط.
- مناقشاتهم لا تتسم بالموضوعية ولا الحياد ولا المنهج العلمي في التعامل مع القضايا، وعاهدوا أنفسهم علي ألا يروا شيئاً واحداً إيجابياً، ولا نقطة مضيئة واحدة.
(5)
- أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير لم يكونوا في يوم من الأيام من المشاركين في الانتخابات حتي يطالبوا بالمقاطعة، فهم يزايدون علي غيرهم دون أن يضحوا بشيء.
- نعم هم مجموعة من الصفوة، ولكنها منعزلة عن قضايا وهموم ومشاكل الناس الحقيقية، ويتصورون أن الدنيا كلها مشغولة بنداء المقاطعة، الذي لم يتجاوز الغرفة التي اجتمعوا فيها.
- منذ متي كانت المقاطعة هي الطريق لتحقيق المطالب؟ وهل يقاطعون انتخابات هم أصلاً لن يخوضوها ولن يشاركوا فيها، ويقتصر دورهم علي التنديد بها؟
(6)
- السؤال الأهم: وماذا بعد المقاطعة؟ هل تنتعش الحرية والديمقراطية ونزاهة الانتخابات؟ هل تتبدل الأحوال وتحصل مصر علي برلمان قوي يقود المرحلة المقبلة؟
- شتان بين الموقف المسئول لأحزاب المعارضة، وبين الموقف الارتجالي للجبهة، فالأحزاب التي هي جزء من نظام الحكم تطالب بحقوقها في انتخابات نظيفة وتتمسك بذلك.
- الجبهة لجأت إلي الحل الأسهل، لأن يدها في المياه الباردة وليست في النار، وتتوهم أن المصريين سيخرجون في طوابير طويلة يهتفون: فلنقاطع.
(7)
-الجبهة الوطنية للتغيير تذكرني بجبهة الصمود والتصدي أيام المغفور له صدام حسين، التي استبدلت الصمود والتصدي لإسرائيل بالصمود والتصدي لمصر.
-لم تفعل شيئًا سوي الكلام، ولم تضح بشيء سوي الشعارات، وأسهل شيء في الدنيا هو أن تزايد علي الآخرين وتتاجر بمشاكلهم وأزماتهم.
- أخيرًا أقول: المقاطعة سلاح فاسد، والذين جربوها من قبل ذاقوا مرارتها، وزادتهم عزلة وابتعاداً عن الجماهير.. إنها كمن يعاقب نفسه فيضرب عن الطعام.


E-Mail : [email protected]