حساب نواب العلاج
محمد عبد النور
محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 25 - 07 - 2010
انفتح الجرح وبدأت الروائح العفنة تخرج منه لتلتصق في هذا السياق بنواب عن الشعب باعوا وأشتروا وتاجروا بضعف وتربحوا من عجز وحاجة غير القادرين علي تكلفة العلاج وكانت لهم قرارات العلاج علي نفقة الدولة الباب الوحيد للحصول علي فرصة في العلاج تبدو مستحيلة.. وبدأ كشف شركائهم في المستشفيات الخاصة والاستثمارية ممن استفادوا بشكل مباشر من هذا التلاعب غير المحدود من نواب العلاج علي نفقة الدولة.
وفي هذا السياق نستطيع أن نفهم هذا الهجوم الكبير - برلمانيا وإعلاميا - الذي تعرض له وزير الصحة د.حاتم الجبلي عندما فتح ملف مثل هذه العينة من نواب الشعب ونستطيع أن نستوعب أيضا هذه المقاومة الشرسة أيضا برلمانيا وإعلاميا للضوابط التي أعلنتها وزارة الصحة لتنظيم وضبط آلية العلاج ضمانا لحصول غير القادرين علي حقهم في العلاج المجاني الذي أقرته الدولة كواجب اجتماعي ورصدت له الحكومة مخصصات بالملايين من الجنيهات.
إذ إن "السبوبة" للنائب ومدير مكتبه وللوسيط أيضا قد اغلقت في وجه أصحابها.. مبالغ نقدية لتسهيل الحصول علي القرار أو مجاملة لزرع شعر أو شفط دهون أو حتي تجارة في أجهزة تعويضية وغيرها وكله علي حساب الدولة وخصما من رصيد غير القادر وفرصته في العلاج المجاني.
مما يستوجب معه الحساب العسير لكل نائب من نواب العلاج علي نفقة الدولة اجرائيا وجنائيا وسياسيا.. بسرعة الانتهاء من التحقيقات والملاحقه القضائية قبل أن تنتهي تلك الأشهر القليلة التي تسبق انتخابات مجلس الشعب القادمة حتي لا نفاجأ بترشح هذا النائب أو ذاك في الانتخابات فتتاح له الفرصة من جديد لحصانة جديدة، فيبدأ تلاعبا جديداً ويفتح بابا لسبوبة جديدة تخصم من رصيد غير القادرين وعلي حساب الدولة أيضا.. ومثل هؤلاء لا يعدمون وسيلة في التربح والمتاجرة وأيضا الابتزاز والمزايدة..ليس النواب فقط وإنما أيضا شركاؤهم في المستشفيات الخاصة والاستثمارية.. وعليهم أن يدفعوا الثمن.
لقد أعلن صفوت الشريف الامين العام للحزب الوطني أن قائمة مرشحي الحزب لانتخابات مجلس الشعب القادمة ستخلو ممن يخاصمهم الرأي العام .. وفي هذا الاعلان ضمانة.. ليس فقط لصورة الحزب الوطني شعبيا وسياسيا .. سمعة وأداء .. وإنما أيضا للاصوات الانتخابية أمام صناديق الاقتراع.. ضمانة للسمعة الطيبة والأداء الوطني.. ومن ثم فإن من هم علي شاكلة نواب العلاج علي نفقة الدولة لن يكونوا ضمن قائمة مرشحي الحزب الوطني.