الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أمن مصرأهم من حقوق الإنسان




مازالت وتيرة الهجوم من النشطاء والسياسيين حول موقف الدولة الموصوف بـ«المتردد» تجاه اعتصامي رابعة العدوية والنهضة لكونه بؤراً إرهابية علي حد قول المتابعين منتقدين موقف الحكومة بعدم مواجهة هذه البؤر بقوة في ظل تحول هذه المناطق إلي معسكرات تحتوي علي جميع أنواع الأسلحة والذخائر لدرجة أن الأمر وصل إلي وجود منصات صواريخ فوق أسطح بعض بنايات رابعة المسيطر عليها من جانب الميليشيات الإخوانية.
«عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي.. فلا يحدثني أحد عن حقوق الإنسان».. هذه هي العبارة الشهيرة التي خرجت علي لسان رئيس وزراء بريطانيا الحالي ديفيد كاميرون عندما واجهت الشرطة الإنجليزية بكل قوة المعتصمين الذين قاموا بأعمال شغب وعرضوا أمن المواطن والسلم المجتمعي للخطر وذلك علي الرغم من أن المعتصمين لم يكونوا في هذه الأحداث مسلحين مثلما يحدث الآن علي أيدي جماعة الإخوان المسلمين من أعمال ترهيب وعنف وتخريب.
التعامل مع مهددي الأمن القومي ليس له خط أحمر، حتي لو كانوا سلميين مثلما حدث في أحداث «وول ستريت» بالولايات المتحدة وأحداث تكسيم في اسطانبول التي شهدت أبشع فض اعتصام في التاريخ ومع ذلك كان الحديث الدائم في هذه الدول التي تتشدق بالديمقراطية الآن وترفض إقدام الحكومة المصرية علي فض الاعتصامات الإخوانية بأن حقوق الدولة والمواطن أهم من حقوق الإنسان.
المواقف الرخوة والأيدي المرتعشة الصادرة من المسئولين الحكوميين في مواجهة إرهاب الإخوان يخلق تنامي قوي الجماعة المحظورة كلما اتجه الوقت لإعطاء فرصة الإعداد والتخطيط من جانب هذه الجماعات المسلحة داخل تلك التجمعات بالإضافة إلي خلق جبهات في الخارج لتشويه الثورة الشعبية في 30 يونيو والموقف الوطني للجيش في تنفيذ أوامر الشعب، وكل ذلك يتطلب أن يأخذ رئيس الوزراء د.حازم الببلاوي تصدر المشهد للتعامل بحزم وطني في ظل تعرض الوطن للخطر خاصة أنه صاحب الصلاحيات الأكبر بعد تنازل الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور لعدد من صلاحياته خاصة بعد حالات الإرهاق المتنامية والتخريب المستمر في أحداث مدينة الإنتاج الإعلامي وتعاملهم المسلح مع قوات الأمن المعنية بحماية المنشآت الحيوية وإغلاق الطرق الرئيسية مروراً بمناطق ألف مسكن والمنيل وهو ما يحذر من إمكانية تكرار مأساة رابعة العدوية من جديد.
وفي إطار التعامل الأمني الحذر أكد اللواء هاني عبداللطيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية أنه التزاما من وزارة الداخلية بمسئولياتها الوطنية، فإنها تؤكد حرصها علي سلامة المواطنين المتواجدين في تجمعي رابعة والنهضة، وتجدد تعهدها بتوفير الحماية اللازمة لهم والدفاع عن حقوقهم، وضمان خروجهم الآمن وعودتهم السالمة إلي بيوتهم وأعمالهم.
وأضاف اللواء عبداللطيف، في بيان له أمس السبت أن وزارة الداخلية تدرك أن عددا كبيرا منهم يرغب في العودة إلي منزله لكنه يخشي من ملاحقات أمنية أو تهديدات من القائمين علي تنظيم تلك التجمعات، مؤكدا تعهد وزارة الداخلية بحمايتهم وضمان سلامتهم حيث إن استمرار وجودهم وبقائهم يعرضهم للمساءلة القانونية في التورط بالعديد من الأفعال التي يجرمها القانون بعد ثبوت تورط القائمين علي التجمعين في أعمال القتل والتعذيب والخطف وإحراز الأسلحة وقطع الطرق والتحريض علي العنف والكراهية وازدراء الأديان وهدم مؤسسات الدولة، والمساس بالسيادة والمصالح الوطنية وتعريض حياة السكان للخطر وانتهاك حقوقهم.
وأكد أن وزارة الداخلية وأجهزة الدولة وجموع الشعب المصري الواعي يدركون تعرض المتواجدين بتلك التجمعات لحالة خطف ذهني من قبل القائمين عليها، ولا يسمحون لهم بالحصول علي معلومات أو أخبار غير تلك التي يروجون لها ويزودونهم بها عبر منصاتهم للسيطرة علي عقولهم وإبقائهم رهائن لدي قيادات جماعة الإخوان بعيدين عن التزود بالأخبار ومعرفة الحقائق والاختيار بين البدائل المتاحة لتحقيق أهدافهم، حتي يتم استخدامهم في عمليات تفاوض للحصول علي مكاسب سياسية من أجل تحقيق مصالحهم الخاصة.
وشدد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية علي أن الوزارة حريصة علي حرمة الدم المصري وعلي سلامة المتجمعين في رابعة والنهضة، وعلي المساهمة في تهيئة الأجواء اللازمة لتحقيق مصالحة وطنية تستوعب جميع الاتجاهات السياسية ولا تقصي أي طرف، لكنها حريصة أيضا علي القيام بدورها في الحفاظ علي الأمن وحماية المواطنين وملاحقة المطلوبين ضمن إطار سيادة القانون.
وأضاف اللواء عبداللطيف قائلا: أخي المواطن في رابعة والنهضة إن وزارة الداخلية تناشدك أن تحاول التعرف علي آراء القوي السياسية الوطنية والجماعات الثورية والحكومة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية في الممارسات غير القانونية التي ترتكب في تجمعي رابعة والنهضة كما تدعوك إلي التمعن في رد الفعل الشعبي المستنكر والمعارض والمعادي لممارسات القتل والتعذيب وقطع الطرق والتحريض والدعوة إلي العنف والإرهاب التي تصدر عن التجمعين مما قد يجعلك منبوذا من أهلك وبني وطنك إن الإسلام في مصر يعلو ولا يعلي عليه أمس واليوم وغدا وإذا كنت تعتقد أنك تدافع عن شرعية فالشرعية والسيادة للشعب، وقد عبر عنها بوضوح في 30 يونيو و26يوليو وإذا كنت تعتقد أنك تنصر جماعة الإخوان المسلمين فإن خروجك الآمن السالم سيسمح للجماعة بالعودة إلي دورها ضمن العملية السياسية الديمقراطية النزيهة التي سيشهدها العالم كله وسيراقبها أيضا، وإذا كنت تعتقد أنك تحمي نفسك بالبقاء ضمن زملائك فإننا نتعهد لك بالأمن والأمان والعودة السالمة لممارسة حياتك الطبيعية باعتبارك مواطنا حرا شريفا، طالما أنك لم ترتكب أي جريمة أو تنتهك أي قانون.