الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قيادي سلفي: الإخوان تعاملوا بغطرسة مع الثورة




اوضح القيادي البارز بالدعوة السلفية الشيخ احمد الشحات ان الشعبية الجارفة التي كان يتمتع بها التيار الإسلامي ادت  لاكتساحه جميع الجولات السياسية التي خاضها «من شعب إلي شوري إلي دستور ورئاسة»، وانتهت العملية السياسية بكل مراحلها، وتمت الفترة الانتقالية وتنحي المجلس العسكري عن المشهد وحلت مكانه مؤسسة الرئاسة المنتخبة التي صارت الأمور بيدها كاملة.
واضاف في تصريحات صحفية ان الشعب عقب ذلك انتظر طفرات كانوا يوعدون بها، ومشاريع كانوا يسمعون عنها... ! فقد كانوا يتعطشون للعيش الآمن والحياة السهلة بقدر ما كانوا يحتاجون إلي الحرية والكرامة، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، بل ولم تظهر له مؤشرات في القريب العاجل!
وفي نفس التوقيت إن لم يكن قبله... بدأت المعارضة تعد عدتها لإسقاط النظام وكشفه عبر مسار صبور، ولكنه مؤلم ومتتال، ومع مرور الوقت بدأت العلاقة بين الرئاسة والمعارضة تأخذ منحي العداوة الظاهرة وحرب تكسير العظام، بدت فيه المعارضة أكثر منطقية وتماسكًا من مؤسسة الرئاسة التي ظهر فشلها وعجزها التام أمام مؤامرات المعارضة وعدم تعاون مؤسسات الدولة بالدرجة التي جعلت عموم المواطنين ينقلبون علي أول سلطة مدنية منتخبة في تاريخ البلاد، وفي أعقاب ثورة ما زالت حية في قلوب غالبية الناس!

بدأ المد الثوري يأخذ مكانًا بارزًا في الشارع المصري، ومع تكرار الأزمات اليومية الطاحنة وتجاهل المسئولين لها، وعدم التواصل مع الناس بخصوصها، والاكتفاء بالاتكاء علي نظرية المؤامرة وتخوين الآخر - انفجر الشارع في وجه هذا النظام، وتصاعدت حدة الخطاب من مجرد المطالبة بإصلاح المشكلات ومعالجة الأزمات إلي المطالبة بالرحيل، بل وبالمحاكمة في بعض الأحيان.

هذا المد الثوري النابض فشل الإخوان وأنصارهم في احتوائه تمامًا، بل تعاملوا معه بكل غطرسة وغرور وتكبر، ولم يحسنوا تقدير الموقف كما يجري علي الأرض، وصدقوا أنفسهم فيما توهموه أن النبضة الثورية قد خمدت في حس المواطنين، وأن الشعب عاد إلي سابق استئناسه وخضوعه، وأنه سيقبل بأي شيء مهما كان!
واضاف ومما زاد من غرورهم امتلاكهم كتلة مؤيده صلبة ليست بالقليلة في عددها ولا قوتها ولا قدرتها علي الحشد، والتي طالما اعتمدوا عليها في الأزمات التي تعرضوا لها طوال السنة الماضية.
إلي هنا خسر التيار الإسلامي في معظمه الجماهيرية الشعبية، وأصبح من أيدوه بالأمس يثورون ضده اليوم؛ فلم يبقَ لهم إلا خُلص أتباعهم والمحيطين بهم، وهم بطبيعة الحال لا يصمدون أمام هدير الشعب الهائج الذي رأيناه بعد ذلك في الشوارع والميادين.
-واوضح بقي لنا الجيش الذي سيظل هو المحدد الحاسم في أي صراع سياسي أو غيره فهل استطاع الإخوان أن يتعاملوا مع الجيش أم صار هو الآخر ممن تشملهم حملة التشويه والتشهير، بل والتهديد أحيانًا؟!
- رفضت الرئاسة تدخل المؤسسة العسكرية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين، وتعاملت معها بجفاء شديد واستعلاء ربما يكون مقبولاً من دولة مستقرة ورئيس قوي، أما والحالة كما كانت عليها مما يعرفها القاصي والداني؛ فهذه غطرسة وحماقة لا مبرر لها!