الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحذاء المستحق
كتب

الحذاء المستحق




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 15 - 11 - 2010



بوش الابن.. الحماقة حتي النفس الأخير!
(1)
- ما الفارق بين الرئيس الأمريكي الكذاب جورج بوش، وسابقيه بيل كلينتون وجيمي كارتر؟ لماذا يحترم العالم الرئيسين الأخيرين، بينما يحتقر بوش الأحمق الذي فجر في العالم بحور الكراهية؟
- كلينتون وكارتر يزوران مختلف دول العالم، يلقيان المحاضرات ويتمتعان بالاحترام والتقدير أينما ذهبا، ويعتبران مبعوثي السلام في كثير من النزاعات الدولية المعقدة.
- بوش أصبح مثل المشبوه الذي يتجنبه الجميع، ومنذ أسابيع قليلة كان في زيارة للكويت للحصول علي بعض الأموال بالابتزاز، وقال لهم في سخافته المعتادة «حضرت لكم اليوم بحثاً عن عمل».
(2)
- هل تذكرون عندما جاء إلي شرم الشيخ متعالياً متعجرفاً قبل أن يودع البيت الأبيض بشهور، ووجه له الرئيس مبارك لطمة قاسية، حين ترك له القاعة بعد أن ألقي كلمته في مؤتمر السلام، وكانت رسالة قوية وحاسمة.
- كانت هذه هي الرسالة الأخيرة قبل أن يترك السلطة غير مأسوف عليه بأن «مصر باقية وأنت إلي زوال» لن تترك بصمة ولا علاقة ولا حتي ذكريات طيبة.. لم تترك خلفك إلا القتل والدماء.
- لم تترك سوي آلام المعذبين في العراق وأفغانستان، جرياً وراء سراب تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن والملا عمر.. فأين القاعدة وأين هؤلاء الإرهابيون الذين أفنيت من أجلهم الأبرياء؟
(3)
- الوداع الرائع لبوش كان حذاء الزيدي، رغم أننا استهجناه واعتبرناه تصرفاً غير حضاري وغير لائق، إلا أن الأيام تثبت يوماً بعد يوم أن هذا الحذاء كان الوداع الذي يستحقه.
- إنه يستحق أكثر من حذاء وحذاء، تنهال عليه من كل اتجاه جزاء الجرائم الرهيبة التي ارتكبها في حق البشرية ولا يمكن أبداً أن يفلت المجرم من العقاب مهما طال الزمن.
- الحذاء الذي طار في وجهه كان تعبيراً صادقاً وأميناً عن العذاب الذي تعانيه الأسر التي قتل رجالها وأبناءها بدم بارد، وجعل المنطقة حقل تجارب لأفكاره المجنونة.
(4)
- إذا لم يكن بوش مجرم حرب، فمن الذي ينطبق عليه هذا الوصف، من الذي قتل 250 ألف مواطن بريء مثلما فعل في العراق، من الذي دمر وطناً وحطم شعباً لمجرد الشبهات؟
- يحاول هذا المتقاعد الآن أن يجد مبررات لجريمته ويزج بأسماء دول أخري يزعم أنها أبلغته بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، فأين كانت أقماره الصناعية الهائلة التي تكتشف رأس الدبوس في كومة قش؟
- منذ متي كانت أمريكا تعتمد علي معلومات من غيرها، بينما تمتلك أكبر أجهزة تجسس واستخبارات في العالم، وكانت توظف من العراقيين جواسيس لها بعشرات الآلاف.
(5)
- هل نسينا عندما وصف بوش الحرب ضد العراق بأنها الحرب الصليبية الجديدة، وفجر بحور الكراهية والعداء بين الشرق والغرب، وأضاع جهود الزعماء الكبار من الجانبين الذين عملوا علي إصلاح صورة أمريكا لدي العرب والمسلمين.
- أعاد بوش الأمور إلي نقطة الصفر، «الكاوبوي» الأمريكي البلطجي الذي يمسك في يديه البنادق والرشاشات يطلقها علي الأبرياء في نشوة بالغة وتزداد سعادته كلما تدفقت الدماء.
- بأي ذنب قتل عشرات الآلاف من أطفال العراق ونسائهم وشيوخهم، وما الهدف الاستراتيجي الذي حققه من وراء الغزو، وهل نجح بالفعل في القضاء علي تنظيم القاعدة؟
(6)
- نجح بوش في تحرير العراق من صدام حسين وسلمه لإيران وآيات الله والشيعة، ومزق وحدته بين الملل والمذاهب والاقتتال الديني، وامتد الخطر إلي كل دول الخليج.
- استخدم بوش «بعبع» الشيعة ليمتص دم دول الخليج، سواء بتحمل نفقات حروبه الطائشة، أو بإجبارها علي عقد صفقات تسليح بمليارات الدولارات، يملك هو سرها التكنولوجي، ولا تعدو أكثر من كتل من الحديد.
- استخدم «بعبع» الشيعة في إنشاء القواعد العسكرية في عديد من الدول الخليجية التي كانت تحتمي من صدام بصدام، فأصبحت تحتمي من إيران بأمريكا.
(7)
- هل يجرؤ هذا الرئيس المتقاعد أن يأتي إلي أي عاصمة عربية، لإلقاء المحاضرات علي مثقفيها ويستقبلونه بالترحاب؟.. أشك، لأن مائة حذاء وحذاء ستكون في انتظاره.
- حتي الكويت عتمت علي زيارته وتعاملت معه كضيف غير مرغوب فيه، لم ينشروا له أحاديث ولا تصريحات غير تصريح التسول الشهير الذي نوه فيه بأنه جاء من أجل «حفنة دولارات».
- ربما أعطوه وسلكوه وودعوه دون رجعة، فمثله لم يأت منه أي خير، كان شراً في شر، ومصير الأشرار دائما أسوأ من الليل الداكن.


E-Mail : [email protected]