الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

آمال ابنة الشيخ محمود علي البنا في ذكري رحيله لـ«روزاليوسف»: والدي كان يقوم بتحفيظنا القرآن الكريم بنفسه.. لكن لم نستطع حفظه في الصغر كاملاً





الشيخ محمود علي البنا علم من أعلام نجوم التلاوة، استطاع أن يكتب اسمه بحروف من نور في عالم التلاوة ويتبوأ في سن مبكرة مكانة متميزة بين مشاهير القراء ونجومها، فكان أصغر القراء - 20 عاما - وقت اعتماده قارئاً متميزاً بالإذاعة المصرية في 1948م  بعد توفيق الله وشق الطريق إلي قمة الشهرة في سهولة ويسر منقطعة النظير وفي زمن قياسي احتل مكانته بين نجوم القراء العرب والمصريين وكان من أبرز الداعين لتأسيس أول نقابة للقراء في مصر، حصد الشيخ البنا خلال مشوار حياته القرآنية الجوائز والنياشين وشهادات التقدير من معظم البلاد العربية والإسلامية كما منحه الرئيس السابق محمد حسني مبارك وسام العلوم والفنون من مصر تقديراً لاسمه بعد رحيله، وختم حياته بإقامة مجمع إسلامي كبير في بلدته شبراباص ومسجدا يحمل اسمه، وتحتفل أسرته هذه الأيام بذكري رحيله، بزيارة مقامه في مسجده وتلاوة آيات الذكر الحكيم.
ويستطيع محبو الشيخ محمود علي البنا ان يتابعوا أندر تلاواته القرآنية علي شبكة النت، بالموقع الخاص الذي أنشأه محبوه ويحمل عنوان «محبي الشيخ البنا» ويمكن للباحث في هذا الموقع الاستماع إلي تسجيلات نادرة للشيخ البنا بالصوت والصورة كروان يصدح بالقرآن وذلك خلال مراحل حياة الشيخ المختلفة التي تبدو خلالها تغيير طبقات صوت الشيخ مع تغير مراحل حياته حتي إن المستمع يلاحظ ما وصل إليه صوته العذب من نضج زاد صوته حلاوة علي حلاوته.
كما يمكن لرواد موقع البنا أن يستعرضوا صور الشيخ النادرة مع رؤساء مصر وشخصيات عامة ومشاهير القراء في البلاد العربية والإسلامية المختلفة، وكذا ألبومه العائلي الخاص وصوره النادرة مع أبنائه وأقاربه وأصدقائه، وأوراقه الخاصة وشهاداته وجوائزه، وقصة حياته بفصولها كاملة تحكي رحلته الطويلة مع القرآن سجلتها بمداد القلب ابنته الأديبة آمال البنا، التي التقينا بها في حوار حول علاقتها بوالدها الشيخ الجليل وتأثير القرآن في حياتها وامتداد تأثيره إلي أبنائها وأحفادها.
■ ما تعليقك علي انتشار قراءة الشيخ علي البنا عبر الإنترنت؟
- لم يجل بخاطر والدي خلال حياته التي لم تشهد ظهورا لشبكة النت الإلكترونية أن يأتي يوما يصبح كل شيء عن تاريخه المشرف في متناول الجميع علي هذا النحو الذي يسهل الوصول إليه علي شبكة النت بالصوت والصورة كما نتابعه الآن، وبالقطع لو كان والدي بيننا الآن لأسعده هذا الأمر كثيرا وربما أضاف إليه مالا نعرفه، فقد كان والدي صاحب عقلية متقدمة كان يسبق بها عصره بالكثير.
■ وما الفرق بين حياة أبناء القراء عنه في حياة عامة الناس؟
- الناس تنظر لأبناء حفظة القرآن والمشايخ نظرة خاصة فتتوقع منهم المثالية في كل تصرفاتهم وكأنهم ملائكة! متناسين أن أبناء المشايخ بشر مثل عامة الناس وأن حفظ القرآن منحة من الله يرزق بها من يشاء، فمثلا في طفولتنا المبكرة كانت الناس تتوقع منا أن نكون قد حفظنا الكثير من القرآن كما حدث مع والدي في طفولته، متناسين أن الله تعالي قدر له أن يحفظ القرآن كاملاً في العاشرة من عمره. وهذا مالم نستطع ان نحققه في طفولتنا، لكن والدي رحمة الله عليه كان يحب أن يعلمنا القرآن فكان لنا شيخا ضليعا يدرس لنا القرآن دروسا خاصة بالبيت طوال العام وفي إجازاتنا الصيفية وكان والدي يراجع لنا الحفظ بنفسه، وتلك كانت مهمة شاقة علي الأب لكثرة عددنا «7 أبناء» وهم اللواء شفيق البنا والكاتبة آمال والمهندس علي والمحاسب أحمد والطبيب محمد ورجل الأعمال شريف والسيدة ناهد البنا وكان من غير المسموح لنا بالخطأ في القرآن.
■ كيف اهتم والدك الشيخ بموهبتك المميزة في الكتابة؟
- كان لوالدي طموح في تنشئتنا علي العلم لأنه كان يؤمن بأننا خلقنا لزمن ليس بزمانه فأراد ان يعدنا لذلك إعداداً جيداً بدأه بالتعليم، فاهتم بتعليمي وحرص علي متابعة أحوالي في المدرسة في كل مراحل تعليمي واشترط علي زوجي لإتمام الزواج أن ألتحق بالتعليم الجامعي قبل زواجي حتي تخرجت من كلية التجارة، وكان لوالدي الفضل الأول في تشجيعي للحصول علي شهادتي الجامعية التي كانت سبباً في التحاقي بالصحافة واحترافي الكتابة، فحرصت ان تكون أول أعمالي الأدبية ومؤلفاتي هي قصة حياة والدي، ليجني ثمار عطائه في دنياه الآخرة.
■ وكيف امتد هذا التراث القرآني في أسرتك إلي الأبناء؟
- قالت: إبني المهندس «وائل صلاح» من الجيل الأول لأحفاد الشيخ البنا، وهبه الله منذ الصغر حساً مرهفاً يستطيع ان يتذوق به الأصوات والأنغام ساعده علي تذوق القرآن وجمالياته وكبرت معه هذه الحاسة بمرور الأيام فأصبح من السهل عليه ان يميز صوت جده الشيخ محمود علي البنا من بين أصوات مشاهير القراء بدءاً من الاستعاذة التي تسبق التلاوة، ولديه إلمام جيد بأحكام التلاوة والتجويد، ويطيب لي ان استمع إلي أدائه حفظاً وترتيلا في تلاوته لسورة مريم، وكذلك ابنتي  «نانيس» تتابع بنفسها مراجعة حفظ أطفالها «عمر وعزالدين» للمزيد من القرآن في الإجازة الصيفية وبالفعل ظلت النبتة القرآنية التي غرسها والدي الشيخ البنا بفضل الله في قلوبنا منذ الصغر حتي امتدت للأبناء ومنهم إلي الأحفاد.
■ وماذا عن الأحفاد؟
- رزقني الله بيوسُف حفيداً مميزاً لابني المهندس وائل صلاح أول أبنائه أسماه «يوسف» تيمناً باسم النبي يوسف الصديق عليه السلام ، أصبح «يوسف» من الجيل الثاني لأحفاد الشيخ البنا، وحرص والده المهندس وائل أن يورثه القرآن فبدأ يُعلمه منذ نعومة أظافره فحفظ حتي الآن - 6 سنوات- جزئي عم وتبارك، وبعيداً عن دراسته المدرسية للقرآن الكريم في المدرسة كلف والده أيضاً مدرساً خاصاً بمتابعة «يوسف» وتحفيظه المزيد من سور القرآن في منزله أيام المدرسة وفي الإجازات انتهاجاً لسياسة جده الشيخ في تنشئتنا في ظلال القرآن، وكانت ثمرة ذلك ان حصل الصغير «يوسُف» علي المركز الأول في حفظ القرآن في مدرسته هذا العام في أول شهادة يفخر بها صغيراً في حياته المدرسية، علقها والده علي جدران حجرته لتظل أمام عينيه تحفزه علي مزيد من النجاح بعدما كتب الله للصغير التفوق والتميز بالقرآن حتي إن شقيقته الصغيرة «لي لي» برغم أنها لم تصل الي سن المدرسة إلا أنها تردد مقلدة وراء تلاوة يوسف بعض كلمات القرآن في محاولة تنبيء ببزوغ موهبتها في القرآن، ويتمني المهندس وائل صلاح لصغيره «يوسُف» ان يحفظ في أيامه القادمه سورة يوسف الذي يتطابق فيها اسمه مع اسم السورة ، ليتعلم الصغير الكثير مما جاء في السورة من المواعظ والعبر المستخلصة من السورة.
ويحرص الأب وائل ان يروي ليوسُف قصة هذه السورة ليعرف الصغير لماذا اختار له والده اسم يوسُف من بين الأنبياء؟ وأدعو الله ان يكون للصغير يوسُف نصيباَ من اسمه ليكتب له الله أن يرث عفة النبي يوسُف «عليه السلام» وصبره وحكمته وإيمانه الشديد بالله ويجازي والده خير الجزاء علي حرصه بتعليم «يوسف» القرآن.