الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القرضاوى ..إمام الفتنة والدم





 
 
 
 
لن يستطيع الشيخ يوسف القرضاوى أن يهرب من حساب التاريخ، فرغم محاولة إخفاء الكثير من الأسرار، إلا أن مستوره يكشف يوما بعد يوم، ويظهر شيخ "البلاط" على حقيقته وتسقط عنه الأقنعة، ويكفى أن تضغط على مفاتيح الكيبورد ثمانى مرات -هى عدد حروف اسمه- وستخرج لك ألوف النتائج التى تتحدث عن تناقضات الشيخ وفتاواه الغريبة التى وصلت إلى تحريم لعبة "البوكيمون" وما بنى عليها من مسلسلات.
كذلك ما ذكرته طليقته الجزائرية أسماء بن قاد فى الكتاب الصادر بفرنسا تحت عنوان (قطر هذا الصديق الذى يريد بنا شرّا)، والذى أعلنت فيه أن زوجها السابق زار إسرائيل سرا عام 2010، وانه حائز على اشادة رفيعة جدا من الكونجرس الأمريكى وغير موضوع على لوائح الإرهاب ولا ممنوع من دخول الأراضى الأمريكية.
إنّ طليقها القرضاوى يتحدّث العبريّة نطقاً وكتابة، وإنّ العلاقات السرّيّة التى تجمعه بالإسرائيليّين جعلت أمير قطر يتمسّك به لاستغلال موقعه الدينيّ ومنصبه فى رابطة العالم الإسلاميّ لتمرير مخطّط صهيو- أمريكيّ تمّ الاتّفاق عليه فى الغرف المظلمة بالكنيست الإسرائيليّ.
وهذا ما يفسر تدخل القرضاوى فى الكثير من تفاصيل المشهد السياسى العربي، وهو ما فسره البعض بأنه يقوم بدور المظلة الدينية التى تحتمى بها قطر لتمرير تدخلاتها فى شئون الدول العربية.
فلم يترك "مفتى الناتو" كما ينادينه معارضوه شيئاً فيما يخص دول الربيع العربى إلا وأفتى فيه، حتى إن الكاتب الفرنسى بنجامين بارت كتب مقال بعنوان "يوسف القرضاوي.. الواجهة التليفزيونية للإخوان المسلمين" فى صحيفة لوموند الفرنسية، يقول فيه إن القرضاوي،  أصبح يمنح ومن منبره الإعلامى  فى برنامجه التليفزيونى ‏الشريعة والحياة‏ دعماً انتقائيا للثورات العربية، بشكل يتفق مع دبلوماسية قطر، والتى ‏أصبح يشكل بيدقاً لها.
على الشيخ الثمانينى أن يعى جيدا أن الشعوب العربية كشفت تجار الدين وعرفت أن تجاراتهم كاسدة وبضائعهم فاسدة وأيامهم معدودة، ولم يعد بمقدور هؤلاء التجار أن يخدعوهم مرة أخرى، وأن اعتمادهم على ان ذاكرة الشعوب سريعة النسيان لم يعد يجدي، فالآن نتذكر كيف حرم القرضاوى زيارة القدس وكيف تعامل مع اليهود ويزورها سرا، ويدعو للجهاد فى الدول العربية وينسى فلسطين.
نتذكر كيف يصدر فتوى بوجهين، واحدة، وأخرى تكميلية الأولى،  جاءت بعد زيارة شخصية أمريكية له فى قصره، وتقضى  بأن المسلم الأمريكى عليه أن ينضم للجيش الأمريكى ويحارب معه، وهو الذى يعيش فى الدولة التى تضم قاعدة عسكرية أمريكية كبرى، ثم يلحقها بفتوى مقابلة تقضى بأن على المسلم العربى الانضمام للجيش لقتال الأمريكان ويعتبر القتال فرض عين، وحين طالبه أحد الذين استمعوا لفتواه أن يتقدمهم يرد عليه ساخرا:" يعنى علشان أمريكا تقتلنا كلنا دفعة واحدة ... تقتل شيوخ وأئمة الأمة"
نتذكر أيضا الفتاوى التى يتم تفصيلها لتناسب الحكام، مثل أن يحلل شرب الخمر، ويقول ليس هناك مانع من تناول المشروبات التى تحتوى نسباً ضئيلة من الكحول، التى تتشكل طبيعيا بفعل التخمر، وحين يبيح للبنات  فى أمريكا بجواز ارتداء الطواقى بدلا من الحجاب للتحوط من إمكانية اعتراضهن فى الأسواق أو مضايقتهن.
فكعادة الشيخ "المحير" يجعل من يتابعه يضرب كفا بكف ويتساءل فى أى خندق يقف الرجل، يحتفل بعيد الفاتح من سبتمبر، ثم ينقلب على القذافي، ويقابل بشار الأسد ثم يدعو للجهاد فى سوريا ، يسقط المصريون محمد مرسى ، فينتفض داخله حب الإخوان ويتذكر انتماءه للجماعة والذى يتماشى مع مصالح "البلاط" الذى يعيش فى كنفه ويدعو مسلمى العالم للجهاد فى مصر لنصرة المعزول وليس نصرة الإسلام ، وهو ما يفهم منه أن المصلحة هى التى تحكم التصرفات والفتاوى التى يصدرها، ويفهم أيضا أن الرجل الذى عاش فى قطر لسنوات طويلة - لحم كتافه من خيرها- لم يعد فى قبله ذرة حب لوطنه الأصل الذى ولد على أرضه، لم يعد يجد غضاضة فى ان يدعو للتدخل الدولى حتى المسلح فى مصر، من أجل أن يعود مرسى وتحقق جماعة الإخوان حلمها فى الخلافة، فلا يهمه الذين يسقطون ضحايا فتاوى شيوخ مثله والدم الذى يراق كل يوم، بل لا يهمه ضياع مصر كلها، ووصل به الأمر إلى تحريم دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسى للتظاهر فى جمعة التفويض للتصدى "للإرهاب"، فما يفعله القرضاوى بنا يجعلنا أمة لم يدمرها أعداؤها وإنما دمرها علماؤها.