الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
نساء حسن نصر الله!
كتب

نساء حسن نصر الله!




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 01 - 11 - 2010



هل يتحمل لبنان مؤامرة إيران الكبري؟


(1)


- هل يتحمل لبنان أن يكون الأرض التي تنطلق منها مؤامرة إيران الكبري، التي ينفذها بدقة أمين عام حزب الله حسن نصر الله.. وتنذر بإعادة الأوضاع إلي أسوأ سنوات الحرب الأهلية؟


- أصدر نصر الله قرارًا بمقاطعة المحكمة الجنائية الدولية وعدم التعاون مع مفتشيها، بحجة أنهم ينقلون كل المعلومات إلي إسرائيل، سواء البيانات أو عناوين المطلوبين.


- الأكثر من ذلك أن نصر الله اعتبر من يتعاون مع المحكمة بمثابة «معتدٍ علي المقاومة».. ولأول مرة يصدر منه مثل هذا التهديد الصريح ضد من أسماهم «الذين يساعدون علي استباحة البلد».


(2)
- أول المتعاونين مع المحكمة هو رئيس الوزراء سعد الحريري.. ابن الشهيد الذي يطلب القصاص العادل لوالده، وأعلن أكثر من مرة أن حكومته متمسكة بالتعاون مع المحكمة.
- أصبح الحريري وحكومته في مأزق خطير، فإما أن يعلن رفضه للمحكمة، أو أن يواجه نفس مصير والده، وانتقلت تهديدات حزب الله من السر إلي العلن.
- الوضع لم يعُد شرعيًا ولا دستوريًا، عندما يملي حزب الله إرادته علي الحكومة المنتخبة، ويحرضها علي الخروج من الشرعية الدولية، وإذا لم تفعل ذلك، فهي بمثابة «من يعتدي علي المقاومة».
(3)
- نفذ حسن نصر الله تهديداته في الأسبوع الماضي، عندما أرسل 150 سيدة من نساء حزب الله إلي عيادة إحدي الطبيبات في الضاحية الجنوبية، اقتحمنها وحطمنها وأثرن الذعر بالمنطقة.
- كانت الطبيبة تستقبل اثنين من المفتشين الدوليين اللذين حضرا لعيادتها لسؤالها في بعض تفاصيل القضية، فتم الاعتداء عليهما وخطف حقيبة بها وثائق ومستندات خاصة بالمحكمة.
- كان المفتشان في حراسة قوات حكومية، إلا أن ذلك لم يوفر الحماية للمحكمة الدولية، حيث وصلت النساء في شاحنات تحت قيادة عناصر من حزب الله، أصدروا أوامر الاقتحام.
(4)
- من يحكم لبنان الآن؟ وهل تستطيع الشرعية اللبنانية أن تحمي بلدها، أم يكرر حسن نصر الله تجربة الاجتياح مرة ثانية، ويعلن قيام دولة لبنان الإسلامية، لتبدأ المواجهة المريرة مع الغرب؟
- هذا هو أحد السيناريوهات المطروحة.. أما السيناريو الثاني فهو إجبار الحريري علي رفض المحكمة الدولية، وإذا لم يوافق فلن تكون أمامه سوي الاستقالة، ويدخل لبنان مرة أخري في دائرة الفراغ الحكومي.
- السيناريو الثالث وهو الأخطر والأقرب إلي الحدوث هو أن يستخدم المجتمع الدولي القوة المسلحة للتخلص من نصر الله، مثلما حدث مع صدام حسين، ومن أسوأ نتائجه هدم البنية الأساسية للبنان وإعادته لنقطة الصفر.
(5)
- حسن نصر الله صار متأكدًا أن المحكمة الدولية سوف تصدر قرارها في غضون أيام باتهام عناصر قيادية في حزب الله بتدبير جريمة اغتيال الحريري، وتسليم الجناة وتقديمهم للمحاكمة.
- قد يستفحل الأمر إلي حد اتهام نصر الله نفسه، وبعض العناصر المخابراتية السورية الإيرانية المتعاونة معه، ما يعني أن نصر الله نفسه قد يكون مطلوبًا للمحكمة الدولية.
- نصر الله يستخدم كل أسلحته المشروعة وغير المشروعة حتي لا يصل إلي هذا المنعطف الخطير، الذي يهدد وجوده وبقاء حزبه في لبنان ويفرض ضرورة نزع أسلحته والقضاء علي نفوذه.
(6)
- إنه صراع وجود ومصير والجريمة لا تموت، واللبنانيون ينتظرون علي أحرّ من الجمر لكشف النقاب عن قتلة الحريري، وسعد الحريري بين نارين.. دم والده، وسيف نصر الله.
- نصر الله يعلم جيدًا أن سمعته ستهتز كثيرًا عندما يكتشف اللبنانيون أن المقاومة التي يزعم أنها من أجل إسرائيل، هي من أجل الشعب اللبناني واغتيال قياداته.
- نصر الله يعلم جيدًا أن رقبته علي المقصلة، ويلعب لعبته الأخيرة لإنقاذها، حتي لو كان ذلك علي حساب نصف رقاب الشعب اللبناني، الذي يقترب منه الخطر يومًا بعد يوم.
(7)
- الشواهد تؤكد أن نصر الله لن يستسلم، والحريري سوف يستقيل، وإيران تبذل قصاري جهدها لتنقل معركتها مع الغرب وإسرائيل إلي الساحة اللبنانية ولبنان ممزَّق بين الموالاة والمعارضة.
- الغرب لن يسمح بقيام محور إيراني سوري يمد قواعده إلي حزب الله في لبنان، ولن يجد سلاحًا يضرب به هذا المحور سوي المحكمة الجنائية الدولية التي تجهِّز الآن قرار الاتهام.
- من ينقذ لبنان.. أين العرب وأين جامعة الدول العربية وأين القمة العربية؟ هل سيظل الصمت العربي مستمرًا إلي أن تقع الكارثة.. ثم تخرج المظاهرات في الشوارع تهتف: الجيش المصري فين؟


E-Mail : [email protected]