الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عمال مصنع بصل سوهاج بلا رواتب منذ 6 شهور




يعيش عمال مصنع بصل سوهاج فى مأساة حقيقة حيث يرفض مسؤلو الشركة التابع لها المصنع صرف رواتب العمال البسطاء منذ شهر فبراير الماضى وحتى الان بحجة تعثر الوضع المالى للشركة الامر الذى دفع عمال المصنع الى بيع بعض المعدات الراكدة فى المزاد العلنى لتدبير رواتبهم بعد موافقة مسئولى الشركة على هذا الإجراء رغم ان هذا التصرف يساهم بشكل غير مباشر فى تنفيذ محاولات بيع أرض المصنع التى يقترب ثمنها من مليار جنيه على الاقل هذا المبلغ الفلكى اثار جنون بعض المسئولين بالشركة بعد ان عرفوا ان أغلى قطعة أرض بسوهاج بيعت الاسبوع الماضى بالقرب من ارض مصنع البصل بمبلغ 43 الف جنيه للمتر الواحد فإذا تمت محاولات بيع جزء من ارض المصنع بمثل هذه الاسعار الباهظة ستكون بمثابة الكنز الذى سيسقط على رأس مالك الشركة ويذهب عمال المصنع إلى الجحيم!

 
سوهاج - خالد سليمان
المحاسب حاتم على ابراهيم رئيس اللجنة النقابية للعاملين بالمصنع وممثل اتحاد المساهمين فى الجمعية العمومية كشف لنا عن وجود مخالفات واهدار للمال العام وسرقة اراضى الدولة من خلال شركة النصر لتصنيع الحاصلات الزراعية.
وقال ان اليأس بدأ يدب فى أوصال العمال بسبب التجاهل الكامل من المسئولين عن الشركة لهم ورفضهم صرف مرتبات العمال البالغ عددهم 86 عاملا من بينهم 3 موسميين مشيرا الى أن رئيس مجلس الادارة الشركة استجاب مؤخرا لتهديدات بالموافقة على بيع معدات المصنع الراكدة والمستعملة بالمخازن لتدبير رواتبهم وتم بيع 120 موتورا وادوات كهربائية و885 كيلو سلك ورنيش و654 كيلو نحاس بارات و7875 ترسون و9760 كيلو زوايا حديد و4850 كيلو حديد تسليح باجمالى 260 الف جنيه بالمزاد العلنى فى ابريل الماضى وبيع 5 مقطورات بـ 38 الف جنيه منذ ايام وتم سداد مبلغ 180 الف جنيه للتأمينات الاجتماعية عن شهر ابريل بينما رفضت الشركة سداد قسط شهر مايو وتم صرف رواتب العاملين عن شهر فبراير وصرف الثلث الاخير من راتب شهر مارس وأشار حاتم الى انه تقدم بطلب الى محافظ سوهاج السابق الدكتور يحيى عبد العظيم يتضمن ان شهر رمضان على الابواب وعمال مصنع البصل لم يصرفوا مرتبات شهرى ابريل ومايو ويعولون اسرا وابناء بالمدارس وهم فى امس الحاجة الى المساعدة فارجو الموافقة على صرف بونات من المحافظة لعدد 81 عاملا من اى مجمع استهلاكى تابع للمحافظة لاستلام سلع غذائية
انتهى الخطاب ولم ينته كلام رئيس اللجنة النقابية.
ويكشف رئيس اللجنة النقابية للعاملين فى المصنع بالمستندات بعض المخالفات التى ارتكبت فى الشركة حيث تم بيع أرض مساحتها 1755 مترا بمحرم بك بسعر المتر 675 جنيها عام 96 وهى ارض مخصصة من محافظة الاسكندرية يحظر التصرف فيها باى شكل من الاشكال وبالمخالفة لقانون الشركات مما يعد اهدارا للمال العام واضرارا بحقوق المساهمين بالشركة كما تم بيع قطعة ارض مساحتها 2500 متر بمحرم بك ايضا أما ثالث هذه المخالفات فتتمثل فى اخفاء مساحة ارض قدرها 49245 م واستبعادها من دفتر الاصول تمهيدا لبيعها بعيدا عن المساهمين ويبلغ ثمنها حوالى 500 الف جنيه وتقع الارض على طريق القبارى السريع امام كارفور بالاسكندرية والمخالفة الرابعة امتلاك الشركة اكثر من 24000 الف من اسهم الشركة تم شراؤها كاسهم خزينة وتمتلكها الشركة والمخالفة الخامسة تنازل العضو المنتدب عن ارض مساحتها 2270 م بالقبارى وهى ارض مخصصة للمنفعة العامة مما يعد عدوانا صريحا على اصول الشركة وتخريب ممنهج بواسطة وقف العمل بالمصانع وزيادة الخسائر عاما بعد عام مع الاقتراض من البنوك المختلفة ثم مرحلى التوقف عن سداد المرتبات ومستحقات التأمينات الاجتماعية وقيمتها حوالى ثلاثة ملايين جنيه وبلهجة حزينة قال حاتم متسائلا اين حصيلة بيع مصنع القبارى بالحضرة ومبنى الادارة بالاسكندرية الذى تم بيعه للكنيسة الانجلية والمعمل المركزى ومخازن الشركة بمحرم بك كما تم التنازل عن مصنع بورسعيد للمحافظة هناك من تحت التربيزة ! وتم تصفية معدات والات مصنع مغاغة بالمنيا واصبح ارضا جرداء ويعترف حاتم ان بيع المعدات بالمصنع يساهم فى بيع المصنع بالكامل وقال ماذا يفعل العمال وليس امامهم سوى الموت جوعا لهم ولابنائهم لقد تم ال تهديد مرة اخرى بعدم بيع المعدات فى محاولة لمنعى من الشكوى والضغط على العمال بتسوية معاشاتهم بإرادتهم ومن المعروف ان العمال يشكلون خط الدفاع الرئيسى ضدمالك الشركة مجدى يعقوب نصيف ومحاولات القضاء على مصنع البصل نهائيا بعد بيع الارض.
واضاف حاتم على ابراهيم لقد توجهت بالشكوى الى الهيئة العامة للرقابة المالية بالنيابة عن المساهمين بالشركة والذين يمتلكون 5% من اجمالى اسهم الشركة بالاضافة الى اتحاد العاملين المساهمين بالشركة بنسبة ملكية 10%من اجمالى راس مال الشركة لتضررهم من ضياع حقوقهم بسبب المخالفات التى ترتكبها الشركة وعدم اثبات البيوع لاصول الشركة فى الفترة من مارس 2005 حتى ديسمبر 2007 وبالاضافة الى عدم صرف نصيب العمال المساهمين فى حالة البيع لاى قطعة ارض تباع والنسبة المخصصة 10% وفى حالة خروج العامل على المعاش يسترد العامل قيمة الصك دون زيادة او نقصان فاذا كان الصك بالف جنيه يسترد الالف جنيه فقط مما يعد اهدارا لحقوق العمال المساهمين والاستيلاء على حقوقهم المشروعة وكل حصيلة البيع يستولى عليها مالك الشركة مجدى نصيف ولا يوجد حل لمشكلتنا سوى ان يقوم المحافظ بطلب فرض الحراسة القضائية على المصنع وذلك من سلطات المحافظ حتى يمكن وقف عملية البيع ويقول حاتم ان اى محاولة لانشاء مصنع بديل لمصنع سوهاج هى محاولة صريحة للقضاء هذا المصنع التاريخى صاحب الشهرة العالمية للبصل المجفف.
ويقول المهندس احمد امين مدير المصنع ان المصنع انشىء عام 1960 على مساحة 18 فدانا وظل ينتج المصنع اكثر من 75% من اجمالى انتاج الشركة وكان يحقق ارباحا هائلة بلغت اكثر من 3 ملايين من الدولارات فى السبعينات والثمانينيات وكان زيت البصل يدخل فى انتاج افخر واغلى العطور الفرنسية والعالمية وكانت اسواق اوروبا وامريكا وافريقيا تتهافت على البصل المجفف لسوهاج لجودته العالية حتى توقف العمل فى المصنع عام 2008 نهائيا وبدات محاولات بيع الارض وتصفيته وانخفض عدد العمال من 500 عامل الى 83 عاملا واقترحت العام الماضى ضخ حوالى 3 ملايين جنيه لتطوير المصنع وتوصيل الغاز الطبيعى له ولكن ادارة الشركة لم تنفذ شيئا حتى الان وارسلت خطابا الى العضو النتدب للشركة نظرا لبيع بعض معدات المصنع والتهديد باعمال تخريبية داخل المصنع والظروف الصعبة التى تمر بها الشركة الا ان النتيجة التى يتعرض لها العمال بسبب عدم صرف رواتبهم واطلب اخلاء مسؤليتى من اى امر قد يترتب على هذه الاحداث.
وقال العضو المنتدب للشركة محمد رجب مكاوى فى محضر اجتماع بمقر وزارة القوى العاملة خلال بحث مشكلة العمال بمصنع البصل ان الشركة تعانى من تعثر مالى منذ 2008مما اثر على عدم انتظام صرف رواتب العمال وتشغيل المصنع يحتاج الى 9 ملايين جنيه وعلى الشركة ديون لدى التامينات الاجتماعية بمليون و900 الف جنيه ويطالب العمال بالصبر.
وكان محافظ سوهاج المستقيل يحيى عبد العظيم تصدى لعملية بيع ارض المصنع وقدم المحافظ اقتراحا للشركة باقامة مصنعاً بديلاَ على ارض صحراوية بسوهاج والاستعانة بالعمال القدامى وبعد تشغيل المصنع يمكن للشركة التصرف بالبيع فى المصنع ولنا كلمة اخيرة ان الدولة عندما باعت الشركة وهى مملوكة لقطاع الاعمال العام للمستثمرين كان الهدف هو تصفية القطاع العام وتشريد العمال البسطاء على غير ما كان يعلن وقتها لا مساس بالعمال وحقوقهم ولن يضار عامل فى عهد مبارك المخلوع واذا كانت اصول شركة تمتلك 8 مصانع.
تم بيع هذه الاصول بمبلغ 9 ملايين جنيه وبالقسط المريح بمباركة مهندس بيع القطاع العام عاطف عبيدوبعد عملية البيع وجد المستثمر مجدى يعقوب انتاجا بالمصنع بسوهاج يقدر 2400 طن من البصل قام ببيعه فى الحال بمبلغ 13 مليون جنيه اى باكثر من ثمن الشركة بالكامل وبأرباح 4 ملايين جنيه وبعد مرور الزمن اصبح ثمن الارض يتجاوز المليار جنيه لمصنع واحد هو مصنع بصل سوهاج واى عملية بيع لهذه الارض هى بيع لارض ملك الشعب.