الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إهداء إلي الفضائيات!
كتب

إهداء إلي الفضائيات!




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 19 - 10 - 2010



امنعوا ظهور «خالد سعيد» جديد
(1)
زين وشين.. 250 شخصاً يقودهم دبلوماسي كويتي رفيع المستوي قاموا باقتحام قناة «سكوب» الكويتية، وأشهروا الأسلحة في وجه العاملين بها، وأوسعوهم ضرباً وحطموا الأجهزة والمعدات، ونجحت صاحبة القناة في الهروب.
حدث ذلك عقب مكالمة هاتفية تلقاها برنامج «زين وشين» الذي يقدمه نائب سابق اسمه طلال السعيد، تحدثت خلالها الكاتبة فجر السعيد حديثاً متوارياً فيه شبهة مساس بأحد أفراد الأسرة الحاكمة.
قوات الأمن التي حاصرت المكان طلبت من أجهزة الإعلام التي هرعت لتغطية الهجوم المغادرة.. حدث ذلك بعد الإفراج عن الكاتبة الكويتية وتوجيه تهمة التحريض علي قلب نظام الحكم لها، باعتبارها صاحبة القناة.
(2)
عمار يا مصر.. لو حدث واحد في المائة مما يحدث في فضائياتك في أي دولة شقيقة أخري، لتم ضرب المذيعين والمذيعات بالعصي والشوم، وتحطيم الآلات وتشريد العاملين في تلك القنوات.
رغم ذلك لا نسمع إلا البكاء والنواح علي اغتيال هامش الحرية، وحملات تكميم الأفواه، ويحدفنا الجميع بالطوب والزلط، رغم أن بيوتهم من زجاج.
مثلاً.. الإخوة في القنوات الدينية الأربع التي تم غلقها يملأون الدنيا صراخاً الآن، رغم أن صاحب هذه القنوات سعودي الجنسية، لكنه اختار النضال وإشاعة الفتن من هنا.. لأنه لا يجرؤ أن يفعل ذلك في بلده.
(3)
السطو المباشر.. وصل الخلل مرحلة الخطر بترك مجموعة من الفضائيات العربية والخاصة، تمتلك أجهزة بث مباشر، تمرح بها في أنحاء القطر لتغطية مختلف الأحداث.
قناة الجزيرة مثلاً كانت تمتلك ذلك رغم أن القانون يحظر خروج أجهزة البث المباشر خارج نطاق المنطقة الإعلامية في مدينة الإنتاج الإعلامي في 6 أكتوبر وظل هذا السطو المباشر سنوات.
عندما أفاقت الأجهزة المسئولة من غيبوبتها وبدأت في تصحيح الخلل، هاجت الدنيا، بزعم أن مصر تفرض قيوداً علي وسائل الإعلام، مع أنها تصحح خللاً كاد أن يحرق البلد.
(4)
بركاتك «يامصيلحي».. واسمه الأول «علي» وزير التضامن الاجتماعي الذي تجرأ وأعلن عن بدء معركة ترشيد الدعم، ولم يجاسر أي وزير أو حكومة علي مدي سنوات طويلة من الاقتراب من هذا اللغم الكبير.
أنبوبة البوتاجاز هي البداية، ولو نجحت التجربة فهي فاتحة خير لتوجيه هذا المبلغ الأسطوري للمستحقين، لأن استمرار الدعم بهذا الشكل المتصاعد سوف يؤدي إلي إفلاس الحكومة والبلد كلها.
المصيلحي أيضاً يستحق التحية لأنه قرر أن يخوض حرباً أخري أشد ضراوة هي إصلاح مسار رغيف الخبز بإنشاء المخابز العملاقة وتحويل الأفران الصغيرة إلي مراكز توزيع، «قلوبنا معك والله يرعاك».
(5)
إبداعات «صفوت النحاس».. رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، الذي أصدر قراراً تاريخياً عظيماً بإنهاء أسطورة الشكاوي الكيدية مجهولة الاسم والعنوان أو عن طريق التليفون، التي تتلقاها الجهات الرقابية.
هذه الشكاوي كانت السبب في خراب بيوت وتشريد أبرياء، وسيفاً مسلطاً علي الرقاب، واعتمدت عليها بعض الأجهزة الرقابية والأمنية وكأنها معلومات موثقة وتحريات صادقة.
لا أعرف كيف سيتم تنفيذ هذا القرار إذا كان الخبر صحيحاً ولكن مجرد الإعلان عنه سوف يؤدي إلي تراجع هذه الشكاوي بشكل كبير، وأن تتوقف الماكينة المجانية للانتقام الكيدي.
(6)
البرلمان الموازي.. «مخمخة» من بنات أفكار الجمعية الوطنية للتغيير باختيار 500 شخصية يمثلون برلماناً موازياً يعمل جنباً إلي جنب البرلمان الحقيقي الذي ينتخبه الناس.
يعني برلمان بروحين، واحدة «شعبية» وواحدة «نخبوية».. وكل واحد ينام علي البرلمان اللي يريحه، لأننا في عصر النخبة التي تريد أن تفرض وصايتها علي الشعب.
من الذي سيختار ال500 نخبوي، أين سيجتمعون، من هو «فتحي سرورهم» أو رئيسهم.. كيف سيختارون نواب القمار والكيف والمخدرات؟! الطريق إلي جهنم يكون مفروشاً أحياناً بالضحك.
(7)
خالد سعيد.. تاني.. «سمية» طالبة جامعة الأزهر بالزقازيق يتم تحويلها إلي خالد سعيد جديد، والنفخ بنفس الطريقة في قصتها علي الإنترنت.. بشكل تدريجي متصاعد.
إذا كان أحد رجال الأمن قد اعتدي عليها فعلاً أثناء دخولها الجامعة، فلنعتذر لها بشجاعة، وليستقبلها شيخ الأزهر ويخفف من شعورها بالإهانة.
وإذا كانت لعبة في يد الجماعة المحظورة، وهم الذين يحرضونها، فليتم الإعلان عن ذلك بمعلومات مؤكدة.. الحقيقة تريح الجميع، ورجال الشرطة جزء من هذا الشعب وأعباؤهم ثقيلة.


E-Mail : [email protected]