السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الوزيرة «عيشة»






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 31 - 05 - 2010


الوزيرة عائشة عبد الهادي «بنت بلد».. وولاد البلد لا يرتاح لهم بال طالما أولادهم وأهلهم في مشاكل تبحث عن حل.. وعمال مصر في أكثر من 4 ملايين منشأة هم أولاد وأخوات وأهل الوزيرة «عيشة».. ولها مع العمال مساحات ممتدة وجسور متواصلة تأكدت بأكثر من شكل وفي أكثر من أزمة.. ومن هنا أتفهم أسباب عتابها علي ما كتبت قبل يومين في هذا المكان عن تفسير رئيس الوزراء د. أحمد نظيف لاعتصام العمال علي رصيف مجلس الشعب بالظاهرة الصحية، بينما يمتد الاعتصام العمالي إلي عدة أسابيع طويلة ليتحول في النهاية إلي محاولة اقتحام عنيفة لأبواب مجلس الشعب.. تضطر معه أجهزة حفظ الأمن للقيام بواجبها، وقد خرج الاعتصام عن سياقه الديمقراطي إلي فعل عنيف.

وفي هذه الأجواء - محاولة الاقتحام - وما تحمله من انفلات أعصاب، ما كان من الممكن السماح للوزيرة عائشة بالوجود وسط العمال المقتحمين لأبواب المجلس ولا بالخروج من الباب الرئيسي حتي إن أرادت هي ذلك.. ومن ثم فإن خروج الوزيرة من الباب الخلفي خروج طبيعي وليس هربا -كما حاولت بعض الصحف تصويره، بغض النظر عن أنها كانت مطلوبة للحضور في مجلس الشوري.. فهي لم تهرب ولم أقل أنها هربت.

وقد أرسلت لي الوزيرة «عيشة» ورقة معلومات بالمشاكل المعلقة والإجراءات التي قامت بها وزارة القوي العاملة تدخلا لحل أزمة العمال، ليس فقط العمال الذين حاولوا اقتحام مجلس الشعب، ولكن أيضا في الشركات الأخري (4 شركات).. وكلها إجراءات تضمن في النهاية مصالح وحقوق العمال إلي حد إبلاغ النائب العام عن ممارسات رؤساء مجالس إدارات الشركات والأعضاء المنتدبين.. مع تأكيد الوزيرة «عيشة» أن الاعتصامات أقرها قانون العمل ويمارسها العمال بكل حرية.

حسنا.. ومع كل التقدير للمعلومات الموثقة التي ارسلتها الوزيرة.. تبقي إجابة السؤال معلقة.. لماذا أقدم المعتصمون من العمال علي محاولة اقتحام مجلس الشعب في الوقت الذي تتصاعد فيه إجراءات حل مشاكلهم وتحقيق مطالبهم التي تعتبرها الوزيرة مطالب مشروعة..؟.. هل هو التوظيف من البعض لتحقيق مصالح شخصية؟ هل هي محاولة من بعض الأجندات لتصوير مصر علي أنها بلد لا يشهد استقرارا عماليا؟.. وإن كانت الإجابة تضم كل هذه الأسباب مجتمعة بالإضافة إلي الاعتصامات.. فهل لا يزال رئيس الوزراء يفسرها بالظاهرة الصحية..؟

[email protected]