الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محدودية المشاركة الشعبية!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 21 - 03 - 2010



لا شك أننا نعاني كأمة، من محدودية المشاركة الشعبية في الحياة السياسية المصرية، إن مشكلة الوطن الحقيقية، هي امتناع الغالبية العظمي من شعب مصر عن المشاركة، وهؤلاء هم الصامتون، والمعترضون علي كل ما هو غير سليم في البلد، هؤلاء هم المشاهدون لبرامج "التوك شو" والمتداخلون في تلك البرامج ناقدين الأوضاع، ومطالبين بزيادة رقعة الديمقراطية، والحرية، وغيرها من عناوين براقة نطمح إليها كشعب يستحق أن يعيش حياة أفضل، ولكن السؤال هو: كيف سيتم لنا ذلك ونحن ممتنعون عن المشاركة؟
نحن لا نشارك في انتخابات برلمانية، ولا نشارك في انتخابات محلية، ولا نشارك في انتخابات رئاسية، نسب قليلة جدا وهي النسب المنظمة من بعض الجهات وبعض الائتلافات الأيديولوجية والدينية، أما عموم شعب مصر، من المحترمين والمثقفين والحياديين، والراغبين في التغيير من أجل مصلحة حقيقية للوطن، فممتنعون عن الاشتراك هذا هو قلب المشكلة المصرية!
نحن في أشد الاحتياج للمشاركة الفعالة من كل فئات شعب مصر، نحن في أشد الاحتياج لإيجابية أكثر وفاعلية أكبر للمجتمع المصري الحر الصامت الآن، ولعل مكمن الخطورة، أن نجد بلادنا قد هبت عليها رياح خومينية أو رياح جهادية أو رياح يسارية أو من أي "ملة" كانت!
نحن بدون المشاركة الإيجابية نترك بلادنا ومستقبلنا -من الممكن- نهبًا لفئات ذات أغراض متطرفة، وليس لنا الحق في المطالبة بشيء مادمنا لم نشارك في إعداد بلادنا لما نصبو إليه.
إن الجهد الأكبر الواقع الآن علي القيادة السياسية المصرية، ونحن أغلبية ومعارضة صامتون، أعتقد بأننا لدينا فرصة رائعة لكي نحقق ذاتنا في ظل قيادة يتفق الشعب جميعه عليها، ولكن المستقبل بيد الله ونحن في أشد الاحتياج لتنظيم صفوف هذا الشعب وتحريك عناصر الطبيعة، حتي تتم المشاركة من الجميع، وليس من فئات بعينها لها أهداف تخصها!
نحن في أشد الاحتياج لصحوة لكي نصحح أوضاع بلادنا، وهذا لن يتوافر دون مناخ الحرية الذي نعيشه ويجب استغلاله في المشاركة بالمجيء ببرلمان قوي، نظيف حر، وحكومة رشيدة، وقفز علي كل الموانع لكي نلحق بالأمم التي للأسف كانت خلفنا فأصبحت أمامنا بعدة آلاف من الأميال!