نصيحة الرئيس الغالية

محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 25 - 06 - 2010


مرة جديدة.. ليست الأولي ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة.. التي يؤكد فيها الرئيس مبارك علي قاعدة أساسية لم يحد عنها للحظة واحدة وتحت أي ظرف من الظروف منذ تولي المسؤلية وهي عدم التدخل بشكل أو بآخر فيما يخص القضاء والقضاة.

وليس سرًا أن عديدًا من المواقف السابقة قد طلبت التدخل الرئاسي ولكنها سمعت نفس الإجابة الرئاسية وآخرها في اجتماع الرئيس بالهيئة البرلمانية للحزب الوطني في الأول من أمس علي خلفية الأزمة التي اشتعلت بين المحامين والقضاة.

فالحكم القضائي الذي أثار المحامين ويرونه متسببا في أزمة متصاعدة لا يتم التعامل معه إلا بحكم قضائي آخر يصدر من درجة أخري من درجات التقاضي وهو السبيل الوحيد لإزالة آثار هذا الحكم وليس بالإضراب والاحتجاج والاعتداءات علي منصات القضاء واحتجاز القضاة داخل غرف المداولة وفي دورات المياه.
والمحامون ذ القضاء الواقف ذ هو أول من يدرك هذا السياق والذي يحكم طبيعة عملهم اليومي داخل قاعات المحاكم علي اختلاف درجاتها.. ويدركون أيضا أن الحصول علي مكتسب فئوي أو مصلحة فئوية لا يمكن أن تتم بهذا الأسلوب الذي أول ما يتسبب فيه هو عرقلة المصلحة العامة للآلاف من المواطنين داخل قاعات المحاكم. بغض النظر عن هذا الموقف شكلا ومضمونا محاولة للتأثير علي القضاة ذ القضاء الجالس - بما لا يمكن تبريره ولا تمريره ولا قبوله.
ومن ثم فإن النصيحة الغالية التي نصح بها الرئيس مبارك أهل القضاء الجالس والقضاء الواقف.. أسرة العدالة.. في وجوبية تدخل العقلاء من أهل القضائين لحل هذه الأزمة بالعقل والحكمة وإعلاء القانون.

يجب أن تكون الحل الأمثل والمخرج الوحيد الذي ينهي هذه الأزمة وتداعياتها علي القضاة والمحامين قيمة ومعني ومهنة.. وحرصا علي العدالة.
لعل الله سبحانة وتعالي يوقظ الضمائر ويهدي النفوس.. ويحفز العقلاء علي التدخل لإنهاء هذه الأزمة المؤسفة ويقي الوطن من شرورها الظاهرة والمخفية.

[email protected]