السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أبى وأستاذى..الأستاذ حسن عبدالسلام عايزك!






 بقلم : عصام السيد
تكررت الكلمات على أكثر من لسان وانا ادخل من باب مسرح محمد فريد حتى وصلت إلى خشبة المسرح، وذهنى مشغول فى توقع ما يريده مدير الفرقة الغنائية الاستعراضية الجديد منى. فبرغم مرور شهور على توليه المنصب إلا أننى لم أقابله، فلقد كنت منتدبا بالمسرح القومى للعمل بمسرحية هناك.
 
طرقت باب الحجرة التى قالوا إنه جالس بها، وعندما انفتح الباب فوجئت بالجالسين يقولون: هوه ده عصام.
 
نظر إلى الاستاذ حسن ثم قال: تقدر تعدى عليا فى البيت بكره بعد الظهر؟
 
اجبت بالايجاب ثم تساءلت عن السبب فقال: هتساعدنى فى مسرحية، عندك مانع؟ وكانت إجابتى فى ايجاز : لأ طبعا.
 
فى اليوم التالى كنت اجلس امامه فى منزله ليسألنى عن رأيى فى النص الذى اعطاه لى، ثم سألنى عن تصورى لاخراج المشهد الاول. وعندما انتهيت بدأ هو فى شرح النص من وجهة نظره وكيفية التعامل مع المشهد الأول، وجلست مبهورا، أحاول استيعاب ما يقول. وهكذا بدأت الرحلة الطويلة بينى وبين الاستاذ والتى امتدت من عام 76 وحتى الآن كنت فيها دائما التلميذ وكان فيها دائما الاستاذ والأب والصديق وصاحب الفضل.
 
والحقيقة ان الكتابة عن الاستاذ إنسانيا تحتاج إلى سنوات، وفنيا تحتاج إلى مجلدات فهو – للاسف - لم يخضع لدراسة جادة متأنية تسجل اسلوبه المتفرد اخراجيا، كعلامة مهمة من علامات المسرح المصرى. ولن يتبقى منه للتاريخ المسرحى إلا تسجيلات تليفزيونية قليلة – معظمها لمسرحياته فى القطاع الخاص – لا تشى بحقيقة ما قدمه للمسرح المصرى من تطوير وتجديد فى الاساليب الإخراجية. كان يهتم بالصورة المقدمة على خشبة المسرح من واقع عين تشكيلية مثقفة ورؤية بصرية جمالية موهوبة، ولا يعترف بالفن بغير متعة، فما قيمة عمل مسرحى لا يمتعك سواء كان مأساة خالصة أو كوميديا صاخبة، كما انه صاحب لمسة من التجديد ولم يكن على الاطلاق من نوعية المخرج المميت الذى قال عنه بيتر بروك: يستخدم صياغات قديمة ومناهج قديمة ونكات قديمة، وبدايات محفوظة للمشاهد ونهايات محفوظة لها.. رحم الله ابى واستاذى «فلقد كان  يتنفس مسرحا».