الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مراكز تدريب تبيع الوهم للطلاب في سوهاج





إعلان ضخم علي صدر صحيفة محلية واعلانات مطبوعة علي ورق فاخر توزع في الشوارع والاذاعات المحلية يصدح صوتها في الاذان والميكرفونات المحملة علي السيارات تجوب القري حاملة البشري وقدوم الخير بفرص للالتحاق بمعاهد علمية تؤهلك لافضل أنسب فرص العمل ولكي تلتحق بهذا المعاهد عليك أن تكون حاصلا علي الشهادة الثانوية سواء كانت ثانوية عامة أو فنية أو أزهرية من وسائل الابهار في الاعلانات يخلع كل معهد من هذه المعاهد أوصافا ما أنزل الله بها من سلطان.. فهذا المعهد هو الاول في صعيد مصرالذي يمنحك شهادة متخصصة في مجال السياحة والفندقة أخر يؤكد انه يؤهلك لاحتراف مهنة التمريض بشهادة رسمية معتمدة تفتح لك ابواب كبري المستشفيات وثالث يقول معهدنا الوحيد الذي يوفر لك فرصة العمل المناسبة في البنوك المصرية والاجنبية بعد حصولك علي شهادة الحاسب الالي من المعتمدة من المعهد الذي يؤجل التجنيد.
ولانه حلم العمل في شركات البترول اصبح طموح كل شاب لم يترك اصحاب هذه المعاهد الوهمية المجال فارغا فلابد من الاستفادة منه لذلك ظهرت معاهد تؤكد في إعلاناتها هذا المعهد الوحيد الذي يوفر التدريب في مجال البترول والقيام برحلات ميدانية للتنقيب عن البترول في كبري الشركات بالصحراء الغربية وبعد تخرجك نضمن لك الوظيفة المناسبة لمؤهلك في هذه الشركات من خلال اتفاقيتنا الموقعة معها اغتنم الفرصة لن نقبل أكثر من 200طالب من أجل توفير الجو المناسب للدراسة بادر بالالتحاق بعد كل هذه الاغراءات الاعلانية وألتحاق الشباب بهذه المعاهد يكتشف الطالب انه اشتري الترماي أو العتبه الخضرا علي طريقة اسماعيل ياسين في فيلم العتبه الخضراء وانه تعرض لخديعه كبري ضاعت معها امواله واحلامه..ويكتشف ان هذه المعاهد مجرد مراكز تدريب وشهاداتها ليست معتمدة من وزارة التعليم العالي بل إنها ليست لها للتعليم العالي أي صلة بها أصلا وإنما تتبع التربية والتعليم التي تصدق فقط علي شهادتها.. ولكي تبدأ مشروعا من هذا النوع يدر عليك دخلا كبيرا لا تحتاج سوي الي شقة صغيرة في مكان ما عبارة عن ثلاث غرف إحداها للادارة والصالة للاستقبال والغرفتان الاخريان تستخدمان قاعات تدريس يذهب اليها الطلاب الحاصلون علي المؤهلات المتوسطة وخريجو الثانوية العامة والازهرية ومن تراودهم الاحلام في الحصول علي مؤهل عال.
وعندما يريد خريجو هذه المراكز او المعاهد معادلة شهاداتهم تبدأ الصدمة المرعبة حيث يفاجأون بأنهم وقعوا ضحية لهذه المعاهد ويكتشفون انها مراكز تدريب لا أكثر وانهم اشتروا الوهم بسبب عدم اعتراف الجهات المختصة بالشهادات التي تمنحها تلك المراكز والنتيجة ضياع مستقبل واموال هؤلاء الخريجين.. الغريب أن معظم هذه المراكز داخل شقق صغيرة في مناطق عشوائية وبعضها في بدرومات العمارات والاكثر غرابة أن بعض المراكز يطلق عليها اصحابها اكاديميات وأنها تمنح شهادات معتمدة من الجامعات الاوروبية والدولية وفي مقدمتها الجامعة الامريكية واكاديمية كمبردج.
أحمد هريدي شاب في العشرين من عمره تخرج من الثانوية الازهرية بمجموع 71% راوده حلم الالتحاق بوظيفة في شركة بترول كما يطمح أي شاب في الحصول علي دخل كبير يوفر له حياة كريمه فتقدم لاحد هذه المعاهد ورفض الالتحاق بكلية التربية الرياضية وكلية الشريعة والقانون وفضل الالتحاق بمعهد يسمي "اجيال الدولي"وحسب اعلانات هذا المعهد انه متخصص في تدريس الطلاب في مجال البترول ويؤجل التجنيد ويوفر تدريبا عمليا في شركات البترول والشهادة موثقة من كلية بترول السويس وبعد ان دراسة دامت عامين اكتشف أحمد ان الشهادة التي حصل عليها ماهي الا شهادة دبلوم تدريبي.. وضاع حلمه واسرته في ان يكمل دراسته الجامعية ويحصل علي مؤهل عالي.
أما مهندس البترول محمد صبري فبعد تخرجه من كلية هندسة البترول في السويس وقبل أن يلتحق بإحدي شركات البترول في البحر الاحمر بحث عن عمل فتقدم لشغل وظيفة في أحد هذه المعاهد بمدينة الكوثر وعندما ذهب لأستلام عمله هناك اكتشف ان هذه المعاهد مجرد مراكز تدريب دون المستوي وانها تبيع الوهم لمن يدرسون بها فترك هذه الوظيفة بعدما وجد أن اصحاب المركز يدعون في اعلاناتهم لجذب الدارسين بأنهم يوفرون فرص عمل في البترول رغم انه خريج كلية هندسة البترول ظل عاطلا عن العمل لمدة عامين فكيف لهذا المعهد الذي تبين انه ليس بمعهد وانما مركز تدريب ان يوفر فرص عمل في شركات البترول.