الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«يا نجيب حقهم لنموت زيهم»




 
 استمعت محكمة جنايات الاسماعيلية المنعقدة بمقر اكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس إلى أقوال الدكتور احسان كميل جورجى كبير الأطباء الشرعيين فى محاكمة 73 متهمًا من المتهمين بالتسبب فى أحداث مجزرة استاد بورسعيد التى راح ضحيتها ٧٣ من شباب الألتراس الاهلى
 
شهدت الأكاديمية تشديدات أمنية على غير العادة فى اجراءات التفتيش حيث توافد عدد كبير من اهالى الضحايا الذين يحملون تصريحات لدخول القاعة وهم يرتدون ملابس سوداء « تى شيرتات الالتراس « مكتوب عليها بالاحمر عدد المجنى عليهم وجملة «يانجيب حقهم يانموت زيهم» بينما سمح رجال الامن للإعلاميين والصحفيين بالدخول بهواتفهم المحمولة واللاب توب حتى البوابة الداخلية تسهيلا لأداء عملهم بناء على الطلب المقدم لهيئة المحكمة بالجلسة السابقة
 
 
عقدت الجلسة برئاسة المستشار صبحى عبد المجيد وعضوية المستشارين جاد المتولى ومحمد عبد الكريم عبدالرحمن
 
الجلسة بدأت فى الساعة العاشرة صباحا ونادت المحكمة على المتهمين واثبتت حضورهم جميعا وتم ايداع الضباط المتهمين فى قفص الاتهام الرئيسى بالقاعة بينما اودع باقى المتهمين فى قفص خارجى تم إعداده بجزء من القاعة كان مخصصاً لرجال الأمن واستمعت المحكمة إلى طلبات المحامين المدعين بالحق المدنى الذين كان مطلبهم الأساسى هو نقل المحاكمة إلى بورسعيد كما استمعت إلى طلبات المحامين الحاضرين عن المتهمين الذى قدم احدهم حافظة مستندات تتضمن خطاباً موجهاً إلى رئيس المحكمة من مدير الامن ببورسعيد يفيد أن اهالى المتهمين ليس لهم علاقة بعدم حضور المتهمين بالجلسة الماضية كما تردد بأنهم قاموا بقطع الطريق لمنعهم من حضور المحاكمة مؤكدا أنهم تقدموا بطلب لنقل المحاكمة إلى بورسعيد، وهنا قاطعته المحكمة قائلة «لاتحدثونى عن بورسعيد وكانها وطن آخر فبورسعيد ومصر وطن واحد وجميعنا فى خدمته فهى ليست قضية بورسعيد وحدها بل قضية وطن بأكمله ولابد أن نلتزم الهدوء لأن الأمر خطير والحادث جلل .. ولابد أن يكون حديثنا بالقhنون ولا يحدث هرج او خلاف لأننا جميعا زملاء ولابد أن نحترم أنفسنا ونبتعد عن الاساءة لبعضنا البعض والمحكمة قادرة على الانتقال إلى بورسعيد إذا كان ذلك سيفيد».
 
 
وبدأت المحكمة فى سماع أقوال الدكتور احسان كميل جورجى كبير الأطباء الشرعيين وسألته «هل اطلعت على اوراق الدعوى»؟ فأجاب «لا» وقالت المحكمة «سنناقشك فى الامور العلمية للطب الشرعى هل التزاحم والتدافع من الممكن أن يؤدى إلى الوفاة ؟» فأجاب « أن التزاحم والتدافع يحدثان اعاقة ميكانيكية لحركة التنفس ودى مسألة يطول شرحها»وسألته المحكمة «هل هناك عوامل مساعدة تؤدى لذلك؟» فأجاب» طبعا ممكن يكون هناك عوامل اخرى مثل ضيق المكان واتساعه لأن ضيق المكان يسبب قلة الاكسجين وكثرة ثأنى اكسيد الكربون مما يؤدى للاختناق « وسألت المحكمة « هل هناك علامات تظهر على جثة المجنى عليهم تبين أن سبب الوفاة هو التزاحم ؟» اجاب أن التشريح هو الوحيد الذى يوضح سبب الوفاة وأن الطب الشرعى قام بتشريح جثتين فقط احداهما ببورسعيد والأخرى بمشرحة زينهم « قالت المحكمة «هل يتبين من الكشف الظاهرى على الجثث مستوى الارتفاع الذى سقطت منه الجثث؟ «فأجاب «لا أنا أناقش سيناريو للحادث ولا أنشئه ولا استطيع أن احدد اذا كان تم دفعه من الأعلى من عدمه «ووجه المدعون بالحق المدنى أسئلة للشاهد وأجاب «أن من الممكن أن تحدث حالة التزاحم كسور فى الجمجمة او العظام ولكن تكون غير مصحوبة بإصابات خارجية «وسأل المدعون « ما أسباب حدوث الجروح القطعية بجثث المجنى عليهم وهل السقوط من أعلى يكون سبب حدوثها؟» فأجاب كبير الأطباء الشرعيين « لا يوجد احد من المجنى عليهم به جروح قطعية « وهنا هلل المتهمون داخل القفص « الله اكبر» بينما ثار اهالى المجنى عليهم غاضبين وقائلين « حرام عليكم» وصرخ والد أحد الشهداء قائلا « أنا طبيب جراح وشوفت الجروح القطعية بعينى فى جثة ابني»فرد رئيس المحكمة « ياطبيب ياجراح إلزم الهدوء كل الامور مطروحة على المحكمة واذا رأيت تقصيراً من المحكمة فى استرداد حقكم ابقوا اتكلموا» وهددتهم المحكمة بإخراجهم من القاعة فى حالة عدم الالتزام بالهدوء.