السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مستنقع الرقابة الدولية!
كتب

مستنقع الرقابة الدولية!




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 23 - 11 - 2010



غابت البرامج الحزبية وحل محلها الهجوم والتشكيك
(1)
- تاهت المشاكل الحقيقية للناس في صخب وضجيج أكذوبة الرقابة الدولية علي الانتخابات ويحاول البعض أن يجعلها القضية ذات الاهتمام التي تجذب الرأي العام بعيدا عن جوهر المعركة الانتخابية الشرسة.


- المفترض أن تكون الانتخابات مباراة تنافسية بين البرامج والسياسات، التي تستهدف تقديم رؤي واقتراحات لمواجهة المشاكل والتحديات التي تواجهها مصر وانتخاب برلمان قوي في السنوات الخمس القادمة.


- تحول الأسبوع الأخير والحاسم الذي يسبق الانتخابات من الدعاية الإيجابية إلي التراشق السلبي خصوصاً من بعض مؤيدي الرقابة الدولية، الذين يبذلون قصاري جهدهم لتجميلها وتحسين صورتها.

(2)
- أستغرب مثلاً أن يقول أحد رؤساء الأحزاب التي قررت مقاطعة الانتخابات إن الولايات المتحدة والدول الكبري تقبل الرقابة الدولية.. رغم أنه يعلم جيداً أن ذلك يدخل في نطاق «الشو الأمريكي» للترويج لنفسها.
- أمريكا لاتقبل الرقابة بضغوط من دول أخري، والرقباء يذهبون إليها كسائحين منبهرين بمتاحفها الانتخابية، وليسوا متحفزين قبل أن يذهبوا للتشكيك والتشويه والترصد.
- الرقابة التي تريدها أمريكا، ليست لنقل صورة صادقة وأمينة إلي المجتمع الدولي، ولكن لأنها تفترض مسبقا أن الانتخابات المصرية سيتم تزويرها، وتبعث رقباءها للتفتيش علي اللجان وفتح محاضر التزوير.
(3)
- ويضيف رئيس الحزب الذي قرر المقاطعة أن الانتخابات عُرس يستحق الإعلان والإشهار.. فلماذا لم يشارك في العُرس الذي يقاطعه، ويهلل لحضور معازيم دخلاء، يريدون إفساده؟
- من يخدع من، حين يحاول تجميل صورة اللوبي المسمي «مجموعة عمل مصر» في أمريكا وجميعهم من عواجيز السياسة الأمريكية، أصحاب المواقف المعلنة ومفرطة العداء لمصر، وهل هؤلاء هم المحايدون الذين يروج لهم؟
- وأقول له إن الفخر والاعتزاز بنزاهة الانتخابات لن تحققه الرقابة الدولية، ولكن أصحاب العُرس أنفسهم وهم جموع الناخبين المصريين، أصحاب المصلحة الحقيقية في إجراء انتخابات نزيهة وشفافة.
(4)
- الجماعة المحظورة جعلتها جنازة لتشبع فيها لطما، وأصدرت بيانا مداهنا ومخادعاً وماكراً.. ترفض الرقابة الأمريكية ولكنها ترحب بالرقابة الدولية تحت إشراف الأمم المتحدة!
- وكأن مصر دولة تحت الانتداب وتريد إجراء انتخابات لتقرير مصيرها، وأنها توكل هذه المهمة الصعبة للأمم المتحدة وأرادت من هذه الدعوة الفاسدة أن تضلل الناس بما هو أشد سوءًا من الرقابة الدولية.
- تريد المحظورة أن تداري انتهاكها للدستور والقانون بالدعوة إلي تدويل الانتخابات، وتستطيع أن تفتعل شغباً وأعمال عنف ثم تلصقها بأجهزة الأمن، مثلما تفعل الآن في الإسكندرية وغيرها من المحافظات.
(5)
- الصخب كثير ويكاد يسد الآذان ويعمي العيون، وفي أسبوع الحسم تمطر الفضائيات ووسائل الإعلام أشكالاً وألوانا من المبشرين بالرقابة الدولية، ينقضون علي كل ما يحدث في البلاد، ليبرروا دعوتهم المخزية.
- يشككون في اللجنة العليا للانتخابات التي تدير الأمور حتي الآن بأقصي درجات النزاهة والعدالة، ويزعمون أنها بلا صلاحيات حقيقية، ويشوهون صورة أجهزة الأمن بالابتزاز والتشهير.
- يهاجمون منظمات المجتمع المدني التي تعمل بجدية ودأب علي متابعة الانتخابات، والهدف من هذا الهجوم العشوائي علي كل شيء، هو إيجاد الدوافع والمبررات للرقابة الدولية.
(6)
- تاهت مصالح الناس الحقيقية في الصخب والضجيج، حتي الحديث عن نزاهة الانتخابات وضماناتها والخطوات العملية لتحقيق ذلك، لم تعد مطروحة للنقاش لأن الهدف هو الترصد وليس الإنصاف.
- لا أحد يتحدث عن الانتخابات كُعرس ديمقراطي تعيشه البلاد كل خمس سنوات، في ظل تعديلات دستورية كان الهدف منها توسيع مشاركة الأحزاب في المجالس المنتخبة وإنصاف المرأة وتحديد نصاب لها.
- لا أحد يتحدث عن أي وجه مضيء، وتركز الأحزاب والقوي السياسية الأخري برنامجها الانتخابي علي شيء واحد فقط هو الهجوم علي الحزب الوطني وضرب نزاهة الانتخابات في مقتل.
(7)
- من ينقذ الناخبين في أسبوع الحسم من مستنقع الرقابة الدولية وعمليات التشكيك والتشويه والدعاية السلبية التي تحاول تحويل العُرس إلي مأتم، وكأن الفوز في الانتخابات لا يتأتي إلا بهذه الوسيلة.
- الحزب الوطني يمكن أن يفعِّل نشاطه في أسبوع الحسم، وأن يستخدم أسلحته القوية وهي البرامج والسياسات التي تستهدف حل مشاكل الناس وتحسين أحوالهم المعيشية.
- الناس قد يجذبهم الضجيج ولكنهم سرعان ما ينفضون من حوله، إذا وجدوا من يفرش لهم الطريق بالأمل والتفاؤل وليس بالإحباط واليأس.


E-Mail : [email protected]