عيد الفن

 


  كرم جبر روزاليوسف اليومية : 30 - 09 - 2010


عظمة مصر في قوتها الناعمة


(1)


عظمة مصر في فنانيها وكتابها وشعرائها ومثقفيها، هم الذراع الطويلة للقوة الناعمة المصرية، التي تتغلغل في الوجدان العربي فتوحد مشاعر العرب جميعا تحت راية الفن الجميل.


لقاء الرئيس مبارك بالفنانين هو دعوة رئاسية كريمة لاستنهاض الهمم واستعادة الروح، وإزالة الصدأ والغبار، وإعادة البريق الذهبي الذي يميز هذا الشعب العريق، ويثبت تفرده.
إذا كانت السياسة تفرق الشعوب، فالفن الجميل هو الذي يوحدهم تحت رايته، ويذيب الخلافات والتناقضات ويوحد المشاعر.. وهذا هو دور الفن المصري المتواصل.
(2)
مصر ولادة، وفنانوها هم حراس الوجدان العربي الأصيل، وكلمة الفنان المصري مازالت هي المحببة لدي الشعوب العربية، لأنهم يعلمون جيداً أن الإبداع لا يزدهر ولاينتعش إلا في أجواء الحرية.
الحرية هي روح الفن والفنان، والإبداع لا ينمو في أجواء الكبت والقهر، وعندما يجلس رئيس الدولة ساعات مع نخبة من فناني مصر، فهو يضع علي أكتافهم مسئوليات جساماً.
هو يقول لهم إن الدولة ترعاهم وتسهر علي شئونهم وتفتح أمامهم كل الطرق، وتذلل العقبات والصعاب ليواصلوا مسيرة الإبداع والعطاء.
(3)
أثلج الرئيس القلوب وهو يوجه بضرورة دعم صناعة السينما، ليحقق للسينما المصرية مكانتها المعروفة ويحافظ علي تبوئها الصدارة في صناعة هي بمثابة أم الفنون.
لقد ارتبطت السينما الناطقة بالعربية باسم مصر ونجومها ولهجتها المحببة للشعوب العربية، ويرجع الفضل في ذلك لأجيال تلو أجيال أعطوا للفن المصري مكانته المتفردة.
أسماء يصعب حصرها لكثرة تنوعها وتميزها وقدرتها علي العطاء والإبداع، نجوم حفروا بأظافرهم في الصخر ففجروا آلاف الأعمال العظيمة التي لا تموت.
(4)
الرئيس لمس القلوب وهو يقول للفنانين إنهم سفراء مصر في المنطقة وفي العالم، أوراق اعتمادهم هي حب الجماهير العربية لهم والاحتفال بهم في أي مكان يذهبون إليه.
مصر هي عاصمة الفن والإبداع وهي مركز الإشعاع الفكري والفني في المنطقة.. وميلاد أي فنان عربي يكون دائماً من القاهرة التي تحتضن الجميع وتمنحهم الشهرة الواسعة.
فنانو مصر هم سفراء فوق العادة، من يوسف وهبي وحسين رياض وعبدالفتاح القصري وفريد شوقي ومحمود المليجي حتي محمود ياسين وحسين فهمي وطابور المبدعين الجدد الذين يتبوءون الساحة.
(5)
اقترب الرئيس بشدة من هموم الفنانين ومشاغلهم وطلب إنشاء نقابة عظيمة لهم تليق بمكانتهم ودورهم، وهو مطلب لفناني مصر وعدهم الرئيس بتحقيقه.
الرئيس كان حريصاً علي مناقشة التفصيلات الدقيقة التي تتعلق بحياتهم وظروفهم المعيشية، خصوصاً المرض والعلاج، وأصدر أوامره بدعم صناديق العلاج.
الرئيس كان حريصاً علي أن يؤكد ضرورة اتخاذ الإجراءات التي تحمي حقوقهم في الأداء العلني ودراسة إقرار العقد الموحد ليوفر لهم مظلة من الحماية القانونية.
(6)
عيد الفن وتكريم الفنانين وعد رئاسي آخر يحلم الفنانون بتحقيقه ليلتفوا حوله في عيد الفن، ويمنحهم الأوسمة والنياشين في مهرجان سنوي للتكريم يليق بمكانتهم وإبداعهم.
لقد أعطي الرئيس ضوءاً أخضر لانطلاق كل الإمكانات والطاقات وتفجير المواهب والبحث الدائم عن الدماء الجديدة التي تضفي مزيداً من الحيوية والتنويع.
الفنانون الذين التقوا الرئيس يمثلون كل الأجيال، وساحة الفن المصري مليئة بعشرات الأسماء اللامعة التي ستملأ مسرح التكريم في عيد الفن الكبير الذي ينتظره الجميع.
(7)
عظمة مصر في شعبها وفي قوتها الناعمة التي لم تضعف أبداً، رغم محاولات التشكيك، مكانة لا يمكن أن يزاحمها فيها أحد، لأنها لا تشتري بكنوز الدنيا، بل بالعقول المبدعة.
الموهبة منحة من الله سبحانه وتعالي، والفن الجميل هو الذي يسمو بالنفوس ويقاوم التطرف ويضفي لمسات الجمال علي الحياة.
الرئيس رغم مشاغله الكثيرة والحمل الثقيل علي كتفيه إلا أنه لم ينس أبداً أن الفن والثقافة هما مفتاح الحضارات التي تعيش إلي الأبد.


E-Mail : [email protected]