الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
الوطني.. ولم الشمل!
كتب

الوطني.. ولم الشمل!




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 08 - 11 - 2010



هذه هي الديمقراطية ويجب احترامها
(1)
بالنسبة للحزب الوطني.. انتهت المرحلة الصعبة، وبدأت المرحلة الأصعب.. انتهت معركة اختيار مرشحي الحزب الذين خاضوا منافسات داخلية ضارية وشرسة وشريفة، وأخذت وقتاً وجهداً كبيراً.
الدرس المستفاد هو ضرورة «لم الشمل» بسرعة، وأن تتحد إرادة أعضاء الحزب للوقوف صفاً واحداً خلف المرشحين، وأن يتجاوز الجميع تداعيات المرحلة السابقة، فهكذا الديمقراطية، ويجب احترامها.
المعركة الأصعب علي بعد عشرين يوماً، تتحول فيها البلاد إلي «كرنفال» لكل ألوان الدعاية السياسية، في انتخابات قد تكون الأكثر شراسة ومنافسة في تاريخ البرلمانات المصرية.
(2)
انتخابات تتصارع فيها البرامج في مباراة أشبه بالملاكمة.. غير أن الحزب الوطني يقف علي أرضية صلبة، ويستطيع أعضاؤه أن يبنوا عليها، بشرط أن يخلصوا النوايا ويعملوا علي قلب رجل واحد.
يساندهم برنامج طموح تم تنفيذ إنجازات كبيرة فيه، علي غرار الخطط الخمسية التي تحملها الحكومات علي عاتقها، وتكون المساءلة والحساب علي أساس النجاح أو الإخفاق.
البرنامج الذي تم تنفيذه، يحتاج أن يدافع عنه أعضاء الحزب بجرأة وشجاعة، وأن يعرضوا رسائلهم من أقصر طريق.. برنامج ليس فيه شعارات ولا وعود، ولكن خطط وبرامج واقعية.
(3)
السنوات الخمس الماضية لم يضع يوم فيها هباء، وشهدت جهداً مكثفاً وعملاً دءوباً، لأن التحديات فيها كانت صعبة، والمشاكل التي تعرض لها الاقتصاد العالمي كانت عاتية.
مصر وقفت علي قدميها، واستطاعت أن تجتاز العواصف بأمان، مما يحفز علي مزيد من الأمل لاستكمال المشوار وتلبية طموحات الناس في مستويات معيشية أفضل.. وهذا حقهم.
كان مستحيلاً أن تصمد البلاد لولا الإنجازات التي تحققت، لأن الزيادة السكانية بلغت 7 ملايين في خمس سنوات، أي بمعدل دولة أو دولتين من بلدان الخليج البترولية.
(4)
مرشحو الحزب الوطني يسندون ظهورهم علي الخطوات الجريئة التي تمت علي صعيد زيادة الرواتب.. وكان الرئيس دائما يقف في صف العاملين بالدولة.. معهم علي الحكومة.
في أكثر من مرة يتدخل الرئيس لرفع نسبة العلاوة الاجتماعية فتضاعفت رواتب الموظفين بنسبة أكبر بكثير من معدلات التضخم، وهذا معناه حدوث تحسن في المستويات المعيشية.
تجسدت قدرة الاقتصاد المصري في توفير عدد كبير من فرص العمل للحد من آثار الزيادة السكانية الرهيبة، ومازال الأمل كبيراً في خلق فرص عمل أكبر لتقليل الفجوة بين العاطلين وفرص التشغيل.
(5)
العدالة الاجتماعية لم تعد شعاراً، ولكنها خطط استراتيجية يجري تنفيذها بدأب وإصرار، للتخفيف من حدة آثار التحول الاقتصادي علي الفئات محدودة الدخل.
لم تكن محاربة الفقر شعاراً انتخابيا، بل بدأت الدولة منذ انتهاء الانتخابات الماضية في تشخيص المشكلة، ووضع الحلول المناسبة لها، مع الوضع في الاعتبار بأنها متوارثة منذ قرون.
مشكلة مصر منذ أن عرفت نظام الدولة وقبلها هي الفجوة الواسعة بين الإيرادات والنفقات.. وبدأت الفجوة تضيق، لكنها تحتاج إجراءات صعبة وشاقة للوصول إلي التوازن الآمن.
(6)
أعضاء الحزب الوطني يسندون ظهورهم علي 100 مليار جنيه إجمالي فاتورة الدعم، ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة، إلا أن الدولة تحافظ عليه، حرصاً علي الفقراء والفئات محدودة الدخل.
المرحلة القادمة ستشهد اقتحاماً جريئاً لمشكلة الدعم، بحيث يحصل عليه مستحقوه.. ولو تحقق ذلك فسوف تحدث طفرة هائلة في حياتهم غير مسبوقة في تاريخ مصر.
وفورات الدعم سوف تذهب للصحة والتعليم والبطاقات التموينية وإعانات البطالة.. فليس معقولاً ولا مقبولاً أن يكون نصيب الميسورين من الدعم أكبر من المحتاجين.
(7)
المستقبل أفضل وسيكون أكثر إشراقاً لو تسلح مرشحو الحزب بالأمل والطموح، ولو اقتربوا من نبض الناس ومشاعرهم وأحاسيسهم وحملوا فوق أكتافهم مشاكلهم الحقيقية.
الناس يؤمنون بالدليل وليس الخطب.. والنماذج الناجحة علي أرض مصر كثيرة، والمهم هو تسليط الأضواء عليها، حتي لايقعوا فريسة لدعاية اليأس والإحباط والتشكيك.
المتاجرة بمشاكل الناس قد تجدي مرة أو مرتين، ولكن استمرارها لن يوفر فرص عمل ولن يخلق حياة كريمة.. تسويق الأمل أفضل من ترويج اليأس.


E-Mail : [email protected]