الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الكاتبة التونسية راضية الدريدى: أعكف على قراءة القرآن الكريم والحديث النبوى الشريف




راضية الدريدى كاتبة وشاعرة تونسية تقيم بالبحرين وتشغل منصب رئيس المركز العربى الأفريقى لحقوق الانسان وعن طقوسها فى شهر رمضان تقول :
 
يرتبط رمضان فى ذاكرتى سواء فى تونس أوالبحرين بأجوائه الروحانية وبهجته، فمع حلول شهر رمضان المبارك يتغير نمط الحياة فى تونس نظرًا لما يميز الشهر الكريم من خصائص تختلف من جهة إلى أخرى رغم أن الكثير من العادات التى كانت تميز هذا الشهر الفضيل قد أفلت ولكنها رسخت فى الذاكرة لاستحضرها كلما عاودنى الشوق والحنين إلى أجمل ذكريات الطفولة.
 
فى تونس تبدأ الاستعدادات لاستقبال رمضان للشهر الفضيل قبل مدة بتزيين الشوارع وواجهات البيوت وشراء مستلزمات الأطباق الشعبية والملابس التقليدية ترحيبا بالضيوف وبسهرات رمضانية ساحرة.
 
وتستعيد العلاقات بين العائلات التونسية حميميتها ويعاودها الدفء الذى تفتقده أحيانا بسبب نسق الحياة العصرية، إذ يكون شهر الخير مناسبة للتواصل الاجتماعى حول مائدة الإفطار بين أفراد العائلة، ثم يتسابقون بعد إفطارهم إلى حضور صلاة التراويح، ومواكبة مجالس الذكر وحلقات الوعظ الدينى والمحاضرات والمسامرات الدينية، وتلاوة ما تيسر من القرآن إلى جانب عدد كبير من الأختام والإملاءات القرآنية، وحصص لختم الحديث النبوى الشريف.
 
ولعل ما أهم ما يميز الأجواء الثقافية فى رمضان مهرجان الموسيقى الروحية العالمى الذى أحرص على مواكبة فعالياته، حيث يهدف المهرجان إلى مواكبة الأجواء الدينية الخاشعة التى ترافق هذا الشهر الكريم، وخلق تقاليد جديدة لدى الجمهور الذى يتابع عروضه عبر اكتشاف تجارب وأنماط موسيقية مختلفة من دول مختلفة.
 
القراءة هى الأخرى عبادة تستلزم إفراد مساحة لها فى الجدول الرمضانى المزدحم فلا تعارض بين القراءة وروحانية رمضان.وتستهوينى قراءة سيد الكتب القرآن الكريم، فهو أنيسنا ومبعث سكينة نفوسنا، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام معلمنا الأول يتدارس فى رمضان القرآن مع جبريل عليه السلام، لذلك كان عليه مدار قراءة المؤمن فى رمضان، وللعلماء وقفات مع كتاب الله فى رمضان أمثال الإمام الشافعى والإمام البخارى وغيرهما.
 
وقد نزل سيد الكتب فى شهر الخير، يقول الله تعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القرآن هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ».
 
ولا غنى عن كتب التفسير للوقوف على معانى الآيات والسور ومعرفة أسباب النزول تيسيرا للفهم والتدبر، خصوصا التفاسير المعتمدة كتفسير ابن كثير وأحكام القرآن للقرطبى ليتعمق إيماننا بالبحث عن مواطن الإعجاز فى القرآن الكريم من وجوه متنوعة من حيث معانيه وفصاحته ونظمه وتراكيبه وبلاغته.
 
لكننى أشعر بأسف شديد لما يقع فى رمضان من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان فى العالم الإسلامى ومن اضطرابات وأزمات إنسانية كما يقع فى سوريا مثلا، حيث غدا القتل وسفك الدماء جزءًا من حياة الناس اليومية، ولكم كنت آمل أن تكون أيام شهر الرحمة خالية من تلك الممارسات، لذلك أعلن المركز العربى الأفريقى لحقوق الإنسان عن إطلاق حملة لنبذ العنف ونشر ثقافة التسامح خلال شهر رمضان، تحت شعار «رمضان بدون عنف». وهذه الحملة دعوة لجميع القوى المتصارعة والمتناحرة فى العالم الإسلامى إلى صون دماء المسلمين ووقف أعمال الارهاب وقتل الأبرياء وسفك الدماء احترامًا وتوقيرًا لشهر رمضان الفضيل، فهو مناسبة دينية مهمة لتأكيد قيمالإسلام السمحة ومبادئه الإنسانية ومعانى التضامن بين المسلمين.أدعو بالمناسبة كل الأطراف المتقاتلة فى العالم الإسلامى إلى احترام حرمة هذا الشهر الكريم، بإنهاء كل أشكال العداء وإراقة الدماء، راجية أن يمهد هذا الالتزام الأخلاقى الطريق لحلول سلمية لأزمات الشعوب الإسلامية بمختلف انتماءاتها.