الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الصبر التركي المطاط






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 06 - 06 - 2010


قارب اعتداء إسرائيل الوحشي علي أسطول المساعدات الإنسانية إتمام أسبوعه الأول ومعه قاربت أيضا الكلمات النارية لرئيس الوزراء التركي أردوغان التي اطلقها في هذه المناسبة أسبوعها الأول أيضا.

وفي هذا السياق لم نر من تركيا ورئيس وزرائها ما يصنع لهذه الكلمات النارية موقفا علي الأرض سواء في الدوائر الإقليمية أو علي مستوي الدوائر الدولية خاصة مع بيان مجلس الأمن الهزيل وموقف الإدارة الأمريكية في الدعوة إلي إجراء تحقيق شفاف غير متحيز بدلاً من اتخاز قرار إجرائي في حق الدولة التي اعتدت علي كل القوانين الدولية.

لقد أرادت تركيا أن يذكر اسمها في الملفات المفتوحة في الإقليم ومنها ملف السلام السوري - الإسرائيلي وملف القضية الفلسطينية بغض النظر عن الملف النووي الإيراني.. انطلاقا من علاقاتها الوثيقة بإسرائيل.. سياسية واقتصادية وما بينهما من تعاون عسكري.. وتقدمت خطوات في هذا السياق.. سواء بتبني مفاوضات غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل.. أو حتي تقديم مظلات الدعم لقوافل المساعدات الإنسانية.. أهلاً وسهلاً.

لكن هذه الإرادة التركية في ذكر الاسم.. مع الانتباه إلي اخفاقها المستديم في اقناع دول الاتحاد الأوروبي في الانضمام إلي الاتحاد.. لابد له من استحقاقات يجب أن تؤدي خاصة أن التشابكات في الإقليم شديدة التعقيد كما أن الملف الفلسطيني له مفاتيح تتعلق بالقدرة علي التأثير علي طرفيه الرئيسيين والأطراف الواقفة خلف الستار.

إلا أن الحسابات التركية وهي تحاول تقديم نفسها لم تدرك أن تتعرض لاختبار قدرة وكفاءة يتطلب اكثر من الرغبة في ذكر الاسم والحصول علي دور ربما يحقق مكسبا في اتجاه آخر ونحو هدف آخر .

ومن ثم نستطيع ان نفسر ما قاله اردوغان من تهديدات وتوعدات لاسرائيل من باب امتصاص الغضب الشعبي لا من باب الموقف الحقيقي تجاه دولة اسرائيل المارقة.. وأن ما ذكره عن عدم الاستمرار في اختبار الصبر التركي .. هو في حقيقة الامر بحث عن مخرج من هذه الورطة السياسية والشعبية .

خاصة أن الصبر اي صبر لا يمكن ان يتعرض لاختبار اكثر قسوة من الاختبار الذي صنعته اسرائيل بهجومها علي السفن والمواطنين الاتراك.. الا ان يكون الصبر التركي من النوع المطاط الذي من الممكن شده إلي اقصي مدي ويعود في النهاية إلي النقطة الأولي والمربع الأولي.

[email protected]