السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

غزوة بدر دروس وعبر على مر العصور




ستظل غزوة بدر الكبرى مَعلَمًا عريقًا، ودستورًا منيرًا للدعاة والمصلحين والمجاهدين فى معاركهم مع الباطل، ستظل الدرس الأكبر فى انتصار الفئة القليلة على الفئة الكثيرة بإذن الله، وأن الله مع الصابرين.
 
فى رمضان سنة اثنين من الهجرة كانت غزوة بدر الكبرى، وكان قد وصل الخبر للمسلمين بأن قافلة أبوسفيان بن حرب - وكان من أشد الناس عداوة للإسلام - قدمت من الشام، وتحمل أموالا وتجارة لقريش، وقُدّر عدد الرجال بها ما بين ثلاثين إلى أربعين رجلا من قريش، فلما وصل الخبر للنبى ندب المسلمين إليهم، وأمر من كان ظهره حاضرا بالنهوض، وقال‏‏:‏‏ هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله يُنْفِلُكُموها‏‏ (أى يجعلها غنيمة لكم)، فبدأ الناس يستعدون للانطلاق، البعض جهز سلاحا والبعض الآخر لم يجهز سلاح بل وسيلة نقل من ناقة وخلافة، إذ أنهم لم يعتقدواباحتمالية قيام الحرب، فخرجوا لا يريدون إلا أبا سفيان والركب معه لا يرونها إلا غنيمة لهم ولا يظنون أن يكون كبير قتال إذا لقوهم وهذا ما عبر عنه القرآن فى قوله تعالى فى الآية السابعة من سورة الأنفال: «وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ»، خاصة أن الأنصار فى بيعة العقبة اشترطوا حماية النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى المدينة فقط وتبرؤا من ذلك حتى دخوله إليهم فى المدينة حيث قالوا له وقتها: «يا رسول الله إنا براء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا، فإذا وصلت إلينا، فأنت فى ذمتنا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا».
 
بعدها قام النبى محمد باستشارة من معه، فتكلم كل من أبو بكر وعمر بن الخطاب، ثم قام المقداد بن الأسود فقال: «يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: «اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ههنا قاعدون، ولكن اذهبأنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فوالذى بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه»، ثم وجه النبى كلامه إلى الأنصار قائلا: أشيروا على أيها الناس، فقال له سعد بن معاذ: «قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، فوالذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبر فى الحرب صدق فى اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله»، فقال النبى محمد: «سيروا وأبشروا، فإن الله قد وعدنى إحدى الطائفتين والله لكأنى الآن أنظر إلى مصارع القوم»، أكمل بعدها المسلمون طريقهم من ذفران، فمروا بمنطقة تسمى الأصافر، ثم إلى بلد تسمى الدبة ثم جعلوا كثيب عظيم كالجبل العظيم يسمىالحنان على يمينهم، ونزلوا قريبا من بدر، وكان أن خرج على بن أبى طالب، والزبير بن العوام، وسعد بن أبى وقاص، إلى ماء بدر فأسروا غلمان لقريش يحضرون الماء، منهم أسلم وهو غلام بنى الحجاج، وعريض أبويسار وهو غلام بنى العاص بن سعيد، فأعادوهم إلى معسكر المسلمين، وكان النبى محمد يصلي، فأستجوبوهما فقالا: نحن سقاة قريش، بعثونا نسقيهم من الماء، فقال لهما أخبرانى عن قريش؟ قالا: هم والله وراء هذا الكثيب الذى ترى بالعدوة القصوى، فقال لهما النبى محمد: كم القوم؟ قالا: كثير قال: ما عدتهم؟ قالا: لا ندري، قال: كم ينحرون كل يوم؟ قالا: يوما تسعا، ويوما عشرا، فقال: القوم فيما بين التسع مائة والألف. ثم قال لهما: فمن فيهم من أشراف قريش؟ قالا: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو البخترى بن هشام وحكيم بن حزام، ونوفل بن خويلد، والحارث بن عامر بن نوفل، وطعيمة بن عدى بن نوفل والنضر بن الحارث وزمعة بن الأسود، وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج، وسهيل بن عمرو، وعمرو بن عبدود، فخرج النبى محمد إلى المسلمين وقال لهم: هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها.
 
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعاً فى ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ولم يكن برفقتهم سوى فرسين وسبعين بعيراً يتعاقبون ركوبها كل اثنين كل ثلاثة، وكان الخروج من المدينة يوم الاثنين لثمان أو لتسع أو لاثنى عشر من رمضان ودفع الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء إلى مصعب بن عمير وراية المهاجرين إلى على بن أبى طالب وراية الأنصار إلى سعد بن معاذ، وبلغ أبو سفيان خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم بقصده فأرسل إلى مكة ضمضم بن عمرو الغفارى مستصرخا لقريش ليمنعوه من المسلمين وبلغ الصريخ أهل مكة فجد جدهم، نهضوا مسرعين فكانوا بين رجلين إما خارج وإما باعث مكانه رجلاً لأن معظمهم كان له فيها نصيب، ولما سمع أبوسفيان بخروج المسلمين غير طريقة المعتاد، ولحق بساحل البحر فنجا وسلمت العير وأرسل إلى قريش أن ارجعوا فإنكم إنما خرجتم لتحرزوا عيركم ورجالكم وأموالكم وقد نجاها الله فارجعوا، وهموا بالرجوع وكانت «العيون الإسلامية» قد استطاعت أن ترصد عملية هروب العير، وأرسل أبو سفيان إلى قريش أن القافلة قد نجت، ولا حاجة لهم فى قتال أهل يثرب، لكن أبا جهل أبى إلا القتال، وقال قولته المشهورة: «لا نرجع حتى نرد بدرا فنقيم ثلاثا ننحر الجُزر، ونطعم الطعام، ونشرب الخمر، وتعزف القيان علينا، فلن تزال العرب تهابنا أبدا»، لكنّ «بنى زهرة» لم تستجب لهذه الدعوة فرجعت ولم تقاتل، ومضت قريش فى مسيرها وكانت عدتهم ما بين التسعمائة والألف معهم مائة فرس وسبعمائة بعير ونزلوا بالعدوة القصوى من وادى بدر، وخرجت قريش فى نحو من ألف مقاتل، منهم ستمائة دارع (لابس للدرع) ومائة فرس، وسبعمائة بعير، ومعهم عدد من القيان يضربن بالدفوف، ويغنين بهجاء الإسلام والمسلمين، أما المسلمون فكانت عدتهم ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً، من المهاجرين ثلاثة وثمانين، وباقيهم من الأنصار ( 61 من الأوس، و170 من الخزرج)، وكان معهم سبعون بعيرًا، وفرسان، وكان يتعاقب النفر اليسير على الجمل الواحد فترة بعد أخرى، وقبل المعركة، استشار النبى أصحابه، وخاصة الأنصار، فى خوض المعركة، فأشاروا عليه بخوض المعركة، وصل المشركون إلى بدر ونزلوا العدوة القصوى، أما المسلمون فنزلوا بالعدوة الدنيا، وقام المسلمون ببناء عريش للرسول على ربوة، وأخذ لسانه يلهج بالدعاء قائلا: «اللهم هذه قريش قد أتت بخيلائها تكذب رسولك، اللهم فنصرك الذى وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم فلن تعبدفى الأرض»، وسقط رداؤه عن منكبيه، فقال له أبو بكر: « يا رسول الله، إن الله منجز ما وعدك».
 
فى وداى ذَفِرَانَ (وهو يبعد عن المدينة المنورة نحو مائة كيلو متر)، وكان فى هذا الوادى المجلس الاستشارى الشهير لمعركة بدر- بلغ النبى – صلى الله عليه وسلم- نجاة القافلة، وتأكد من حتمية المواجهة، فإما القتال وإما الفرار، فاستشار، فجمع الناس ووضعهم أمام الوضع الراهن، وقال لجنوده:»أَشِيرُوا عَلَيّ أَيّهَا النّاسُ»، ورددها مرارًا، وما زال يكررها عليهم، فيقوم الواحد تلو الآخر ويدلو بدلوه، فقام أبو بكر فقال وأحسن، ثم قام عمر فقال وأحسن. ثم قام الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو فقال وأحسن، حتى قام القيادى الأنصارى البارز سعد بن معاذ، فحسم نتيجة الشورى لصالح الحل العسكري، قائًلا: « لَقَدْ آمَنّا بِك وَصَدّقْنَاك، وَشَهِدْنَا أَنّ مَا جِئْت بِهِ هُوَ الْحَقّ، وَأَعْطَيْنَاك عَلَى ذَلِكَ عُهُودِنَا وَمَوَاثِيقِنَا، عَلَى السّمْعِ وَالطّاعَةِ، فَامْضِ يَا رَسُولَ اللّهِ لِمَا أَرَدْت فَنَحْنُ مَعَك، فَوَاَلّذِى بَعَثَك بِالْحَقّ لَوْ اسْتَعْرَضْت بِنَا هَذَا الْبَحْرَ فَخُضْته لَخُضْنَاهُ مَعَك، مَا تَخَلّفَ مِنّا رَجُلٌ وَاحِدٌ وَمَا نَكْرَهُ أَنْ تَلْقَى بِنَا عَدُوّنَا غَدًا، إنّا لَصُبُرٌ فِى الْحَرْبِ صُدُقٌ فِى اللّقَاءِ، لَعَلّ اللّهَ يُرِيك مِنّا مَا تَقُرّ بِهِ عَيْنُك، فَسِرْ بِنَا عَلَى بَرَكَةِ اللّهِ»
 
وكان أن قال عبدالله بن رواحة – فى موقف من مواقف بدر -: «يا رسول الله إنى أريد أن أشير عليك، فأنصت رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول ابن رواحة وقال له قولاً حسنًا، ولما تحرك رسول الله إلى موقع ماء بدر، فى موقع المعركة، نزل بالجيش عند أدنى بئر من آبار بدر من الجيش الإسلامي، وهنا قام الْحُبَاب بْنَ الْمُنْذِرِ وأشار على النبى بموقع آخر أفضل من هذا الموقع قائًلا: يَا رَسُولَ اللّهِ ! أَرَأَيْت هَذَا الْمَنْزِلَ، أَمَنْزِلاً أَنْزَلَكَهُ اللّهُ، لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدّمَهُ ولا نَتَأَخّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ ؟ قَالَ : « بَلْ هُوَ الرّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ».. فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللّهِ فَإِنّ هَذَا لَيْسَ بِمَنْزِلِ، فَانْهَضْ بِالنّاسِ حَتّى نَأْتِيَ أَدْنَى مَاءٍ مِنْ الْقَوْمِ، فَنَنْزِلَهُ ثُمّ نُغَوّرَ «أى ندفن» مَا وَرَاءَهُ مِنْ الْقُلُبِ، ثُمّ نَبْنِيَ عَلَيْهِ حَوْضًا فَنَمْلَؤُهُ مَاءً، ثُمّ نُقَاتِلَ الْقَوْمَ، فَنَشْرَبَ وَلَا يَشْرَبُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ – مشجعًا - :» لَقَدْ أَشَرْت بِالرّأْيِ»، وبادر النبى صلى الله عليه وسلم بتنفيذ ما أشار به الحباب، ولم يستبد برأيه برغم أنه القائد، وعليه ينزل الوحى من السماء، فَنَهَضَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ النّاسِ فَسَارَ حَتّى إذَا أَتَى أَدُنَى مَاءٍ مِنْ الْقَوْمِ، نَزَلَ عَلَيْهِ، ثُمّ أَمَرَ بالآبار فخُربت، وَبَنَى حَوْضًا عَلَى الْبئر الّذِى نَزَلَ عَلَيْهِ فَمُلِئَ مَاءً، ثُمّ قَذَفُوا فِيهِ الْآنِيَةَ، فقام المسلمون بردم آبار بدر بعد أن استولوا عليه وشربوا منه حتى لا يتمكن المشركون من الشرب منه.
 
وكان من دعاء النبي- صلى الله عليه وسلم - ما ذكره على بن أبى طالب، حيث قال: «لما كان يوم بدر قاتلتُ شيئًا من قتال، ثم جئتُ مسرعًا إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -لأنظر ما فعل، فإذا هو ساجد يقول: « يا حى يا قيوم»، لا يزيد عليهما، ثم رجعت إلى القتال ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك، ثم ذهبت إلى القتال، ثم رجعت وهو ساجد يقول ذلك»، ونظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وتكاثرهم وإلى المسلمين فاستقلهم، فركع ركعتين، وقام أبو بكر عن يمينه، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فى صلاته: « اللهم لا تودعمني، اللهم لا تخذلني، اللهم أنشدك ما وعدتني»، وكان من دعائه كذلك لجنوده: «اللهم إنهم حفاة فاحملهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأشبعهم»، قال عبدالله بن عمرو: ففتح الله له يوم بدر فانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين واكتسوا وشبعوا.
 
وفى اليوم السابق ليوم بدر مشى - صلى الله عليه وسلم - فى أرض المعركة وجعل يُرى جنوده مصارع رؤوس المشركين واحدًا واحدًا، وَجَعَلَ يُشِيرُ بِيَدِهِ: هَذَا مَصْرَعُ فلان- ووضع يده بالأرض -، وَهَذَا مَصْرَعُ فلان، وَهَذَا مَصْرَعُ فلان - إنْ شَاءَ اللّهُ –، فَمَا تَعَدّى أَحَد مِنْهُمْ مَوْضِعَ إشَارَتِهِ، فَعَلِمَ الْقَوْمُ أَنّهُمْ يلاقُونَ الْقِتَالَ، وَأَنّ الْعِيرَ تُفْلِتُ وَرَجَوْا النّصْرَ لِقَوْلِ النّبِيّ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، قال أنس: «ويضع يده على الأرض هاهنا هاهنا، فما ماطَ أحدهم عن موضع يد رسول الله»، وقال عمر: «فوالذى بعثه بالحق ما أخطؤوا الحدود التى حد رسول الله».
 
وقبل أن تبدأ المعركة، تقدم ثلاثة من رجال قريش وهم : عتبة بن ربيعة، وأخوه شيبة، وولده الوليد يطلبون من يبارزهم من المسلمين، فتقدم ثلاثة من الأنصار، فصرخوا بهم قائلين: «يا محمد، أخرج إلينا نظراءنا من قومنا من بنى عمنا» فقدم الرسول عليه الصلاة والسلام عبيدة بن الحارث، وحمزة بن عبدالمطلب، وعلى بن أبى طالب، فبارز حمزة شيبة فقتله، وبارز على الوليد فقتله، وبارز عبيدة عتبة فجرحا بعضهما، فهجم حمزة وعلى على عتبة فقتلاه، واشتدت بعدها رحى الحرب وحمى الوطيس، ولقد أمد الله المسلمين بالملائكة تقاتل معهم، فقد ذكر القرآن الكريم : «بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين»، وهكذا انتهت المعركة بنصر المسلمين وهزيمة المشركين، حيث قتل من المشركين سبعون، وأسر منهم سبعون آخرون، أما شهداء المسلمين فكانوا أربعة عشر شهيدا، ولقد رمى المسلمون جثث المشركين فى البئر، أما الأسرى فقد أخذ الرسول أربعة آلاف 4000 درهم عن كل أسير امتثالا لمشورة أبى بكر، أما من كان لا يملك الفداء فقد أعطاه عشرة من غلمان المسلمين الأميين ليعلمهم القراءة والكتابة، ثم ارتحل مؤيدا منصورا، قرير العين بنصر الله له ومعه الأسرى والمغانم فلما كان بالصفراء، قسم الغنائم وضرب عنق النضر بن الحارث بن كلدة، ثم لما نزل بعرق الظبية، ضرب عنق عقبة بن أبى معيط، ودخل النبى المدينة مؤيدا مظفرا منصورا قد خافه كل عدو له المدينة وحولها، فأسلم بشر كثير من أهل المدينة، وحينئذ دخل عبدالله بن أبى المنافق وأصحابه فى الإسلام ظاهرا.