الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
توقيت جولة الرئيس
كتب

توقيت جولة الرئيس




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 24 - 11 - 2010



جرعة تنشيطية للعمل العربي المشترك
(1)
علي المستوي السياسي، تتميز العلاقات بين مصر وكل من دولتي الإمارات والبحرين بالاستقرار والنمو، ويندر أن تمر بسماء تلك الدول سحابات صيف من أي نوع.
التميز السياسي بين الدول الثلاث ليس وليد اليوم فقط، لكنه السمة الغالبة منذ سنوات طويلة، ولا ننسي أبداً جهود الحكام العظام الراحلين الشيخ زايد والشيخ عيسي رحمهما الله.
أخوية دافئة وتواصل مستمر وتفاهم مشترك يربط بين الرئيس مبارك وحكام الإمارات والبحرين، وتسطع في سماء العلاقات دائما علامات الحب والمودة والترحيب والكرم في مثل هذه الزيارات.
(2)
علي مستوي المواقف المشتركة للدول الثلاث تجاه قضايا المنطقة، تكاد تتطابق السياسات والتوجهات والمواقف المشتركة، خصوصاً في الملفات الساخنة القضية الفلسطينية والأوضاع في العراق ولبنان والسودان.
في هذا الوقت بالذات، باتت الحاجة ماسة ل«لم الشمل العربي»، تجاه القضية الفلسطينية التي تمر بمنعطف هو الأكثر خطورة، بسبب سياسة وضع اليد الإسرائيلية «الاستيطان» علي الأراضي الفلسطينية.
من الأهمية أيضا أن يتكاتف العرب للعمل علي رأب الصدع داخل البيت الفلسطيني، وأن تصل المصالحة بين فتح وحماس إلي بر الأمان، لمواجهة الخطر الداهم الذي يهدد الجميع.
(3)
الموقف في العراق أيضا يحتاج إلي ظهور عربي علي أعلي مستوي لدعم وحدة الشعب العراقي وعودته قويا ومعافي إلي الحظيرة العربية، وأن يرسل الزعماء العرب إلي العراقيين رسالة واضحة: نحن معكم.
لبنان هو الآخر في أمس الحاجة إلي مظلة عربية تمنحه الدعم والمساندة في مواجهة عواصف الحرب الأهلية التي تطل برأسها من جديد، وأن يكون هناك جهد عربي فعال في هذا المجال.
الشعوب العربية نفسها تشعر بالأمل والطمأنينة وهي تتابع مثل هذه الزيارات، ولا تفقد التفاؤل في التضامن العربي، مهما كانت الصعوبات والإحباطات التي تخيم علي الأجواء العربية في الوقت الراهن.
(4)
بالنسبة لقطر فكل التمنيات أن تكون زيارة الرئيس فاتحة خير وبداية جديدة تقوم علي التفاهم والحوار، وتفعيل مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول والشعوب العربية.
مصر تمد يدها دائما وزعيمها يسمو كعادته فوق كل أسباب الفرقة وسوء الفهم ويلجأ إلي القواسم المشتركة وروابط الأخوة والعروبة لإذابة أية خلافات وتنقية الأجواء بسرعة.
نعم يشعر المصريون ببعض الضيق والغضب من ممارسات قناة الجزيرة، وهذا ليس شأناً خاصاً بمصر وحدها، بل العديد من البلدان والشعوب العربية الأخري التي اضطر بعضها لمقاطعة هذه الفضائية.
(5)
في كل الأحوال، فعوامل الاتفاق والتفاهم أكثر من أسباب الخلاف والتشاحن، والجسور المشتركة أكبر بكثير من الطرق المتقطعة، علي الأقل فهناك ثنائية مشتركة توحد الجهود هما: الإسلام والعروبة.
هذا المخزون الاستراتيجي العربي هو الذي يحمي المصالح المشتركة للشعوب، ويشهد لدولة قطر أن المصريين المقيمين فيها لم يتعرضوا لأية مضايقات رغم أجواء التوتر التي سادت العلاقات في فترات كثيرة.
أما العمالة المصرية في الإمارات والبحرين فتتمتع بأوضاع مستقرة ولم يحدث علي الاطلاق أن صادفتهم أية مشاكل أو أزمات وهما من أفضل الدول التي تحسن معاملة المصريين.
(6)
لماذا هذه الجولة الآن؟.. أولاً: لأن العلاقات العربية العربية تحتاج في هذا الوقت بالذات جرعة تنشيطية لتنسيق المواقف وتبادل الآراء حول ما يحيط بالمنطقة من تفاعلات كثيرة.
ثانياً: لأن ملف العلاقات العربية يتبوأ مكان الصدارة في اهتمامات الرئاسة المصرية، ولا تنقطع اتصالات الرئيس المستمرة بأشقائه الملوك والرؤساء العرب لتبادل الرأي والحوار.
ثالثا: لأن مصر تري أن الظرف العربي الراهن يحتم تهيئة الأجواء لعمل عربي مثمر وفعال، يلبي طموحات الشعوب العربية الراغبة في إحياء التضامن العربي وتفعيل القواسم المشتركة.
(7)
العمود الفقري في جولات الرئيس الخارجية هو خلق مظلة سياسية لمشروعات التعاون الاقتصادي ورعاية الاستثمارات المشتركة، التي تمهد أرضية قوية وصلبة لعلاقات أكثر استقراراً.
الإمارات لها استثمارات ضخمة في مصر ومشروعات شهيرة وقطر هي الأخري بدأت استثماراتها تعرف طريقها إلي الساحة المصرية، والمستثمرون العرب بالذات يفضلون الاستقرار السياسي والعلاقات القوية.
الرئيس مبارك بمكانته وتاريخه وشخصيته يلقي الاحترام والتقدير والترحيب في أي مكان يذهب إليه، لأن مواقفه وسياساته تمنحه قيم الزعامة السلسة التي نحتاجها الآن بشدة.


E-Mail : [email protected]