الأربعاء 18 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عمار علي حسن في كتابه الجديد «انتحار الإخوان» أسباب سقوطهم وكيف يحملون داخلهم بذرة فنائهم




«انتحار الأخوان.. انطفاء الفكرة وسقوط الأخلاق وتصدع التنظيم»، كتاب جديد للباحث السياسي عمار علي حسن، يتناول فيه أسباب سقوط الإخوان في غضون أقل من عام تقلدوا فيه السلطة في مصر رغم سنوات تواجدهم في المجتمع منذ ثمانين عاما.
يستعرض عمار علي حسن في الكتاب الصادر عن دار نهضة مصر كيف فقد الإخوان التعاطف مع أفعالهم التي تناقضت مع أقوالهم بعد أن باتوا علي سدة الحكم ورغبتهم المحمومة في التمكين من مفاصل الدولة ومؤسساتها بلا كفاءة ولا رؤية. واسباب فكرهم الإقصائي الذي شابه التعالي علي كل من لا ينتمي لهم ولفكرهم، فلم يصدقوا أنهم يصنعون نهايتهم في مصر الا بعد خروج المصريين عليهم في الثلاثين من يونيه من العام 2013 رافضين أكاذيبهم وتصريحاتهم المكفرة لهذا الفصيل أو المخونة لذاك الآخر.
هكذا يرصد دكتور عمار علي حسن في كتابه «انتحار الإخوان» ما حدث للأخوان خلال عامين ونصف أعقبا ثورة 25 يناير من العام 2011. كيف ركبوا الثورة وكيف صعدوا علي اكتاف المصريين الذين كانوا تواقين للحرية والعدالة الاجتماعية، الي سدة الحكم و رأسه ليمارسوا عليهم أقصي درجات الاستبداد والاقصاء والعنف دون أي محاولة لتجميل صورتهم أو التريث في اقتناص المكاسب التي سعوا لها عبر اكثر من ثمانية عقود.
ويناقش الكتاب عبر مجموعة من الادلة والبراهين الحالة الراهنة لجماعة الإخوان وما يواجهونه من موقف رافض لهم شعبيا، منطلقا من فكرة مفادها أن ما حدث لهم كان بمثابة «صعود إلي الهاوية» وليست «لحظة التمكين» كما كانوا يظنون. ويستعرض عبر فصوله مظاهر السقوط الأخلاقي للجماعة ولماذا فشلوا في إدارة الدولة، وتأثير ذلك علي تغير الصورة النمطية للجماعة في المخيلة الشعبية من الإيجابية إلي السلبية.. والتي عبر عنها المصريون عبر النكات وحديث الشارع والجرافيتي. كما يحلل دكتور عمار علي حسن علاقة الإخوان بالجيش، والفرق بين ما يفكر فيه الشباب وما يفكر فيه الإخوان. وكيف خرجوا علي المشروع الثوري، وتعاملهم مع ما جري باعتباره فرصة للجماعة وليست ثورة للشعب. وطبيعة العلاقة بين الإخوان بالسلفيين وهل هي علاقة عناق واتفاق أم فراق ومصالح؟ ويناقش الكتاب منهج الإخوان كطائفة اجتماعية ودينية من خلال تحليل مناهج التثقيف والتربية داخل الجماعة، والأناشيد التي ترددها، وحقيقة عودة التنظيم الخاص ومظاهر العنف الإخواني، وطبيعة الاقتصاد في الفكر الإخواني، وهو ما يصفه الكاتب عمار علي حسن بالرأسمالية المتوضئة. كما يستعرض الكتاب بعض خفايا تنظيم الأخوان ومنها علي سبيل المثال كيف أنهم لديهم صقور وحمائم داخل التنظيم، فيصدرون الوجوه الباسمة -وهم قلة- للاعلام، بينما يتحكم المتجهمون والمتزمتون في صناعة القرار من خلف الستار. تجمعهم العائلة الأيديولوجية من خلال علاقات المصاهرة والنسب التي تصبغ الشخصية الإخوانية بختم الطاعة. ثم لا يتركك الكتاب دون تحليل لطريقة تفكير الرئيس المعزول محمد مرسي وطبيعة الأفكار التي كانت تعشش في رأسه وتأثيرها علي أسلوب اتخاذه للقرارت.
ويأخذك الكتاب للحديث بالتفصيل عن مركز جمع المعلومات والبيانات في الإخوان عبر ما يسمي بجهاز مخابرات الإخوان، الذي يمارس دوره ومهامه علي المنتمين للأخوان وغير المنتمين لهم وعلاقة ذلك بالتنظيم الدولي والخروج علي الفكرة الوطنية. ثم يختتم الكتاب فصوله بالحديث عن البدائل التي يحتاجها المجتمع ومنها الحاجة إلي التصوف، واحياء المشروع الإسلامي، وتعزيز المسار المدني.