الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الوليد و مصر أم الدنيا!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 23 - 03 - 2010



جاء الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز إلي مصر عبر احتفالية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعقد مؤتمراً صحفياً أعتبره مهما جداً لما جاء فيه علي لسان أكبر المستثمرين العرب وأغناهم علي الإطلاق، طبقاً لما تنشره المجلات الاقتصادية العالمية المتخصصة في تصنيف أغنياء العالم.
ولقد تابعت عن قرب هذه الزيارة، خاصة أن هناك ما كان يجب أن نستمع إليه من الرجل نفسه، حيث سهلت له الحكومة المصرية كمستثمر عربي من أهم دولة عربية بالنسبة للمصريين شعباً وحكومة وقيادة سياسية، فإن الرباط القوي بين المملكة وبين مصر يعود لأرض الحرمين الشريفين وانتماء المصريين المسلمين لهذه الأرض انتماء يفوق السعوديين أنفسهم، وكذلك تلك العلاقة القديمة بين العاهل الكبير منشئ النظام السعودي المرحوم الملك عبد العزيز بن سعود رحمه الله وبين انتمائه إلي المصريين، بل إنني أعلم من علاقات خاصة جداً مع أحد أبنائه وهو شيخ وأمير عظيم، هو الأمير مشعل بن عبد العزيز (رئيس هيئة البيعة في المملكة)، أعلم أن الأب قبل رحيله أوصي أبناءه جميعاً ملوك المملكة وأمراءها بمصر، حيث قال لهم ما قاله الرسول (عليه الصلاة والسلام) بأن مصر خير جند الله في الأرض.
ولكن كانت توصية العاهل السعودي لأبنائه بأن مصر هي الملجأ وهي الداعم وهي التي يجب الاهتمام بالعلاقات البينية بين البلدين. ونعلم جميعاً أن المملكة كانت وظلت واستمرت هي العون الأول للقيادات المصرية إلا قليلاً، وخاصة حينما شبت حرب اليمن في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر!
وبالتالي فإن مجيء مستثمر مثل "الوليد بن طلال" للاستثمار في مصر وغيره من المستثمرين وجد ترحيباً رسمياً وشعبياً، وكانت الأقاويل قد ازدادت وخاصة في مشروع توشكي، وتخصيص أكثر من مائة ألف فدان للاستثمار الزراعي لشركة المملكة، ولعلي كنت ضمن كثيرين من المعترضين علي الاستثمار الزراعي في هذه المنطقة رغم كثرة المناطق القريبة من العواصم علي طول محافظات مصر، وصعوبة زرع الحياة هناك في فترات قريبة، إلا إنني وبالمتابعة وما تم عرضه أخيراًَ من الأستاذ الدكتور يونان في منتدي الهندسة الاستشارية.
فإن الأمل دب في نفسي علي أننا أمام مشروع عملاق، سوف ينقل مصر نقلة نوعية في الزراعة ولكن في إحتياج لجهود جادة و مخلصة في هذا الاتجاه، وكانت المقابلة الصحفية التي بدأها الأمير السعودي حينما قال باللغة العربية (مصر هي أم الدنيا)، كان التعبير فيه اعتزاز بالعلاقة بينه وبين مصر.
وأوضح أموراً في الاقتصاد المتوقع في مشروع توشكي وتصريحه بطرح أسهم لمشروع المملكة في البورصة المصرية للمستثمرين الصغار من المصريين وأن استجلاب المستثمرين من جنوب شرق اّسيا ليس عيباً، حيث نسعي كدولة للترويج في كل بقاع العالم، كما جاء أيضاً طمأنته علي تراث شعب مصر من أفلامنا الأبيض والأسود، إنها في أياد سعودية أمينة علي التراث المصري والعربي (فأنا أصدقه)!