الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رأس نفرتيتي






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 22 - 06 - 2010


برلين:
لا يمكن تصور أن تكون في زيارة إلي برلين ولا تذهب للجميلة نفرتيتي وتطالع وجهها الجميل من خلف الحاجز الزجاجي في القاعة المهيبة التي خصصت لتمثال وجهها الشهير في المتحف.

والحقيقة أن أجواء الهيبة والاحترام والتقدير إلي حد التقديس لا تقتصر فقط علي الجميلة نفرتيتي إنما تمتد إلي كل مقتنيات المتحف من الآثار المصري، بداية من حوائط شبه كاملة لمداخل معابد حتي التوابيت الجرانيتية في ثلاثة طوابق كاملة.

والتي تحوز الاهتمام الأكبر من رواد المتحف إلي حد التكدس بغض النظر عن وجود أقسام أخري تحوي آثارا متعددة لمختلف الحضارات الإنسانية.. أو هكذا لاحظت يوم الزيارة للجميلة نفرتيتي.

ومهما كان ما يكتب ويحكي عن إبداع المثّال المصري المتجسد في صنع هذا التمثال لوجه الملكة المصرية نفرتيتي بألوانه التي أضفت عليه سخونة الحياة.. إلا أنه لا يمكن أن يعوِّض النظر إلي التمثال دقيق التفاصيل عند كل ثنية من ثنيات الوجه وحتي الأذن المكسور جزء صغير منها لا تكاد تلاحظه.

وللحظة فكرت في عودة "رأس نفرتيتي" إلي مصر.. واستعدت ما يتردد بين وقت وآخر من مطالبات في مقالات ترجو هذه العودة.. وما يدور عن مفاوضات وجهود تبذل لإعادتها.. وهو جهد حميد ومشكور.. يطال أيضا الآلاف من الآثار المصرية المغتربة.. التي إن عادت إلي مصر.. لا أشك أنها ستلقي كل هذا الاهتمام والرعاية والتقدير عندما تعرض في المتحف المصري الجديد.

ولكن نظرة واقعية محسوبة إلي هذا الحشد من رواد المتحف الألماني من حولي الذي تجمع ليس فقط في قاعة نفرتيتي إنما في الأدوار الثلاثة في قسم الآثار المصرية.. جعلني أميل بشدة إلي الرأي المنتصر إلي عدم العودة، لا رأس نفرتيتي ولا غيرها من الآثار المصرية.. بغض النظر عن قانونية المطالبة باستعادة هذه الآثار أو الجهود التي تبذل في هذا السياق.

إذ لا يمكن أن تتوافر لأي دولة في العالم أدوات حملة دعاية تدعم حركة السياحة إليها وزيارتها.. مثلما توفر الآثار المصرية من أداة دعائية لا مثيل لها في دعم السياحة إلي مصر.

ومن ثم أرجو صادق النية ومرتاح الضمير من الدكتور زاهي حواس أن يميل إلي هذا الرأي ويناصره.. فالانطباع الفخور مذهل.. والحرص علي رؤية «المصريات» من رواد المتاحف لا حدود له.