هذه هي إيران!

 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 18 - 11 - 2010



يقظة مصر تمنعها من إعادة إحياء الإرهاب


(1)


- العبث الإيراني وصل إلي أحراش إفريقيا، بعد أن اكتشفت نيجيريا، بالصدفة، وجود شحنة ضخمة من الأسلحة وصلت من أحد الموانئ الإيرانية إلي ميناء لاجوس، علي أنها «مواد بناء».


- بالصدفة وحدها، وليست إجراءات التفتيش، وأثيرت شكوك كثيرة حول صفقات إيرانية أخري مشابهة، سبق أن دخلت بنفس الطريقة، دون أن ينجح أحد في اكتشافها.
- الشحنة كانت عبارة عن 13حاوية، فيها قنابل وقذائف هاون وذخائر، وتعتقد نيجيريا أنها أرسلت لفصائل نيجيرية لتستخدمها في أعمال عنف، حال خسارتها الانتخابات الرئاسية شديدة التنافس في العام المقبل.
(2)
- فتحت الشحنة ملف المذابح الدينية التي تشهدها نيجيريا في الآونة الأخيرة وتحصد الأرواح بالآلاف.. وكان اللغز القائم قبل ذلك هو من أين تحصل الفصائل النيجيرية علي الأسلحة التي ترتكب بها المذابح؟
- بعد فوات الأوان تخضع الموانئ النيجيرية لإجراءات أمنية مشددة، وتوقفت تقربياً الشحنات القادمة من إيران، بعد أن صارت مثار شبهات، وتخضع لإجراءات طويلة ومشددة.
- بعد الكشف عن الشحنة، تمكن صاحب السفينة من الهرب، ثم ظهر بعد ذلك في السفارة الإيرانية التي تمنحه الحماية وتحول دون توقيفه، إلا أن السلطات النيجيرية تتشدد في ضرورة استجوابه والقبض عليه.
(3)
- الرد الإيراني جاء مضحكاً ومثيراً للسخرية، خصوصاً ما صرح به به وزير الخارجية منوشهر متقي، بأن الأسلحة لم تكن لنيحيريا، وإنما لدولة أخري في غرب إفريقيا، لم يصرح باسمها.
- أثار التصريح موجة من الاستنكار، وتشعر السلطات النيجيرية بالضيق الشديد، نتيجة التلميحات الإيرانية بأنها تستخدم موانيها وأراضيها لعبور الأسلحة إلي دول إفريقية أخري.
- لجأ وزير الخارجية الإيراني أيضاً إلي التضليل والخداع، عندما قال إن ما أسماه «أعداؤنا أرادوا أن يظهروا الأسلحة علي أنها موجهة لنيجيريا».. ولم يوضح من هم بالضبط أعداؤه، وما مصلحتهم في ذلك.
(4)
- استمر الأسلوب الإيراني في الخداع بعد أن قررت نيجيريا إلغاء مباراة في كرة القدم بين البلدين، وأعلنت أن قرارها الذي لارجعة فيه يأتي احتجاجاً علي سوء السلوك الإيراني.
- إيران أصدرت بياناً قالت فيه: إن المباراة تأجلت فقط، وإن ذلك يرجع إلي «غياب أهم لاعبينا»، رغم أن موعد المباراة محدد سلفاً، ولا يتعارض مع أي ارتباطات أخري للفريقين.
- إيران أيضاً لن تجد مفراً سوي السماح للسلطات النيجيرية باستجواب صاحب السفينة الهارب في سفارتها، حتي لا تضطر جهات التحقيق إلي اتخاذ إجراءات القبض عليه بالقوة.
(5)
- إسرائيل علي الخط، وليس مستبعداً أن تكون هي وراء الإبلاغ عن الشحنة الإيرانية، لحرصها علي رصد ومتابعة السفن الإيرانية من ميناء الإقلاع حتي ميناء الوصول، خشية صفقات الأسلحة إلي حماس.
- تورطت إسرائيل في البداية، حين أعلنت أن صفقة الأسلحة الإيرانية كانت معدة لإرسالها إلي حماس عبر أنفاق سيناء، ولما شعرت بسخافة تصريحها لم تضف إليه، ولكنها صرحت بوجود صواريخ لدي حماس تهدد أمنها.
- حتي تصل شحنات الأسلحة من نيجيريا إلي حماس، سوف تكون مضطرة لعبور دول كثيرة، قبل أن تدخل مصر، التي تُضيق الخناق ضد كل محاولات التهريب عبر كل منافذها.
(6)
- فضيحة شحنة الأسلحة تكشف أكاذيب السلطات الإيرانية التي تزعم أنها لا تدس أنفها في الشأن الداخلي للدول الأخري، وتصرح كذباً بأنها تحترم حقوق السيادة لكل دولة علي أراضيها.
- إيران ذهبت إلي آخر الدنيا، إلي نيجيريا، ورغم ذلك فهي تجد من يدافع عنها في مصر، ويتهم السلطات المصرية بأنها هي التي تتعنت معها، وتعرقل المصالحة، ولا تريد إعادة العلاقات الطبيعية.
- إيران تفعل ذلك مع نيجيريا، فما بالنا حماس، جناحها الاستراتيجي في غزة، فلا تكف عن محاولاتها لإمدادها بالأسلحة والصواريخ والقذائف، ولولا يقظة السلطات المصرية، لنجحت في إغراق سيناء بالأسلحة والإرهابيين.
(7)
- إيران لا تكف عن العبث، وتسعي إلي تأجيج الصراعات الدينية والعرقية ولكن الجديد الآن أنها تحولت إلي سمسار سلاح، تصدر أدوات القتل والموت التي تزهق أرواح الآلاف، وتحقق ملايين الدولارات.
- لعل الحكومة النيجيرية تستطيع أن تضع يدها علي خيوط المذابح الأخيرة التي تحصد الآلاف، وتفجر بحوراً من الدماء، وأن تسأل نفسها؟ ما علاقة إيران بانتخابات الرئاسة النيجيرية؟
- إيران كانت وما زالت خطراً علي الأمن القومي العربي، مثلها مثل إسرائيل، وأطماعها لا تقل عن أطماع إسرائيل .. لكنها للأسف تجد من يبرر جرائمها، ويجمل وجهها القبيح.


E-Mail : [email protected]