الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المحظورة والبلطجة!
كتب

المحظورة والبلطجة!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 25 - 11 - 2010



استفزاز الأمن والظهور في ثوب الضحية


(1)


البلطجة هي التي يمكن أن تعكر أجواء الانتخابات، وتعكر صفوها، وقد تؤدي إلي إحجام كثير من الناخبين عن الذهاب إلي اللجان للإدلاء بأصواتهم، خصوصًا إذا كانت متعمدة، وتستهدف إفساد العُرس الانتخابي.


أجهزة الأمن سوف تتصدي للبلطجة والبلطجية بالمرصاد، ولديها القدرة علي حماية الانتخابات ومنع محاولات العنف والشغب، ولكن يجب أن تتضافر جهود جميع الأطراف ليخرج هذا اليوم بالشكل اللائق.


المحظورة بدأت الشغب مبكرًا، وتتعمد استغلال الشعارات الدينية في دعايتها، رغم تحذيرات اللجنة العليا للانتخابات من أنها ستطبق القانون علي المخالفين وتتحايل علي ذلك بالدعاية المستترة.
(2)
بدأ العد التنازلي للبلطجة أيضًا في صورة المسيرات الصاخبة التي تنظمها المحظورة في أكثر من مكان في الدائرة الواحدة، لتشتيت جهود أجهزة الأمن، وشغلها عن مهمتها الأساسية.
تتعمد بالهجوم علي الأحكام القضائية إذا كانت في غير صالحها، وتهلل للأحكام التي تصدر لصالح مرشحيها، وتتعامل مع القانون بانتقائية، وكأن الأحكام يجب أن تسخر لها ولمرشحيها.
من صور البلطجة المعتادة استفزاز الشرطة والاحتكاك بها، لتظهر المحظورة في صورة الضحية التي تعاني من تعسف أجهزة الأمن، وتروج لذلك في الداخل والخارج.
(3)
الهدف من البلطجة هو التشكيك في نزاهة الانتخابات، والإيحاء للرأي العام بأن التدخلات الأمنية هي التي أدت إلي الفشل المتوقع عن تحقيق نفس النتيجة التي حققتها المحظورة في انتخابات 2005.
لن تعترف المحظورة أبدًا بعجزها عن التواصل مع الجماهير، وفشلها في تبني قضايا حقيقية تنفع الناس، وأنها انصرفت فقط إلي الشق الإعلاني والدعائي.
لن تعترف المحظورة بأن الناس قد أصابهم الملل بالخطابات الزائفة، واستغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية وانتخابية، بعيدة عن صحيح الإسلام وأحكامه وقواعده.
(4)
في انتخابات عام 2005، حدثت مهازل كثيرة يجب أن نستفيد منها العبر والدروس حتي لا تتكرر، أهمها تجمهر أنصار المحظورة أمام اللجان ومحاصرتها والاعتداء علي أنصار المرشحين الآخرين وقوات الأمن.
وحدث أيضًا الاستخدام السيئ لوسائل الإعلام، بتضخيم أعمال العنف والشغب والبلطجة وتضخيمها، حتي لو كانت حوادث فردية، للإيحاء بأن الانتخابات كلها كانت بهذا الشكل.
كان الهدف من وراء ذلك هو التشكيك في قدرة قوات الشرطة علي حفظ الأمن والنظام في اللجان، ومن ثم الدعوة إلي استبدالها بقوات الجيش، لتوسيع دائرة الشغب واستثمار ذلك إعلاميًا.
(5)
لم يسلم أعضاء الهيئات القضائية من أعمال الشغب والعنف، رغم أن النظام الذي كان معمولاً به هو قاضٍ علي كل صندوق، وتعرض بعض القضاة للحصار داخل اللجان، والاعتداء عليهم.
شنت المحظورة حملة هجوم ضارية علي ما أسمته «قضاة التزوير» ولأول مرة في تاريخ القضاء المصري العريق، تظهر مثل هذه التصنيفات الغريبة التي تنال من هيبة القضاء واحترام القضاة.
تمت جرجرة القضاة إلي ما يشبه الحرب الأهلية، ولكن جموعهم استطاعوا أن يعودوا بسرعة إلي ثوابتهم الراسخة، وأن يستردوا المكانة الرفيعة التي اهتزت بعض الشيء.
(6)
انتخابات الأحد المقبل لن تسلم من الهجوم والتشويه والتشكيك ولن تجد المحظورة شماعة تعلق عليها فشلها المتوقع سوي ادعاءات التزوير أن مرشحيها تعرضوا لظروف قسرية.
سوف تأتي مثل هذه الدعاية علي هوي كثيرين، خصوصًا بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية التي بدأت «البروفة» مبكرًا، وركزت كاميراتها وتحليلاتها علي الجوانب السلبية فقط.
يوم الانتخابات، سيكون من السهولة افتعال المشاكل والأزمات في انتخابات هي الأضخم، بمشاركة أكثر من خمسة آلاف مرشح وعدد ضخم من الناخبين قد يصل إلي 25 مليوناً.
(7)
البلطجة ليست هي فقط من يمسكون الشوم والعصي والجنازير لترويع الناخبين أمام اللجان، ولكن لها صوراً شتي ومتعددة، وقد ترتدي بدلة وكرافتة وتتحدث عدة لغات.
بلطجة أصحاب الصوت العالي والزخم الإعلامي والحشد التمثيلي الذي يُجيد الحبكة الدرامية، للتعاطف مع من يلعبون الأدوار الشريرة وإظهارهم في ثياب الأبطال.
بطولات زائفة يجب كشفها وتعريتها أمام الناخبين، لأن أصواتهم هي التي تحسم مصير المعركة الانتخابية، وترسم الطريق نحو المستقبل.


E-Mail : [email protected]