الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«كفور الرمل» تغرق فى الصرف الصحى والصناعى




تعد قرية كفور الرمل التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية نموذجا "صارخا" للاهمال الحكومى حيث تغرق القرية فى مياه الصرف الصناعى الناتج عن مصانع المنطقة الصناعية بقويسنا والصرف الصحى الذى تلقى طرنشات 7 قرى مجاورة فى ترعة الخضراوية التى تخترق القرية.
 
وكانت الدولة قد انتزعت قطعة أرض تابعة للاصلاح الزراعى من الأهالى منذ أكثر من 15 عاما وتم إنشاء ما يقرب من 300 مصنع عليها بدون اقامة محطة معالجة للمخلفات الصناعية، وكذلك محطة صرف صحى خاصة بالمصانع.
 
وقام أصحاب المصانع بشكل منفرد بتصريف المخلفات بمعرفتهم الخاصة، فقاموا بإنشاء آبار ارتوازية على عمق 70 متراً فقط، ويتم التصريف فى باطن الأرض، مما أدى إلى اختلاطها بدون معالجة لمياه الرى.
 
لمواجهة هذه الازمة قام أهالى القرية بتنظيم عدد من الوقفات الاحتجاجية طوال الفترة السابقة وتم تلقى الوعود من المسئولين بالتدخل لحل الأزمة بإنشاء شبكات للصرف الصحى ومعالجة الاهمال الموجود بالمنطقة الصناعية ولكن لم يتم تنفيذ هذه الوعود حتى الآن.
 
كما قام الاهالى أيضا منذ فترة بقطع الطريق واغلاق البوابات الرئيسية للمنطقة الصناعية احتجاجا على غرق القرية وعدد من المناطق بالمنطقة الصناعية بمياه الصرف الصحى وأنتشار الاوبئة والامراض بسبب مياه الصرف والكيمياويات الناتجة عن مخلفات مصانع الجلود والادوية  الملاصقة لمنازل القرية.
 
وأمام التقاعس الحكومة أضطر الاهالى لاغلاق محطة الصرف الرئيسية بالمنطقة الصناعية ومنع المصانع من صرف مخلفاتها فى الاراضى الزراعية والمصرف الرئيسى بالقرية مطالبين بسرعة انشاء محطة للصرف الصحى تخدم القرية وكذلك محطة للصرف الصحى بالاضافة الى علاج كافة المصابين وكفالة اسر المتوفين جراء الاصابة بامراض الفشل الكلوى وفيروس الكبد الوبائى سى.
 
ويطالب الاهالى من الحكومة بمعالجة الصرف الصناعى وتصريفة بعيدا عن القرية وكذلك انشاء شبكة صرف صحى خاص بالقرية حيث أن المصانع تقوم بالصرف مباشرة فى باطن الارض من خلال ابار ارتوازية وكذلك قيام عدد اخر من المصانع بالصرف مباشرة فى الترعة التى تخترق القرية وتسببت فى اصابة نحو 250 من الاهالى بالفشل الكلوى وفيرس الكبدى الوبائى الى جانب تسمم الزرع الموجود لديهم بمياه الصرف الصحى.
 
ويقول محمد السيد من اهالى القرية ان مياه الصرف الصناعى الناتجة عن المنطقة الصناعية المجاورة للقرية ادت الى بوار أجود الأراضى الزراعية، بالإضافة إلى الأمراض والأوبئة المنتشرة بالقرية حيث لا يوجد منزل ليس به مصاب بالفشل الكلوى والكبد، وتوجد حالة وفاة شهرياً على الأقل بين شباب القرية بسبب مخلفات الصرف الصناعى.
 
ويشير ابراهيم سعد الى ان هناك أكثر من 7 قرى وهى قويسنا البلد، وبجيرم، وبنى غريان، وكفر بنى غريان، وكفر هلال، و3 عزب أخرى تقوم بإلقاء أكثر من 150 جرار كسح مياه وطرنشات المنازل بالترع والمصارف التى تروى منها الأرض الزراعية، مما يمثل كارثة صحية على المواطنين الذين يتناولون الخضروات بتلك الاراضى بسبب تلوث الزراعات وغرق القرية وعدد من المناطق بالمنطقة الصناعية بمياه الصرف الصحي، وانتشار الأوبئة والأمراض بسبب مياه الصرف والكيماويات الناتجة عن مخلفات مصانع الجلود والأدوية الملاصقة لمنازل القرية كأمراض الفشل الكلوي، وفيروس الكبد وأمراض الرئة والسرطان.
 
يلفت كمال شبل من اهالى القرية الى ان الامور ازدادت تعقيدا بإنشاء 25 مزرعة سمكية تتربى على مياه الصرف الصحى الصناعى وطرنشات الأهالى ولذلك فان معظم الأسماك التى يتم شراؤها من الباعة الجائلين بالقرى تكون فى حالة تعفن شديد ورائحتها كريهة لتربيتها على مياه الصرف الصحى والصناعى.
 
ويضيف محمد الشيخ من اهالى القرية ان مشاكلهم بالقرية متعددة وتتمثل فى عدم صلاحية المياه المخصصة للشرب وانتشار الاوبئة والامراض بين أهالى القرية وهناك أكثر من 15 فدانا تم تبويرها وتم تدمير المحاصيل الزراعية.
 
واشار الى تضرر تل المحاجر الأثرية بالقرية والجبانة الأثرية التى ترجع إلى العصور الفرعونية المتأخرة والعصر اليونانى والرومانى والموثقة من وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للآثار من مياه الصرف حيث أصابها الصدأ الى جانب أن المنطقة غير مؤمنة والآثار ملقاة بدون حفظ فى صورة توابيت ومومياوات تالفة، وأغطية التوابيت تمت سرقتها كما أن المومياوات نفسها تعانى الاهمال.
 
وعلى الجانب الاخر تقدم حزب الدستور بمحافظة المنوفية ببلاغ الى المسئولين بالمحافظة عن مشكلة القرية واقترحت لجنة خدمة المجتمع بالقرية عدة حلول لحل مشكلة القرية.
 
وأكد بيان للحزب انهم سيقومون الضغط على المسئولين لبدء عملية التسكين لمياة الصرف كحل أولى الى جانب الضغط على المسئولين لإنشاء محطة تحلية مياه ميت بره وتوفير رعاية طبية والسعى لإنشاء وحدة علاج كبد فى القريه لكونها من أعلى القرى إصابة به فى الجمهورية.
 
يذكر أن المستشار أشرف هلال محافظ المنوفية الاسبق كان قد وعد أهالى القرية بتوصيل الصرف الصحى لها مؤكدا ان المحافظة قررت تخصيص 3 ملايين جنيه  لصالح مشروع الصرف الصحى بالقرية وتتحمل الشركة القابضة لمياه الشرب ومياه الصرف 7 ملايين أخرى.
 
ووعدهم المحافظ الاسبق بان الشركة المنفذه للمشروع ستبدا عملها بالمواقع بعد انتهاء التصميمات لشبكات الصرف الصحى بالاضافة الى نزح المياه وتطهير المصرف الخاص بالقرية وتغطيته الا ان الوضع الان كما هو عليه والوعود "حبر على ورق".