الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الرسالة الرئاسية الصارمة






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 16 - 08 - 2010


وهو يفتتح محور صفط اللبن صباح يوم صيام ارتفعت فيه درجة الحرارة والرطوبة إلي مستوي قياسي.. أكد الرئيس مبارك أن مياه النيل لن تتخطي حدود مصر.. في رسالة رئاسية واضحة إلي أن كل نقطة من مياه النيل المصرية ستبقي داخل الحدود المصرية من نصيب الأراضي المصرية.. فالمجال مغلق بالضبة والمفتاح في وجه اية طموحات إسرائيلية في الحصول علي نقطة مياه من ماء النيل مهما انفقت في عمل حثيث لدي دول حوض النيل.. ومهما بلغت تصوراتها في إثارة الوقيعة بين دول المنبع ومصر.. ربما يتحقق حلمها في وصول مياه النيل اليها عبر الحدود المصرية.

وهو حلم إسرائيلي ليس وليد الساعة ولم تصح عليه إسرائيل فجأة وإنما سبقته محاولات ومطالبات تعود إلي أيام معاهدة السلام قبل ما يزيد علي ثلاثة عقود حين ظنت إسرائيل أنه وفي أجواء العملية السلمية أن بإمكانها الطلب من مصر تزويدها بمياه النيل عبر سيناء ومن أول لحظة رفض الرئيس السادات الطلب الإسرائيلي.. ولم يكن الطلب الإسرائيلي في هذا الوقت سرا من الأسرار كما لم يكن الرفض المصري هو الآخر بالسر من الأسرار.. بعد ان تم تناوله -الطلب والرفض- بالنشر الصحفي وفي المذكرات الشخصية للساسة والمسئولين الذين عايشوا يوميات المفاوضات التي ادت الي توقيع معاهدة السلام.

وفي هذا السياق لا يمكن توقع ان تتوقف إسرائيل عن محاولات تحقيق حلمها الأساسي في التزود بمياه النيل طوال تلك السنوات الطويلة الماضية بالسعي لدي دول حوض النيل بشتي الوسائل.. وهو ما لم يغب عن الانتباه المصري أيضا طوال تلك السنوات الطويلة الماضية.. ولن يغب عن الانتباه والقدرة المصرية مهما طالت السنوات القادمة.. وهو ما يكشف بعدا رئيسيا من الابعاد التي طرأت علي ملف مياه النيل بين دول المنبع ودولتي المصب مصر والسودان.

ومن ثم فإن الرسالة الرئاسية في أن مياه النيل لن تتخطي الحدود المصرية.. رسالة صارمة لها ابعاد ودلالات تستوجب الانتباه من الجميع.