الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر ليست عزبة







 
 
 
 
فى الوقت الذى تشهد فيه القاهرة زخما سياسيا للخروج من الازمة الحالية دون اراقة دماء بسعى من اطراف دولية تحاول الاطلاع على ما يتم على ارض الواقع، تواجه القاهرة تفسيرات من بعض المحللين تقول: إن تلك التحركات الدولية هى بمثابة ضغوط تمارس على الحكومة المصرية، من اجل اعادة ما سبق ورفضته الارادة الشعبية المتمثلة فى عزل محمد مرسى، الا ان تلك الترديدات لا اساس لها من الصحة حيث إن الحكومة المصرية والرئيس المؤقت عدلى منصور، مصران على المضى قدما فى خارطة الطريق التى رضى عنها الشعب المصرى والتى تعبر عن سيادة وطنية وان المصريين هم من يحكمون البلد، وان اسطورة التبعية لامصرية للادارة الامريكية باتت خرافة ولا ينصاع لها ايا من المصريين، وان السياسيين ومسئولى الدولة ليس فى يدهم اى شىء او خيار سوى الانصياع الى مطالب الشعب المصرى كاملة الذى خرج وعبر عنها فى 30 يونيو و3 و26 يوليو باصرار وتحد، وهو ما يؤكد ان مصر اصبح قرارها فى يدها وانها ليست عزبة كما يروج البعض، وانها تتعامل وفقا لمصالحهاالوطنية وليست لمصالح اى طرف اخر. حيث تتعدد زيارات هذه الوفود الى رموز النظام المعزول المحبوسين على ذمة قضايا جنائية ابرزها قتل المتظاهرين، وكان اخرها زيارة كاثرين اشتون ووفد حكماء افريقيا. ورغم ان الزيارات تتخذ من (الاطمئنان على صحة الرئيس المعزول) غطاء لها، الا ان الهدف منها كما اشار سياسيون ومراقبون هو البحث عن مخرج امن لنظام الاخوان وقادتهم. خصوصا بعد ان امتدت تلك الزيارات الى القياديين الاخوانيين المسجونين خيرت الشاطر وسعد الكتاتنى، وذلك بحسب تقرير كشفت عنه وكالة الأسوشيتدبرس، الامريكية، قام بها "بيرنز" ووزيرا خارجية الإمارات وقطر، بالإضافة إلى مبعوث الاتحاد الأوروبى، وذلك فى الوقت الذى ستجرى محاكمة الشاطر وبديع، وغيرهما من قيادات الجماعة، هذا الشهر، وهو ما برره مصدر مسئول بالحكومة المصرية بأن تلك الزيارة تمت بالفعل داخل مكتب مأمور سجن العقرب شديد الحراسة وانها فى اطار الجهود التى تبذلها القيادة السياسية من اجل فض اعتصامى رابعة والنهضة دون تدخل امني يذكر. تاتى كل تلك التحركات الدبلوماسية فى محاولة للسعى لخلق ضغط على الشعب المصرى من اجل ما يسمى الخروج الآمن لقادة جماعة الاخوان واخذ تعهدات من الحكومة المصرية بعد ملاحقتهم فيما بعد، وهو الامر الذى رفضته مصر مرارا وتكرارا على لسان عدد من المسئولين الكبار فى الدولة مثل رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، ونائب رئيس الجمهورية، وقد اكدوا جميعا ان القانون والقضاء سوف يأخذان مجراهما حيال كل من خرب وارتكب جرائم جنائية، فالدولة المصرية لم تجد اى غضاضة فى ان تسهل للوفود الاجنبية زياراتهم برموز النظام المعزول المحبوسين على ذمة قضايا جنائية، قد يكون ذلك نابعا من ثقة مصر فى قراراتها وانها لن تخضع لاى ضغوط مهما كانت التحركات كثيرة لانه لن يتحقق على ارض الواقع سوى ارادة الشعب.
حيث يصل اليوم السيناتور جون ماكين، والسيناتور ليندسى جراهام عضوا لجنة الدفاع والقوات المسلحة، بالكونجرس الأمريكى الى القاهرة فى زيارة تستمر يومين بناء على طلب من الرئيس باراك أوباما، لإجراء مباحثات مكثفة مع المسئولين المصريين والأطراف المعنية بالتطورات على الساحة الداخلية. يتزامن هذا مع اختتام وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكى زيارته لمصر امس، حيث يلتقى العديد من الشخصيات المصرية لمناقشة كيفية تهدئة التوتر الراهن، وتجنب مزيد من العنف وتسهيل عملية متكاملة من شأنها مساعدة مصر فى إنجاح الفترة الانتقالية. ففى لقاء "بيرنز" وبرناردينو ليون ممثل الاتحاد الأوروبى، مع عدد من قيادات الإخوان على رأسهم عمرو دراج ومحمد على بشر عضو مكتب إرشاد تنظيم الإخوان، وكذلك فى حضور، طارق الملط ونيفين ملاك من حزب الوسط، فى حضور آن باترسون، السفيرة الأمريكية. اكد الإخوان على تمسكهم بعودة محمد مرسى للرئاسة، كذلك عودة الدستور ومجلس الشورى، واعترضوا على دعم جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، لثورة 30 يونيو، معتبرين ذلك مخالفة لما وصفوه بـ(الشرعية الدستورية). وفى لقاء اخر جمع "بيرنز" مع قيادات الاخوان السابق ذكرهم فى حضور السفيرة الامريكية آن باترسون قالت مصادر مطلعة، إن "باترسون" طلبت من "الإخوان" القيام بأعمال تصعيدية لإجبار النظام على قبول الخروج الآمن للقيادات، وعقب انتهاء اللقاء، أصدر تنظيم الإخوان وحلفاءهم، بياناً قالوا فيه "وصلتنا معلومات عن القيام بعمل تفجيرات فى أماكن مختلفة ثم الادعاء بأن المعتصمين هم الذين فعلوا ذلك تمهيدا لاقتحام الاعتصامات وفضها بالقوة". وفيما كانت كل تلك اللقاءات فى الخفاء إن الأفضل هو الحلول السلمية والاحتكام للشعب فى انتخابات نزيهة حرة"، وشدد على أنه إذا حدث فض لاعتصامى رابعة العدوية والنهضة ستتحول مصر إلى اعتصامات". واردف العريان: "على الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، أن يجهز بياناً آخر يقول للمصريين اكتشفت أن الشعب يريد مرسي، وها هو رئيسكم وعليكم أن تحلوا الأزمة معه".