الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

امبراطور الإعلام الإسرائيلي «صابان» شريك أسرة مبارك في العديد من القنوات الفضائية






روزاليوسف اليومية : 27 - 12 - 2011


شراكة من الباطن عمرها 15 عاما بين رجل الأعمال الهارب «حسين سالم» والرئيس المخلوع «حسني مبارك» ونجليه ووزير المالية الأسبق الهارب «يوسف بطرس غالي» وإمبراطور الإعلام اليهودي المصري الأصل «حاييم صابان» في عدد من المحطات الإخبارية واستديوهات البث الإعلامي والذي كشفت الأخبار المتنقلة من القاهرة لتل أبيب إلي أوربا ونيويورك أنه السر وراء حملات الهجوم المتواصل علي المؤسسة العسكرية المصرية بطريقة مدروسة محترفة وغير مسبوقة تهدف لتأليب الشعب المصري البسيط ضد القوات المسلحة تمهيدا للانقلاب علي الشرعية وإسقاط الدولة واختطافها.
السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية يتحكم فيها منافسان هما الجمهوريون والديمقراطيون يتبادلون الحكم والكراسي السياسية ودائما يحاول كل منهما كشف آلاعيب الطرف المنافس لوسائل الإعلام العالمية وحاليا الإدارة الأمريكية ديمقراطية ومن بين أقوي المؤيدين لها إمبراطور الإعلام الملياردير الإسرائيلي اليهودي المصري الأصل حاييم صابان المولود في مدينة الإسكندرية في 15 أكتوبر 1944.
وقد تسربت معلومات من الطرف الأمريكي الجمهوري تفيد بأن حاييم صابان إمبراطور الإعلام الإسرائيلي – الأمريكي المقرب من أجهزة الدولة الإسرائيلية كان شريكا لكل من حسين سالم ويوسف بطرس غالي وحسني مبارك ونجليه علاء وجمال في عدد من المشروعات الإعلامية بالعالم وأنهم يملكون 22% من أسهم شبكة أخبار «كيشيت» الرئيسية للتليفزيون في إسرائيل وهي المالكة للقناة الثانية الإسرائيلية التي تعد قناة الدولة المحلية والفضائية كما يملكون قنوات تليفزيونية في ألمانيا وإسبانيا وأمريكا وكلها تهاجم حاليا المجلس العسكري المصري.
المعروف أن القناة الثانية الإسرائيلية كانت بالفعل الوسيلة الأهم لتلميع الرئيس المخلوع الذي كان لا يمنح أي قناة أخري في إسرائيل مقابلاته سوي للقناة الثانية وربما كان السبب أنه يملك أسهما فيها.
كما أن سالم ومبارك مع نجليه ويوسف بطرس غالي شركاء من الباطن مع حاييم صابان في ملكية أسهم شركة «بيزك» الدولية الإسرائيلية للاتصالات والتليفونات حيث تشاركوا معا عام 2005 وتقدم صابان في الواجهة وفاز بالتعاقد مقابل مبلغ 4.2 مليار شيكل إسرائيلي لكنهم باعوا أنصبتهم المصرية لشريكهم صابان في عام 2009 بينما حافظ صابان علي كل الأسهم ونجح في أكتوبر 2009 في تحقيق أرباح منفردة قدرها 5 مليارات شيكل.
وعلاقة حاييم صابان بنظام الرئيس المخلوع ليست وليدة ذلك التاريخ بل بدأت عام 1993 عندما فتح مبارك كل الشرايين المصرية أمام إسرائيل فجاء صابان إلي مصر في زيارة خاصة رتبها له صديقه حسين سالم الذي كان يعرفه منذ أوائل الثمانينات.
في خلال تلك الزيارة الأولي له للقاهرة قابل صابان مبارك لأول مرة وكان أول طلب لحاييم صابان هو تبرعه لترميم عدد من المعابد اليهودية القديمة في القاهرة والإسكندرية وهو الأمر الذي وافق عليه مبارك علي الفور وكلف وزير التعاون الدولي يوسف بطرس غالي بتنفيذ مشروع صابان.
في القاهرة تعرف صابان علي وزير الإعلام وقتها «صفوت الشريف» وعلي وزير الدولة للتعاون الدولي وشئون مجلس الوزراء الهارب يوسف بطرس غالي فأخبرهما بملكيته شركة إنتاج سينمائية أمريكية – إسرائيلية لبرامج الأطفال وأنه هو المالك للعلامة التجارية ولحقوق توزيع عدد من أفلام الأطفال منها مسلسل «مايتي مورفين باور رينجرز» الذي عرف بعدها في مصر باسم «باور رينجرز».
صابان حضر لمصر عدة مرات وكان يقيم حفلات أسطورية لرجال مبارك وفي إحدي الزيارات تقابل مع صديقيه يوسف بطرس غالي وصفوت الشريف فعرضا عليه التعاون معه من أجل حصول التليفزيون المصري علي حق عرض مسلسل الأطفال «باور رينجرز» ليعرض بشكل حصري ضمن برامج شهر رمضان علي القناة الثانية.
ولأن المسلسل كان يعرض في فترة ما قبل الفوازير الرمضانية الشهيرة ل«شريهان» وكان كل الممثلين المشاركين من الإسرائيليين وتظهر أسماؤهم العبرية بوضوح فطلب صفوت الشريف من إدارة الاستوديوهات تسريع طريقة نزول الأسماء علي الشاشة بمعدل (8 سرعة) فكانت الأسماء تمر أمام المشاهد دون أن يتمكن من قراءة أي أسماء بينها كي لا تنكشف الفضيحة.
ولأهمية مصر التاريخية طلب حاييم صابان أن يصور أحد أجزاء مسلسل الباور رينجرز ال23 في صحراء الهرم فطلب منه صفوت الشريف ويوسف بطرس غالي الاتصال بحسين سالم كي يوفر له متطلبات التصوير والإنتاج وكذلك كي يحصل له علي موافقة مبارك الشخصية علي التصوير وفي نفس الوقت طلب غالي من حسين سالم أن يشاركه في مساعدة صابان.
في لقاء حاييم صابان الثاني مع مبارك عرض عليه حسين سالم أن يشارك الابنان علاء وجمال مبارك بوصفهما رجلي أعمال في مشروعاته التي يحلم بتنفيذها في مصر فأنتهز صابان الفرصة وطلب من مبارك الحصول علي تخصيص مساحة 25 قطعة أرض متجاورة في أفضل مناطق التقسيم السياحي لمدينة الغردقة حتي يقيم عليها استديوهات مصرية – إسرائيلية عملاقة فوافق مبارك وأمر يوسف بطرس غالي بتنفيذ طلب صابان علي أن يقدم الأوراق علي أساس أنه أمريكي وليس إسرائيلياً مع أن صابان كان يومها سفيرا شرفيا فوق العادة لإسرائيل.
بعدها بدأت المشاركة بين مبارك ونجليه وحسين سالم ويوسف بطرس غالي حيث نجح غالي في إخراج صفوت الشريف من اللعبة واكتفي صفوت بأخذ حقوق عرض الباور رينجرز للتليفزيون المصري لثلاثة مواسم رمضانية متعاقبة مقابل ثمن رمزي لحقوق العرض التي كانت تباع لدول أخري في ذات التوقيت بمبلغ يزيد علي نصف مليون دولار أمريكي وكانت حجة صفوت الشريف أن مصر تحولت لشريك فيما يخص أهم أجزاء المسلسل الذي تم تصويره في صحراء الهرم.
وحاييم صابان وهو في القاهرة دخل من الباطن مع يوسف بطرس غالي وحسين سالم وعلاء وجمال مبارك في عدد كبير من المشروعات الإعلانية والإعلامية لدرجة أنه شاركهم في حق تشغيل أسطول من معدات الكاميرات الخاصة بمحطات الأخبار العالمية بوسط القاهرة.
كما أنفق صابان ملايين الجنيهات علي قاعة المؤتمرات الخاصة بحسين سالم في شرم الشيخ إرضاء للرئيس ونجليه مثلما أقنعه سالم وفي المقابل نجح حسين سالم في إقناع صابان لمشاركته مع مبارك في ملكية مجموعة شركات «صابان كابيتال جروب» وعن طريقها تشاركا معا في شراء أسهم عدد من شبكات القنوات التليفزيونية الداخلية في ألمانيا عام 2003 وفي عام 2008 اشتروا معا شركة قنوات «يونيفيجين» الإسبانية في مدريد حيث حصل يومها حسين سالم علي الجنسية الإسبانية وأصبح له حق التملك والإدارة علي الأراضي الإسبانية.
المثير أن حاييم صابان طيلة الوقت كان معروفا أنه من أكبر المؤيدين للحزب الديمقراطي الأمريكي المعارض لنظام جورج بوش الابن الجمهوري وهو الحزب الذي سعي طيلة الوقت بواسطة أبواق الإعلام التي يمتلكها حاييم صابان ومعه شركاؤه مبارك ونجلاه وحسين سالم ويوسف بطرس غالي لكشف وفضح بوش وكان من بين أحد الأسباب المتعددة لذلك هو كراهية بوش الابن لمبارك.
وكان حاييم صابان طيلة الوقت شريكا علي الورق حتي أن يوسف بطرس غالي وحسين سالم أقنعاه ألا يوقع علي عقود الشراء في مصر وأن يظل في الكواليس حتي لا تثار القصص عن شراكتهم بسبب أنه إسرائيلي ويحمل لقب سفير إسرائيلي فوق العادة.
وفي عام 2004 تبرع حاييم صابان بمبلغ 7 ملايين دولار أمريكي لبناء المقر الجديد للحزب الديمقراطي بعد تهالك مقره القديم فأطلق زعيم الحزب «تيري ماكولف» علي صابان لقب «منقذ الحزب الديمقراطي» وهو اللقب الذي يحتفظ به صابان ليومنا هذا.
وعقب الثورة المصرية ضاعت أموال صابان في مصر وتنصل حسين سالم ويوسف بطرس غالي منه وتهربا من كونه شريكهما في عدد من المشروعات الإعلامية والسياحية في مصر أما مبارك ونجلاه فدخلوا السجن ولم يتمكن حاييم صابان حتي اليوم من التواصل معهم كما نفت سوزان مبارك علمها في حديث تليفوني معه بوجود إستثمارات له بين أموال عائلتها فقرر صابان الانتقام من المتسبب فيما حدث له ولأمواله.
بالقطع عندما يفكر إمبراطور الإعلام اليهودي الإسرائيلي فلن يجد سوي السلاح الذي يملكه وهو الإعلام وعلي ذلك تجد حاليا في كل من إسبانيا وألمانيا والقناة الثانية الإسرائيلية والمطبوعات والمواقع الإلكترونية المملوكة للقناة وفي قنوات صابان بأمريكا حملات هجوم ممنهجة علي المجلس العسكري المصري وهي تلك الحملات التي تناقلتها وسائل إعلام عالمية أخري نقلا عن إمبراطورية صابان الإعلامية.
علي الأرض كان حاييم صابان يلعب لعبور أخري أكثر خطورة فقد أرسل الكاميرات من عدد من المحطات الأوروبية والأمريكية لتصور ما يمكن تصويره ونسبه بالخطأ للمجلس العسكري المصري وفي خضم الأحداث بالتأكيد ستجد تلك الكاميرات العديد من التجاوزات التي يمكن أن تنقل لوجدان الإعلام العالمي صورة سيئة عن الجيش المصري بينما لا يوجد أحد يفهم ويعي خطورة ما يحدث.
خطة تشويه سمعة الجيش المصري وجنوده بدأت من خلال مؤسسة «منتدي صابان للديمقراطية» فرع إسرائيل حيث انطلقت أطقم العمل الإسرائيلية الإعلامية بتمويل مفتوح من صابان يهدف لنقل الصورة السيئة من مصر ولأن السلطات المصرية منعت عدداً كبيرًا من المحطات الإسرائيلية والكاميرات العبرية من العمل في القاهرة استبدل صابان الأطقم بغيرها تحمل الجنسية الأمريكية وجنسيات أخري وهو سبب ظهور موضوعات من ميدان التحرير وصور لسلفيين يقفون بجانب إعلاميين إسرائيليين في ميدان التحرير.
في أمريكا داخل الحزب الجمهوري لديهم معلومات أكثر وضوحا لأن حاييم صابان صديق شخصي لأسرة كلينتون وهو المتبرع الأكبر لصندوق بيل كلينتون للمساعدات وهو أيضا ممول حملة هيلاري كلينتون السياسية الأخيرة عام 2008 وأهم مؤيد للرئيس الأمريكي الديمقراطي «باراك أوباما» حاليا.
وأسلحة السياسة الأمريكية تتركز علي أدوات الإعلام لإشعال الفضائح ولبث الشائعات وصولا لتمهيد وجدان الرأي العام العالمي أو المحلي لتنفيذ عمليات عسكرية أو لتطبيق عقوبات إقتصادية وغيرها علي العدو وهو ما يفسر هذا الكم المدروس من حملات الانتقادات المتكررة لسياسة المؤسسة العسكرية المصرية من حولنا.
فعندما تهاجم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون السياسة المصرية وترفض مصر التدخل في شئونها يأتي دور الإعلام الأمريكي والإسرائيلي المدفوع لتنفيذ خطة الشائعات والفضائح بسبب وبدون سبب وبالقطع يكون دور حاييم صابان الصديق الشخصي لعائلة هيلاري كلينتون بين أهم الأدوار أولا لتضرره من وجود المجلس العسكري المصري وضياع أمواله في مصر ثانيا لأنه أول من سيدافع عن هيلاري والإدارة الديمقراطية في واشنطن.
حاييم صابان يتحدث المصرية الإسكندرانية بطلاقة وما زال يتذكر ويحكي لأصدقائه أنه هاجر مع عائلته من الإسكندرية التي ولد فيها 15 أكتوبر 1944 في أعقاب العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 وهو في الثانية عشرة من عمره .