السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الروائى السعودى أحمد الدويحى: طقوس رمضان تسللت لكتاباتى





رحلتى مع شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران والخير والعبادة والطاعات، تأتى مختلفة لأن شهر رمضان مميز باختلاف نظامه الإنسانى والروحانية السائدة، وأستطيع أن أصف رحلتى بشهر الصوم ذاته عبر ما يزيد عن نصف قرن الذى أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وتخزن ذاكرتى أشياء وحكايات وقصص وطقوس عشت بها فى هذا الشهر المبهج شهر الخير والعطاء، أذكر فى طفولتى على جبال السروات فى قريتى أن لرمضان طقوس مختلفة، إذا كانت الحالة الاقتصادية ضعيفة جداً وتفرض ونحن أطفالاً علينا فقراً فى التنوع الغذائى الذى نشهده الآن، وكانت الوجبات الغذائية فى الفطور والسحور محددة جداً فى الأكل الشعبى وتعد هذا الوجبات فى البيوت غالباً لعدم وجود أسواق للمأكولات وتكاد تكون هى ذاتها نسخة مكررة يومياً، وصمت رمضان بعد انتقالى للرياض بعد الخامسة عشر من عمرى لأشهد حياة جديدة ومتنوعة بطبيعة الحال فى شتى المناحى فى رمضان.
حرصت فى برنامجى الرمضانى دائماً على أن أصوم داخل المملكة، وأتواجد مع أفراد عائلتى الصغيرة زوجتى وأطفالي، ويجمعنى غالباً فى اليوم الأول إفطاراً فى منزلى مع بعض الأقرباء والأصدقاء الذين يشرفوني، وبصراحة كنت أختار بعناية الأصدقاء الذين أقبل دعواتهم وأتناول الفطور فى منازلهم بسبب السجائر، لأن البعض لا يقبل ولا يستحسن التدخين وكان هذا يسبب لى حرجاً بالغاً، والحمد لله تخلصت من هذه العادة القبيحة.
وليس لى طقوساً معينة فى شهر رمضان فبعد نهاية العمل الرسمى بعد صلاة العصر، كنت اصطحب أطفالى أو امضى وحيداً إلى بعض الأحياء الشعبية أو التاريخية أو الأماكن التراثية، وأقضى بها وقتاً وربما أشترى أشياء حسب الحاجة حتى يقترب موعد الإفطار لأعود إلى بيتي، هذه العادة ظلت تلازمنى سنوات طويلة وتروق لى لأنه لم أكن أجد وقتاً لزيارتها فى غير رمضان، وأقضى وقتى فى الليل بلقاء الأصدقاء أو بالقراءة، وأزعم أن طقوس وحالات رمضانية تسللت إلى نصى الكتابى كثيراً ولا أستطع تحديدها الآن، وأدع النص السردى الوقوف على تلك الحالات والاستمتاع بها وفهم دلالاتها.