الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انتعاش ظاهرة تهريب الرمال السوداء فى كفر الشيخ





كفر الشيخ : محمد الاسيوطى
 
تتعرض الرمال السوداء فى البرلس وبلطيم بكفر الشيخ للسرقة نهاراً جهاراً دون أن يحرك ذلك ساكنا لمختلف الجهات الامنية الرقابية فى المحافظة فخلال المدة التى قضاها المهندس سعد الحسينى محافظ كفر الشيخ السابق لم يتم القبض عليه على لصين فقط من سارقى الرمال فى حين انها تسرق يوميا لاستغلالها فى أعمال البناء وصناعة الطوب رغم احتوائها على معادن تستخدمها الدولة المتقدمة فى الكثير الصناعات المدنية والحربية.
 
أحمد الجزايرلى من القوى الشعبية بقرية البرلس يقول: إن سرقة الرمال تتم من خلال الطريق الدولى الساحلى حيث تقوم عشرات سيارات النقل يومياً بعد صلاة العشاء أسفل كوبرى قرية البرلس بتحميل الرمال ونقلها لراغبى البناء وصناعة الطوب.
 
واتهم الجزايرلى كل أجهزة الدولة بالتقاعس عن مقاومة ظاهرة تهريب الرمال السوداء هذه الثروة القومية التى يمكن أن تساهم فى نهوض مصر لافتا إلى أن رمال البرلس تضم 387 مليون طن من المواد النادرة منها خامات (الزيكرون والمونازيت) وهما من الخامات التى تستخدم فى المفاعلات النووية، كما تضم فى مكوناتها (الروتيل والألمينيت) المستخدمين فى صناعة الصواريخ الباليستية وذلك حسب دراسة اعدها علماء من هيئة الطاقة النووية.
 
وأشار إلى ان جانب رمال البرلس السوداء تحتوى ايضا على خامات أخرى تدخل فى صناعة البويات والسيراميك. مؤكدا أن الدراسة ذكرت أن من بين المكونات الموجودة فى رمال البرلس خامات مشعة توجد فى الرمال السوداء نسبة تركيزها 4.5% وهى نسبة عالية وفقا للمعايير العالمية.
 
وحثت الدراسة الحكومة المصرية على الاستفادة من رمال البرلس لكونها تعد ثروة لا تقدر بثمن إذا تم استغلالها بطريقة عملية.
 
ويحذر الدكتور عبدالله علام عالم الجيومورفولوجيا والجيولوجيا بجامعة كفر الشيخ من إهدار رمال البرلس التى تعد ثروة قومية متسائلا عن أسباب تعاقد الحكومة مع شركة أجنبية لتصدير الخامات المتوافرة برمال البرلس ثم تقوم بشرائها من جديد عندما تبدأ فى مشروعها النووى السلمى مما يعنى أنها ستخسر سنويا ما يزيد على 40 مليون طن من هذه الرمال المعدنية الغنية نتيجة التعديات التى تقع على هذه الرمال.
 
ويقول فايد الشاملى مدير شئون البيئة بالمحافظة إن هيئة المواد النووية أجرت دراسة بمنطقة ساحل البحر المتوسط واكتشفت أن الرمال بهذه المنطقة تتضمن عناصر ثقيلة عالية يتطلب استغلالها اقتصاديا، مؤكدا أن 4% من الرمال السوداء تتضمن مواد مشعة منها اليورانيوم وأملاح الذهب والثيريوم والبوتاسيوم.ويضيف مصطفى القصيف "رئيس مركز وطن لحقوق الإنسان" إنه تقدم عدة مرات بشكاوى بسبب إهدار المال العام وسرقة الرمال السوداء التى لا يعرف قيمتها أحد من هؤلاء التى يحملونها ويبيعون المتر منها بـ8 جنيهات ليستخدموه فى البناء وصناعة الطوب.
 
 وأوضح أن لهذه الرمال فائدة كبيرة فى حماية قرية البرلس من الغرق فى حالة ارتفاع امواج البحر عندما تجتاح المنطقة نوة بحرية عنيفة. ويشير محمد موافى " رئيس مركز لحقوق الإنسان " الى أن هذه التلال ثروة قومية طبيعية وذات أهمية اقتصادية وجغرافية لاحتوائها على الملايين من ذرات العناصر الثقيلة والمواد المشعة التى تدخل فى العديد من الصناعات الى جانب استخدامها كعلاج طبيعى ضد أمراض الروماتيزم.
 
وأكد أن هذه التلال حاجز جغرافى طبيعى يحمى شمال المحافظة بمدنها وقراها من الغرق بفعل عوامل النحت والنحر أثناء حدوث النوات.