هدايا الوطني الرمضانية

محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 15 - 08 - 2010


شخصيا.. أتمني ان تدوم ايام الشهر الكريم طوال ايام العام.. لا لأنها فقط ايام ثواب وعطاء ورفع للذنوب.. وانما لما يدخل بيوت الفقراء والأكثر احتياجا فيخفف من الضغط علي تفاصيل حياتهم اليومية حتي ولو كانت "شنطة" أرز وسكر وزيت.. يلجأ لها في رمضان الأغنياء والقادرون كوسيلة لإراحة ضمائرهم باعتبار ان هذا الشهر الكريم شهر استهلاك قد يفوق طاقة غير القادرين فيكونون قد اظهروا اداءا لواجبهم الاجتماعي بغض النظر عما اذا كان هذا الأداء للواجب الاجتماعي يؤدي في بقية شهور السنة أو لا.

ومعهم بعض من السياسيين والحزبيين في دوائرهم استخدموا "الشنطة" الرمضانية وسيلة تواصل يرونها ضرورية خاصة مع اقتراب الانتخابات فيطبعون عليها اسماءهم وصورهم الشخصية وانتماءهم الحزبي بغض النظر عن ان الشعبية لا تتحقق الا باتصال متواصل طوال اشهر السنة والسنة التي قبلها والتي قبل قبلها مع اهل الدائرة الانتخابية في جميع صور الاتصال والتواصل وتحقيق الخدمات.. بغض النظر ايضا عما اذا كان هؤلاء سيصبحون من ضمن مرشحي الحزب للانتخابات القادمة ام لا.. فالحزب الوطني لم يعلن مرشحيه لانتخابات مجلس الشعب القادمة.. حيث يأتي اختيار مرشحي الحزب عن طريق آليات تنظيمية معينة ومحددة.. ليس من بينها المرشح الأكثر توزيعا للشنط الرمضانية.

وهو الفارق الشاسع بين غرض من يعتبر نفسه مرشحا افتراضيا باعتبار "شنطة رمضان" سلعة انتخابية.. وبين الفلسفة التي تحكم قيام حزب الاغلبية بتوزيع هذه السلع التموينية علي غير القادرين باعتبارها عملا تكافليا مؤسسيا وتضامنا اجتماعي يدخل ضمن سياق اداء الحزب الوطني لواجباته الاجتماعية تجاه من هم اكثر احتياجا.. والتي لا ترتبط بشهر من شهور السنة ولا بموسم من المواسم.. انتخابية او غيرها.. ولا تفرق بين من يملك صوتا انتخابيا او من علي باب الله.. وانما لكل مقام مقال.

ومن ثم فإن اداء الحزب الوطني لواجباته الاجتماعية يأتي في اطار تراتبي متواصل و مستمر.. تنظيم القوافل الطبية العلاجية.. الحملات الخدمية كحملات التبرع بالدم.. والقوافل الشبابية.. والمساهمات في مشروعات الاعمال الخيرية.. والي المساندة المباشرة لقطاعات من البسطاء الذين لحق بهم ضرر مأساوي كحادث سقوط صخرة الدويقة او نتيجة للسيول التي سقطت علي اهلنا في اسوان و سيناء.. وغيرها مما لا تستطيع هذه المساحة حصره.. علي مدار هذه السنة والتي قبلها والتي قبلها.. مسئوية اجتماعية لا تنتظر مجيء سنة انتخابية او غيرها.. ولا تدخل في اطار الدعاية الانتخابية.

وفي هذا السياق يأتي توجه حزب الاغلبية للفئات الاكثر احتياجا في رمضان بما يتناسب مع احتياج هذه الفئات مع ارتفاع اسعار السلع التموينية في هذه الايام.. وبالوسيلة المباشرة التي تساعدهم علي تلبية احتياجاتهم في ايام الشهر الكريم.. بتوزيع سلع تموينية.. يستفيد منها مليون اسرة في القري الأكثر احتياجا.. وهي كما سماها صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني.. هدايا رمضانية.

رمضان كريم.