الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لمياء مختار: رمضان شهر النفحات الروحية




رمضان شهر النفحات الروحية، وحين كانت والدتى على قيد الحياة كنا نسعد باجتماعنا سوياً على المائدة، ولم أعد أملك الآن إلا الدعاء لها وقراءة القرآن بعد رحيلها وبعد أن كانت تملأ بيتنا بهجة وسروراً، كنا نتبادل الطعام مع الجيران وكنا نكثر من زيارات الأقارب والآن قلّ هذا ..
 
كان التليفزيون ينتج روائع كالفوازير وألف ليلة وليلة والمسحراتى بصوت سيد مكاوي، وكان هناك أعمال مخصصة لنا نحن الأطفال وقتها مثل بوجى وطمطم وبكار، وكان عدد المسلسلات قليلاً ولكنها كانت رائعة كليالى الحلمية وكان هناك مسلسلات تاريخية كالفرسان .. واختفى كل هذا، فمثلاً المسلسل التاريخى الذى تعرضه إحدى الفضائيات هذا العام إنتاج غير مصرى فأين ذهب إنتاجنا؟ ..
 
الآن نسبة المسلسلات الجيدة قليلة، ولكن لا أنكر أن بعض المسلسلات الحالية لا بأس بها وقد لفت نظرى هذا العام مسلسل «الشك» ومسلسل «اسم مؤقت»، كما لفت نظرى حلقة أو حلقتان تابعتهما من برنامج «مع إسلام بحيري» ولكنى أحتاج لمشاهدة حلقات أكثر من هذا البرنامج للحكم عليه..
 
تعودنا أن نستمع إلى النقشبندى ونصر الدين طوبار، وأحاديث الشعراوي، والشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل وعظماء القراء، وبالمناسبة فهناك قاريء للقرآن كنت أحب تلاوته وأنا طفلة صغيرة وهو الشيخ محمد حسن النادى وأرجو أن يعود التليفزيون لإذاعة تسجيلاته النادرة خاصة تلاوته لسورة «هود» .. 
 
ولا ننسى أغانى رمضان، وتذكرت الآن أغنية نادرة لكارم محمود تقول «فى عز الليل تنام الناس وانا صاحى .. بارتل فى الآيات ترتيل»، وليست أغنيات الماضى فقط هى الجميلة فهناك أغان حديثة جميلة كأغنيتى محمد منير وهشام عباس عن رمضان .. فأنا لست مع القائلين بأن كل شيء فى الماضى كان أفضل فبعض الأشياء أفضل فى الماضى وبعضها أفضل الآن، والفوانيس أيضاً: صحيح أن الصين تغرق أسواقنا بها ولكن فى المقابل أصبحت هناك صناعة مصرية جيدة لها حيث تـُكسى بالقماش ذى الزخارف كما عاد الفانوس المعدنى ذو الزجاج الملون والذى كان نادراً فى طفولتنا بسبب غزو الفوانيس ذات البطاريات آنذاك، وما زلت أشترى فانوساً ولكن للزينة فمع انتهاء الطفولة راحت متعة اللعب به، وأصبحت مشروبات رمضان تباع فى زجاجات جاهزة .. ولكن قمر الدين بالذات يظل طعمه أحلى بكثير كلفائف تذاب فى الماء كما اعتدنا.
 
كان من أجمل ظواهر رمضان هذا العام حين ارتفع صوت الأذان مع دقات أجراس الكنيسة، وهذا التلاحم موجود منذ القدم فى الشعب المصري، وأذكر أنى قرأت أن المطربة نور الهدى كانت تصوم نهار ليلة القدر كل عام – بافتراض أنها ليلة 27 - وهى ليست مسلمة تفاؤلاً منها بهذه الليلة العظيمة.
 
ولكن إلى متى يظل الإخوان فى حالة انفصال تام عن الواقع الذى يقول إنهم قد خسروا رصيدهم وثار الشعب عليهم، فمن يعاندون؟ .. شعب مصر أم جيشها ؟ .. أرجو أن يحقنوا دماءهم بالعودة إلى بيوتهم وألا يستمعوا لتضليل قياداتهم لهم .. وهناك مشكلة فى تفكير قيادات الإسلام السياسى تتمثل فى أول جملة قالوها فى مجلس الشعب وهى « بما لا يخالف شرع الله «، وهى جملة تدل على شعور متعمق فى داخلهم بأن الدولة كلها تخالف شرع الله، مما يؤدى للقطيعة والعداوة مع الدولة ومؤسساتها.