الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حوار الطرشان!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 24 - 03 - 2010



ما يحدث في الساحة السياسية المصرية، في هذه المرحلة يشبه إلي بحوار الطرشان أي الجميع يتحدث لكن لا أحد ينصت أو يستمع!!
ونحن علي أبواب مرحلة الإعداد لانتخابات برلمانية سواء نصفية في الشوري خلال شهرين أو انتخابات عامة في (الشعب) خلال سبعة شهور!!
هذا بجانب أننا في العام المقبل سوف نستقبل الحدث الجديد علينا في مصر منذ انتخابات عام 2005 الرئاسية (لأول مرة في تاريخ مصر) علي ما أعتقد!!
مع ذلك فإن النشاط الذي دب في المجتمع السياسي المصري هي تلك اللقاءات الصحفية والإعلامية سواء في التليفزيون المصري أو الفضائيات لكي يتحاور أطراف من المعارضة مع طرف من حزب الأغلبية وتنتهي المناقشة علي خلاف (الطرشان) أيضًا.
فإن ما تطالب به المعارضة قبل إجراء الانتخابات بعدة شهور شيء غير منطقي ولن يقبله حزب أغلبية يحكم في أي مكان في العالم.
فاللعبة السياسية تفترض أن يلجأ السياسيون إلي الشارع أولاً لكي يستطيعوا أن يشكلوا جبهة أو لوبي في البرلمان لكي تستطيع تلك القوي بفرض آرائها واقتراحاتها بأغلبية الحاصلين عليها في التمثيل النيابي ولا طريق آخر.
حيث ما تطلبه المعارضة اليوم هو في وجهة نظري استجداء ربما لحق ولكن دون قدرة ودون قوة تفرض علي حزب له أغلبية وله حكومته لكي يقدم لها علي طبق من فضة ما تريده.
هذه المعارضة لابد أن تعلم بأنها لا تجلس علي منضدة في مطعم (فايف ستارز) سوف يلبي لها ما تطلبه من قائمة الطعام الشهية التي تتمني تناولها، الثمن ليس في جيبها، وهي لا تمتلك هذه الرفاهية في الوطن حتي تفرض علي المجتمع بالديمقراطية وبالدستور الذي يحكم بين فئات الشعب والحكومة وينظم الحياة السياسية والقانونية في البلاد.
لذلك فإن الحوار الذي أشبهه (بحوار الطرشان) له فائدة واحدة وهي أن حزب الأغلبية بهذه الحوارات يحسب له علي أن أعطي الفرصة كاملة للمعارضة والحركات السياسية لكي تبلغ ما تريد عبر وسائل الاعلام القومية والخاصة للشعب.
ولكن من وجهة نظري بأن هذا غير كاف وأن النزول للشعب وللمحافظات وللنجوع والقيام بأعمال ملموسة للمواطنين هو الطريق الوحيد للظهور علي الشاشات والطريق الوحيد لرفع السدادات من آذان شعب مصر فهل هذا بمقدور هؤلاء المتحاورين!!