الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الدم علي الأسفلت






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 03 - 08 - 2010


قالوا قانون المرور ضعيف يحتاج إلي تشديد ومواد صارمة وعقوبات مشددة حتي يعود العقل إلي أصحابه من سائقي السيارات ..ملاكي وأجرة وميكروباص ونقل .. وتحمسنا للقانون الجديد وانتصرنا لمواده المشددة وعقوباته التي تصل في بعض الأحيان إلي منع القيادة لمدة معلومة وفي أحيان أخري للسجن أشهر أو سنوات.. ربما تتغير الأحوال ويصبح الناس أكثر حرصاً علي سلامتهم الشخصية وسلامة أبنائهم وممتلكاتهم.

ولكن فجاجة وقوع الحوادث وتقارب توقيتات وزيادة عدد المصابين والقتلي بسبب رعونة هذا السائق وتحشيش هذا السائق و"استهبال" هذا السائق وإهماله وتواكله أثبتت أن لا قانون ولاعقوبة مهما بلغت شدتها وغرامة مهما كانت قيمتها.. تنفع أو ستنفع مع النفوس المستهترة.

وآخرها الحادث الدامي الذي وقع بالأمس علي كوبري المنيب وتسبب في مقتل 5 وإصابة 16 في اصطدام عشر سيارات، وقبله بأيام حوادث أخري علي طرق الصعيد وطريق الإسكندرية الصحراوي بل حتي داخل العاصمة القاهرة وسقوط السيارات من أعلي الكباري.

كيف يمكن تفادي هذا النزيف من الدماء علي الأسفلت..؟ كيف يمكن منعه..؟.. كيف يمكن حماية الأرواح البريئة التي تضيع في هذه الحوادث ولا ذنب لها سوي أنها موجودة في المكان والزمان غير المناسبين؟

الإجابة ليست عند القوانين والعقوبات والغرامات.. فهي موجودة وتنفذ ولا تحتاج إلي تغليظ أكثر مما فيها وإلا ما وقعت هذه الحوادث.. ولا حتي في وجود شرطي علي رأس كل سيارة.

وإنما عند الناس في داخلهم في إحساسهمبالخطر والخوف علي حياتهم وممتلكاتهم وحياة الآخرين وممتلكاتهم.. والتي أكاد أجزم أنها لم تصبح موجودة علي الإطلاق والدليل هذه الدماء التي تسيل يوميا علي الأسفلت.


لا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير.