الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عيون يوسف بطرس غالي!
كتب

عيون يوسف بطرس غالي!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 26 - 09 - 2010



الحملة المسعورة ألحقت الضرر بالمرضي الفقراء
(1)
- التقيت به في أحد حفلات تخريج طلبة الكليات العسكرية في العام الماضي، وكان منهكاً ومتعباً ومهتزاً وقال لي «أنا مهدد بالعمي ولا أري بعيني اليمني مطلقاً».
- عرفت منه أن عينه محشوة بمادة جلاتينية لزجة، تمهيداً لإجراء جراحة خطيرة، لتصحيح حالة الإبصار، وكان يستعد للسفر خلال أيام لهذه العملية ودعوت له بالشفاء.
- رغم ذلك لم ينقطع عن عمله يوماً واحداً، وفي الأيام التي يكون مسافراً فيها يتابع كل شيء لحظة بلحظة لأنه يتحمل مسئولية «أرذل» وزارة في مصر.. المالية.
(2)
- السؤال هنا: أليس من حق يوسف بطرس غالي - كمواطن قبل أن يكون وزيراً - أن يعالج علي نفقة الدولة.. وغيره المئات والمئات ممن يتمتعون بهذا الحق؟
- لماذا ذهب للخارج؟.. لأن الحقيقة المرة هي أن بعض التخصصات الطبية في مصر لم تصل بعد إلي نفس درجة الكفاءة والخبرة التي يمكن أن تشجع علي الاستغناء عن السفر إلي الخارج وكان يمكن أن يصاب بالعمي.
- المريض لا يسافر من أجل الفسحة والمتعة والسياحة والتسوق والغريب غريب حتي لو كان وزيراً، والمرض اختبار قاسٍ يستحق الدعم والمؤازرة وليس التشنيع والشماتة.
(3)
- كان بمقدور الدكتور يوسف بطرس أن يخصص ميزانية مفتوحة من وزارته لعلاجه في الداخل والخارج باعتباره وزيراً، من الفئة العليا مثل سائر المسئولين الكبار في وزارته.
- كان بمقدوره أن يفعل ذلك في صمت، خصوصاً أن معظم الوزارات والهيئات الحكومية وغير الحكومية والخاصة تتيح لكبار العاملين بها فرصة العلاج في الخارج.
- العلاج في الخارج ليس وجاهة ويكون أرخص من العلاج في الداخل في كثير من الحالات، خصوصاً في العمليات الصعبة والدقيقة التي تتطلب تجهيزات لا تتوافر في المستشفيات المصرية.
(4)
- أحمد حسن ولاعبو الكرة يسافرون للعلاج في الخارج، والفنانون والفنانات وأولادهم، ورجال الأعمال والسياسيون وشرائح أخري من المواطنين، دون أن تثار بشأنهم زوابع.
- لماذا يوسف بطرس غالي؟.. أولاً: لأنه سافر علي نفقة الدولة.. وهو لم يخترق القانون ولم يتحايل عليه، والدولة تقوم بتسفير آلاف الحالات، تستدعي حالتهم ذلك.
- ثانيا: لأن يوسف بطرس غالي، وزير في الحكومة ولابد من إعلان حرب الكراهية عليه وعلي الدولة والحكومة في ضوء تيار التشفي السائد في المجتمع والذي يشوه كل شيء.
(5)
- لقد أدت الحملة المسعورة إلي الإضرار بمصالح المرضي المحتاجين فعلاً للعلاج، وأصبحت الأيادي مهتزة ولا ترضي أن توقع قراراً خوفاً من الحساب والمسئولية.
- تم الخلط بين الحابل والنابل، والصحيح والخطأ وأصبح الجميع في سلة واحدة، يواجهون تهويلات الصحف ومدفعية التشهير والتخويف التي أصابت الأبرياء قبل المتهمين.
- احصروا المشكلة فقط في الذين تاجروا بنظام العلاج علي نفقة الدولة، وحاكموهم واستردوا منهم الأموال التي حصلوا عليها بالتحايل، أما التلطيش الذي يحدث الآن فمساوئه كبيرة.
(6)
- جزء من أسباب حملة الكراهية التي يتعرض لها الدكتور يوسف بطرس لكونه وزير المالية، وقائد معارك الضرائب والأخذ من الأثرياء والفقراء، فتحالف ضده الجميع انتقاماً منه.
- ولأنه - أيضا - قوي وجريء ولا يخشي في الحق لومة لائم، فأرادوا الهجوم عليه في نقطة إنسانية حساسة هي المرض.. فبماذا يدافع عن نفسه وماذا يقول؟
(7)
- المؤكد أن الدكتور يوسف بطرس لم ينفق مليماً واحداً في غير موضعه، ولم يحصل علي تذاكر الطيران ولا بدلات السفر بالمبالغ الهائلة التي يتم نشرها كذباً وتهويلاً.
- المؤكد أن الرجل لم يحصل إلا علي نفقات العلاج الضرورية، وحتي لو أُعتبرت «إصابة عمل»، فمن حقه الحصول علي العلاج بشكل محترم ولا تجرح كبرياؤه وكرامته كوزير.
- أقول للدكتور يوسف بطرس «لا تحزن»، إننا نعيش زمن الحقد والغل والكراهية والانتقام، ولم تكن مصر ولا المصريون كذلك في أي يوم من الأيام.


E-Mail : [email protected]