الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إسرافنا في جلد الذات






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 29 - 03 - 2010



من مشاهداتي وقراءاتي لم أجد شعباً مسرفاً في جلد ذاته كالمصريين!! ربما أكون مخطئاً! ولكن كثرة المشاكل التي تواجهنا، نتيجة تقاعس إداري أو تنفيذي من الحكومة والارتكان إلي قلة الإمكانات وعدم تيسير المتاح من تمويل وراء كل قضايانا (حجة حكومية) ولكن المحلل والعارف ببواطن أمور الوطن يجد أننا نمتلك كل أدوات تقدمنا ونمتلك روشتة كاملة لعلاج أمراضنا الاقتصادية والاجتماعية وأيضاً السياسية ولكننا لا نتطوع أبداً بأخذ المبادرة في اتخاذ إجراءات تنفيذية سريعة للقفز علي هذه المشكلات بل نتباكي ونترك الغير ينهش في جسد الأمة وكأننا أصبحنا أمة (معوقة) لا أرجل لنا ولا أيدي ولا حتي لدينا(نظر) !!
وأصبحنا نجلد ذاتنا عبر فضائياتنا ومذيعينا وزعماء البرامج (الكلامية) وكذلك عبر صحافتنا الحرة المستقلة وأيضاً تلك المسماة بالمعارضة.
والشيء المحير للغاية أننا جميعاً معارضة وأغلبية وصامتين غير راضيين عما وصلنا إليه سواء في السياسات الاقتصادية أو في منظومة التعليم أوحتي في أسلوب الحياة ومراعاتنا لسلوكياتنا سواء في الشارع المصري أو في عشوائياتنا المرصودة تاريخياً وجغرافياً أصبحنا حتي معصوبين الأعين ونحن نراها بوضوح الشمس سواء في البرامج أو نصطدم بها أمام أحيائنا ومنازلنا وأماكن عملنا. مصر هي البلد الوحيد في العالم الذي ينام شعبها علي أنين وضجيج المظلومين والبائسين والمعتصمين في شوارع القاهرة تنقل لنا برامج (التوك شو) كل ما يدفعك لأحلام مزعجة، فالمصريون أصبحوا لا ينامون إلا بعد مشاهدة العاشرة مساء، واحد من الناس ، القاهرة اليوم ، التاسعة مساء والحياة وأخيراً مصر النهاردة ومن قلب مصر ، والقاهرة علي الهواء .
كل هذه البرامج تسوق لسلعة واحدة هي (جلد المصريين) كل ليلة حتي أيام الخميس والجمعة خرجت علينا قناة المحور ببرنامج 48 ساعة لكي ينهش في (الويك إند) في جسم وعقل المصريين قبل النوم ، ما هذا الإستعذاب بعذاب المصريين ؟
ما هو الناتج ؟ لقد تصلبت شرايننا وزاد سمك جلودنا وأصبحنا قليلي الإحساس حيث لا ننام إلا بضجيج وصراخ المستعذبين من المصريين البسطاء وكأننا جميعاً أصابنا مرض "السادية" !!