الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشافعي يجهز وجبة القطط في بولاق ويحضرها لهم فى وسط البلد






 
 
 
 
 
 
كتب - صلاح أحمد نويرة
«من بولاق لوسط البلد رايح جاى رحلة يومية، دى مش رحلة سواق ميكروباص على خط بولاق، ولا حتى محطة للأتوبيس بيركن فيها، إنما هى رحلة عم محمد الشافعى، رحلة إنسانية خالصة، لا يستوعبها إلا أصحاب القلوب الرحيمة.
يوميا يحمل حقائب الطعام، ويتنقل من بولاق الدكرور لشارع 26 يوليو فى وسط العاصمة، وسط حر الصيف وعطش الصيام وزحمة رمضان، حتى يوصل «الأمانة» الطعام للقطط المستقرة بجانب مترو أنفاق محطة جمال عبد الناصر.
دون أن يعرف للملل أو التعب طريقا، أنما طريقه الوحيد الذى يعلمه جيدا، هو الرحمة والضمير، رافعا شعار «ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء»، تاركا وراء ظهره تعليقات الناس «السخيفة» التى تقلل من شأن رحلته اليومية لتقديم الطعام للقطط الضالة، وأحيانا يتحمل تعليقات تصفه بالجنون.
يحكى عم محمد الشافعى الرجل الستينى عن رحلته اليومية قائلا، أعمل محصلا لفواتير الكهرباء، واعتدت على التنقل يوميا من مكان إلى مكان لتحصيل الفواتير، وهذه المهنة ما جعلتنى أكثر نشاطا، ولهذا لا أجد أى مشقة أو تعب فى رحلتى إلى وسط البلد يوميا، خصوصا لأن لها هدف يسعدنى تحقيقه وهو تقديم الطعام لمن يحتاجه ولا يملك القدرة حتى على طلبه «مشيرا بيديه تجاه القطط التى قد قدم لهم الطعام وهم يلتفون حوله».
أما عن بداية هذه القصة مع عم محمد، فيقول إنه بسبب طبيعة عمله منذ نحو سنتين، كان يتردد كثيرا على مترو الأنفاق وتحديدا محطة جمال عبد الناصر، ولفت انتباهه تواجد مجموعة من القطط الصغيرة حديثة الولادة تسكن بجانب محطة المترو، ويستكمل أن ما أثار عطفه أنه شعر أن القطط تسير وراءه وكأنهم يطلبون منه على وجه الخصوص المساعدة.
ومنذ ذلك اليوم قرر أن يحضر الطعام لهذه القطط بشكل يومى، وفعلا استمر على تلك العادة لمدة تزيد على السنتين،
ويصف عم محمد فرحته الشديدة لأن القطط كبرت وأنجبت وأتت بجيل ثان
ويضيف الشافعى أنه لا يواجه أى مشكلة فى حمل الطعام للقطط فى رمضان وهو صائم قائلا «إنه لم يرزق بأولاد وتعوضه هذه القطط عن أولاده فهل لو كان لديه أطفال جائعين فى رمضان كان سيتردد لحظة؟