الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المعلم.. ملك الهزائم والبطولات!
كتب

المعلم.. ملك الهزائم والبطولات!




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 13 - 10 - 2010



انتصاراته معجزة وهزائمه أيضًا كارثة


(1)


- الانتصارات التي حققها حسن شحاتة معجزة، وهزائمه أيضًا كارثة، ففي الوقت الذي تهتف فيه الجماهير باسمه، تعود وتلعنه وتطالب بسقوطه ورحيله.
- هزائم المعلم تقصم الظهر، ولن ننسي له أبدًا الخروج المأساوي من كأس العالم 2010، رغم أنه استطاع أن يحقق البطولة الأفريقية، ولكن مذاق البطولة الكبري أحلي بكثير.


- وبنفس حالة التطرف في الانتصارات والهزائم، هناك تطرف أكبر في الدفاع عن حسن شحاتة أو الهجوم عليه، البعض يري أنه «المحنك» والبعض يري أنه «المحظوظ».. ويا بركة «دعا الوالدين».
(2)
- أولاً: حسن شحاتة عنيد جدًا، والعناد هو الذي يفرش طريقه إلي الفوز وأيضًا إلي الهزيمة، لا يتمتع بأي قدر من المرونة، وأحيانًا يقوم بتغيير الفريق قبل المباراة، إذا شك في تسريب الأسماء للصحافة.
- في بعض الأحيان يكون «ديكتاتورًا عادلاً» وفي أحيان أخري يفتقد صفة العدل، وشتان بين الحالتين، في الأولي يخلق الارتياح ويحفز البذل والعطاء، وفي الثانية يصيب الجميع باليأس والإحباط.
- شحاتة الآن يعيش مرحلة عدم عدالة الاختيار، بإصراره علي نجوم بعينهم صنعوا معه انتصارات كبيرة، لكنهم الآن يسيرون به إلي النهاية بسرعة كبيرة.
(3)
- ثانيًا: المعلم يحب أن يكون النجم الأوحد علي المسرح، والآخرون كومبارس يكره النجوم ويحاربهم ويقتفي أثرهم ويقضي عليهم، وطبعًا لا يقبل أن يعارضه أحد أو حتي يناقشه.
- هذا هو السر الذي يجعله يكتشف اللاعبين المجهولين ويجعل منهم نجومًا وأسماءً لامعة، وربما يجعله هذا المسلك أكثر حرية في فرض هيمنته وسيطرته دون اعتراض من أحد.
- هو يعشق اللاعبين القادمين من الأرياف أو الفرق المجهولة، وهؤلاء يفعلون مثل «أبوكف»، أو نور الشريف في فيلم مشهور، ويبذلون أقصي جهد، قبل أن يقتلهم الغرور والنساء.
(4)
- ثالثًا: عندما يتخلي عنه الحظ.. يصبح مدربًا عاديًا ويقود فريقًا عاديًا أو أقل، صحيح أن الحظ لا يقبل التكرار، ولكنه مع حسن شحاتة يقبل التكرار مرتين وثلاثة.
- الحظ هو الذي يجعله يقهر فرقًا أفريقية ثمن اللاعب الواحد فيها يساوي الفريق المصري كله، ومع ذلك يتحول مهاجمو أفريقيا العمالقة إلي أقزام أمام وائل جمعة.
- لكن وائل جمعة «بيشطب»، ولم ينجح شحاتة في اكتشاف «هولاكو» آخر، يوقف فتونة المهاجمين، بالحق وبالضرب، بالقدم وبالكوع، وبالرأس وبالشلوت.
(5)
- رابعًا: المعلم يريد أن يتحدي الزمن، وأن يطيل في عمر النجوم الكبار الذين صنعوا معه أحلي الانتصارات، متناسيًا أن الكرة مثل البنت الحلوة الشقية التي تريد شبابًا وحيوية.
- نجومه الكبار يلعبون بالحقن والمسكنات ودهان العضلات والركب، وبعضهم أصبح مثل «عم أيوب»، كلما سدد كرة في الأوت يقول بأعلي صوته «الحمد للللله».
- أبوتريكة ينظر دائمًا للسماء بابتسامة غير مفهومة، وعمرو زكي حاله يصعب علي الكافر ومحمد عبدالشافي عنده أنيميا حادة، وأحمد فتحي يضرب أكثر مما يلعب، زيدان وجدو وعبدالملك «ابحث مع الشرطة».
(6)
- «فين «شيكابالا».. بينه وبين المعلم تار بايت.. طلعت الأهلي، وأحمد سمير فرج الإسماعيلي، والشباب الآخرون الذين يملأون ملاعب الكرة نشاطًا وحيوية.. بعيدون تمامًا عن اهتمامات شحاتة.
- هل أصبحت مصر «غير ولادة» وتوقفت ماكينات إطلاق المواهب والنجوم، ولا يجد شحاتة سوي الماضي ليلعب به في الحاضر والمستقبل؟.. أشك في ذلك فمصر لا تعرف إلا الولادة.
- هل تجمد فكر حسن شحاتة ولم يعد لديه ما يقدمه، وآن الأوان أن يحمل عصاه ويرحل قبل أن تغرق المركب أكثر من ذلك؟.. أعتقد أن شحاتة نفسه هو أول من يجيب عن هذا السؤال.
(7)
- علينا أن نعترف أن المعلم وضعنا في ورطة أشبه تمامًا بسيناريو مباراة الجزائر، وسوف يستيقظ بعد خراب مالطة، ليضع الجمهور المصري في اختيارات صعبة، ما بين الأمل واليأس.
- علاوة علي حرق الدم والأعصاب، وإضاعة الفرص السهلة، ثم الجري وراء الحلم الصعب بالوصول إلي نهائيات كأس أفريقيا القادمة، هل معقول أن نحرم منها؟
- المعلم يصنع الآن نهايته بيديه، ولكن في إمكانه أن يحافظ علي إنجازاته، إذا عاد كما بدأ.. متواضعًا، هادئًا، مرنًا، خلاقاً، أما المعلم الذي نراه الآن.. فلن يعيش كثيرًا.


E-Mail : [email protected]