الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مسرح الدولة الخروج من الأزمة «3»





ناصر عبد المنعم
تناولت في مقالين سابقين وصف المشهد المسرحي في مصر
وكيف تبدو الصورة غائمة ومحبطة بفعل غياب التصورات العلمية حول التطوير ،  وعدم توافر إرادة جادة وحقيقية علي مدار عقود لدي الدولة ،  للنهوض بالمسرح وعودته الي سابق عهده .. كما طرحت ملامح خارطة طريق للخروج من الأزمة عبر : إعادة هيكلة المؤسسات المنتجة للمسرح والتابعة للدولة وإعادة مفهوم الفرق المسرحية والارتقاء بالمستوي المهني للعاملين بفرق مسرح الدولة والمواجهة (الحقيقية) لمشكلات البنية الأساسية لدور العرض المسرحية .. وها أنا أواصل خطوات الخروج بخطوة هامة وهي اعتماد سياسة تسويقية للمنتج المسرحي علي أسس علمية عبر :
التعاقد مع إحدي شركات التسويق المشهود لها بالنجاح للقيام بمهمة تسويق العروض المسرحية .
إنشاء وحدة للتسويق تضم مجموعة من العاملين بالمؤسسات بعد اجتيازهم دورات تدريبية علمية في هذا المجال.
تطوير الدعاية والإعلان باستخدام المواقع الإلكترونية الاوسع إنتشارا علي شبكة الإنترنت، بالإضافة إلي مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة وتكثيف الدعاية في أماكن التجمعات الجماهيرية مثل النوادي والجامعات والمحلات الشهيرة .. مع الامتناع عن ممارسة الشكل السائد والعقيم في الإعلان بالجرائد الرسمية التي تعاني أساسا من ضعف التوزيع . 
ثم تأتي خطوة إعادة النظر في آليات العملية الإنتاجية برمتها، عبر تحديد شرائح مالية لإنتاج عروض الفرق، غير مسموح بتجاوزها ، مع اعتماد تخصيص مالي لكل فرقة، علي أن تلتزم كل فرقة بالعمل في حدود الإعتماد المخصص مع ضرورة وجود توازن نسبي بين التكلفة الإنتاجية والمردود بشقيه (الثقافي والمادي ) دون النظر إلي تحقيق أرباح ، لتناقض هذا مع فكرة الخدمة الثقافية التي تم إنشاء مسرح الدولة لتحقيقها ، مع إعادة تدوير الخامات بأنواعها المختلفة ،  ووضع معايير تضمن تحقيق مبدأ العدالة في تشغيل أعضاء الفرق المسرحية علي مدار العام ..مع إقرار آليات المحاسبة وتقييم إنجاز كل فرقة في نهاية كل موسم وفقا للحقائق والإحصاءات..
ثم تأتي ضرورة إصدار لوائح مالية جديدة لزيادة أجور ومكافآت الفنانين بما يتناسب ومتطلبات الحياة ،  حيث إن اللوائح المعمول بها قديمة وتجاوزها الزمن .
وتاتي أهمية إنشاء وحدات للبحوث والدراسات داخل المؤسسات المسرحية ،  بغرض دراسة المتلقي ،  وإنشاء قاعدة بيانات وإحصاءات تتعلق بنوعية الجممور الذي يرتاد المسرح والجمهور المستهدف .
وأخيرا يمنح الحراك السياسي والاجتماعي فرصة تاريخية للمسرح في الخروج الي فضاءات مسرحية جديدة خارج الأبنية التقليدية وصولا إلي الجمهور الأوسع ،  واختبار موضوعات وتقنيات جديدة عبر مسرح الشارع والقهوة والجرن ..الخ ..مع الوقوف علي التجارب السابقة في هذا المجال محليا ودوليا .