الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ظاهرة النواب «الفالصو»!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 31 - 03 - 2010



شيء يدعو للخجل ويدعو للأسف الشديد ما وصلت إليه تلك الظواهر السيئة في عدد من القضايا التي تشتبك فيها أطراف من بعض ممثلي الشعب «في البرلمان المصري»!! والشيء المؤسف والمخجل أيضاً أن التدهور في هذه الأحداث يتسارع بشكل «كمي وكيفي» أي في العدد وفي نوعية الأحداث ولعل الذاكرة السياسية تعي في زمن ليس ببعيد عن قضايا شهيرة مثل «نواب المخدرات» و«نواب السيديهات» الخادشة للحياء و«نواب سميحة» و«نواب القروض» و«نواب نهب أملاك الدولة» و«نواب تأشيرات الحج» و«نواب السياحة» و«نواب صالات القمار والتهريب الجمركي» و«نواب العلاج علي نفقة الدولة» و«نواب المصائب التي لا نعلم ولا يعلم الإعلام عنها شيئاً».
أي أن المنظومة كلها أصبحت شيئاً لا يمكن قبوله ولا يمكن لدولة تسعي للنمو والتقدم وللقضاء علي البطالة ، وتسعي الدولة لنشر الديمقراطية وإضفاء الشفافية علي الحياة السياسية والاقتصادية ونسعي لتغيير منظومة التعليم المنحدرة بمستقبل الوطن يوماً بعد يوم!!
لا يمكن أمام كل هذه الطموحات التي تتطلب تضافر الجهود سواء كانت شعبية أو حكومية أن نقف أمام ظاهرة «النواب الفالصو» موقفاً سلبياً دون إتخاذ احتياطات شديدة لعدم تكرار هذه الظواهر السلبية في الحياة البرلمانية المصرية ورغم إضفاء لقب محترم علي كل نائب برلماني كما أحب الدكتور «فتحي سرور» أن يلقب نواب البرلمان حينما ينادي علي أسمائهم للمداخلة من فوق المنصة النائب المحترم فلان الفلاني كيف ينطبق هذا اللقب «المحترم» علي هؤلاء النواب «الفالصو»!
كان نواب الأمة «سعد زغلول» و«عباس محمود العقاد» و«النحاس» و«مكرم عبيد» و«النقراشي» كانوا النواب العظماء ينحني لهم التاريخ ولن نبتعد كثيراً فكان أيضاً هناك «علوي» و«القاضي» و«ممتاز» عشرات من الأسماء المعاصرة في برلمانات قريبة جداً يتباهي بها البرلمان المصري أين هؤلاء وأين ورثتهم من نواب الأمة!!
إن ظاهرة اختيار النواب لمجلسي الشعب والشوري والاعتماد علي أصحاب العصبيات أو أصحاب الشعبيات في مناطقهم أثبت فشلاً ذريعاً في التجارب العملية الحالية ويجب الاهتمام بالجمعية العمومية لشعب مصر، الناخبون المصريون هم أصحاب الإفرازات غير الطبيعية من نواب يطلق عليهم «النواب الفالصو» هناك خطأ جسيم في الجمعية العمومية في مصر ويجب أن نزيد من مشاركة النخب الصامتة من المصريين.
يجب أن نجد وسيلة لمشاركة الأغلبية الممتنعة عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية حيث الحل الوحيد لإفرازات جيدة لنواب الشعب تتطلب أن يتقدم الصفوف أحسن ما فينا من أفراد ومن نشطاء كما أن نسبة الفلاحين والعمال لم ترد في الكتب المقدسة كالقرآن الكريم أو الإنجيل أو التوراة ولكنها وردت في الميثاق وهو من وضع بشر ويمكننا تغييره بواسطة البشر أيضا!!