الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بوتفليقة: تعبت.. ولن أترشح لفترة رئاسية رابعة




 
فتحت مكاتب التصويت امس في اول انتخابات تشريعية تجري في الجزائر منذ الاصلاحات السياسية التي اعلنها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قبل عام سعيا لتفادي ربيع عربي، وذلك في انتخابات يشارك فيها اكثر من 21,6 مليون ناخب جزائري لاختيار 462 نائبا في المجلس الشعبي الوطني (مجلس النواب).
 
واستمرت العملية الانتخابية حتي مساء امس بعد تمديد فترة التصويت بطلب من الولاة (المحافظين)، مع العلم ان العملية الانتخابية انطلقت منذ خمسة ايام بالنسبة للجزائريين المقيمين بالخارج.
 
وبث التليفزيون الحكومي صورا للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وللناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في المدية بجنوب غرب الجزائر وايليزي بأقصي جنوب شرق البلاد، وقالوا انهم انتظروا منذ ساعات الصباح الاولي فتح مكاتب التصويت.
 
واظهرت صور التليفزيون عشرات الناخبين يتدافعون امام مكتب التصويت في مدينة «تيارت» 350 كيلو متراً جنوب غرب العاصمة.
 
في سياق متصل اعلنت الحكومة الجزائرية أمس عطلة مدفوعة وكانت ورشات البناء في الجزائر العاصمة خالية من العمال، ما عدا العمال الصينيين. ومن الاشياء الجديدة في الانتخابات الجزائرية لعام 2012 هو اشراف لجنة انتخابات قضائية علي العملية بكاملها، وكذلك اعتماد البصمة بدل التوقيع بالاضافة الي استخدام الحبر الفوسفوري لمنع الناخبين من الادلاء باصواتهم اكثر من مرة. ودعت الحكومة حوالي 500 مراقب دولي من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ومنظمة مؤتمر التعاون الاسلامي.
 
من ناحية اخري فاجأ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الجزائريين أمس الاول عندما أطلق رسائل ضمنية بأنه لن يترشح لولاية رئاسية رابعة، وأن جيل الثورة الذي ينتمي إليه وما زال يحكم، قد انتهي دوره وقال في خطابه الذي القاه بولاية سطيف شرقي البلاد أمام آلاف كانوا يهتفون بحياته وطالبوه بالترشح لولاية رابعة «لا، انتهي وقتنا.. لقد تعبنا»، مكررا العبارة ثلاث مرات.
 
وقال بطريقة عاطفية أثارت الانتباه «عاش من عرف قدره.. الرأس تغني، لكن الأقدام لا قدرة لها علي التحمل»، مضيفا: «لقد تعبت، لقد تعبت، لقد تعبت، لا يكلف الله نفسا إلاّ وسعها»، طالبًا من الشباب أن يحمل المشعل»، وهي رسالة واضحة بأنه لن يبقي في منصب المسئولية بعد انتهاء ولايته الحالية في أبريل 2014.
 
وترك بوتفليقة خطابه المكتوب جانبا وارتجل كلمة مطولة استغرقت ساعة تقريبا، سعي بها لإقناع الجزائريين بالتوجه إلي صناديق الاقتراع، ودغدغ عواطف الحاضرين وأثر فيهم عندما أعلن عدم بقاء جيل الثورة الذي ينتمي إليه مستقبلا في الحكم، وهو أمر يتململ منه الجزائريون ويعتبرونه استحواذا علي السلطة من جيل شارك في الثورة وحقق الاستقلال لكنه يرفض فسح المجال لغيره.
 
وبدا بوتفليقة في حالة معنوية مرتفعة لم يظهر بها منذ ثلاث سنوات علي الأقل، وطالب من الحاضرين أن يصفقوا له، بقوله «سامحوني.. صفقوا عليّ.. إن التصفيق يشجعني»، ثم طلب من سيدة أن تطلق زغرودة له خصّيصا، وأطلق ذلك موجة من التصفيقات الحادة والزغاريد، حوّلت المناسبة إلي ما يشبه الحفل.