الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المحايد وأخوه الشفاف






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 03 - 06 - 2010


تحقيق محايد وشفاف طالب به مجلس الأمن في مواجهة الإجرام الإسرائيلي بالاعتداء العسكري علي أسطول المساعدات الإنسانية في المياه الدولية، وأسفر عن مقتل كثيرين وجرح آخرين.. ويجود الرئيس الأميركي أوباما ويعلن مساندة الولايات المتحدة ودعمها لتحقيق شفاف غير متحيز وذي مصداقية.

بالرغم من أن الجريمة الإسرائيلية لا تحتاج إلي تحقيق محايد أو غير محايد.. شفاف أو حتي "مغبر".. فنزول الكوماندوز الإسرائيلي إلي السفن موثق بالأفلام المصورة سواء تلك التي سجلتها البحرية الإسرائيلية أو التي رصدتها كاميرات ركاب السفن.. ومدعمة بشاهدات شهود العيان من الذين تعرضوا لهجوم الكوماندوز الإسرائيلي.

غير هذا وذلك.. ألا يكفي مجلس الأمن ولا يقنع الرئيس الأميركي أوباما أن أسطول المساعدات كان يبحر في المياه الدولية بعيدا عن المياه الإقليمية الإسرائيلية، بما لا يمثل أي تهديد لإسرائيل بصورة أو بأخري.. بشكل أو بآخر.

بغض النظر عن أن سفن المساعدات التي يتكون منها الأسطول سفن مدنية تجارية من غير المتصور أن تحمل من حمولات ما يمكنها تهديد أمن إسرائيل.. ولو كانت تحمل لأعلنتها إسرائيل وأذاعتها صوتاً وصورة علي العالم أجمع كتبرير لعمليتها العسكرية الوحشية في حق مدنيين.. وهو تبرير يمكن أن يفهمه العالم.

وإذا كان يقصد بالشفافية وعدم الانحياز التحقق من تعرض الكوماندوز الإسرائيليين لمقاومة من ركاب السفن بما يصلح تبريرا للهجوم الإسرائيلي علي السفن والركاب.. فمن الطبيعي أن تتعرض القوات العسكرية المقتحمة لمقاومة من ركاب مدنيين وجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام حلات عسكرية وأسلحة مشهرة في وجوههم تتأهب للقبض عليهم.

بغض النظر أيضا عن أن تلك السفن كانت تبحر في المياه الدولية وأن الذي ذهب إليها وهاجمها عسكريا واعتدي علي ركابها قوات الكوماندوز الإسرائيلية خارج مياهها الإقليمية.. وفي هذا السياق لم تكن تلك القوات تمنع تعدياً علي السيادة الإسرائيلية داخل المياه الإقليمية ولا كانت تواجه اختراقا للمياه الإقليمية.
وإذا كانت المصداقية تفرض التأكد من طبيعة مهمة المتضامنين مع حصار غزة وما تحمله سفنهم.. فإن لا طبيعة المهمة كانت سرية.. ولا كان ركاب السفن بغير المعروفين للخاصة والعامة ولا كانت مخفية عن أعين المراقبين والمتابعين وحتي عن أجهزة الاستخبارات.

لن يعرف التحقيق المزعم إجراؤه حيدة أو شفافية وإنما سيكون تحقيقا عبثيا بكل ما تعنيه الكلمة.. لترضي إسرائيل.

[email protected]