الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
لماذا فاز الحزب الوطني؟(2)
كتب

لماذا فاز الحزب الوطني؟(2)




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 02 - 12 - 2010


قراءة تحليلية في النتائج الأولية


(1)


بغض النظر عن الصخب والضجيج الذي صاحب انتخابات المرحلة الأولي، إلا أن هناك مؤشرات مهمة لا ينبغي إغفالها أو التقليل من شأنها:
أولاً: الإقبال الشديد علي الانتخابات، سواء من المرشحين «أكثر من 5 آلاف مرشح» أو من الناخبين «أكثر من 14 مليونًا».. بما يعني أن المجلس أصبح الأكثر أهمية في أية انتخابات.


بلغت نسبة التصويت 35% من إجمالي الناخبين، وفي المرات السابقة كانت تتراوح بين 25% و30%، وكان معظم الناخبين من الشريحة العمرية الأقل سنًا.
(2)
ثانيًا: دارت حوادث العنف والشغب في نفس معدلاتها الطبيعية، وربما كانت انتخابات عام 2005 هي الأكثر عنفًا سواء في الاعتداء علي اللجان أو في المظاهرات الضخمة.
اقتصرت أعمال الشغب في الانتخابات الحالية علي 16 دائرة من إجمالي 44 ألف لجنة، وتم إبطال الصناديق التي ثارت شكوك وشبهات بشأنها.
معظم أعمال العنف والشغب كانت من مرشحي المحظورة، وأكثرها فداحة قيامهم بحرق صناديق التصويت في إحدي اللجان، وهو ما أثار استياء واستنكار المتابعين للعملية الانتخابية.
(3)
ثالثًا: اقتصر التزوير علي 1200 صندوق من إجمالي 89 ألف صندوق علي مستوي الجمهورية «بنسبة 1.5%»، وقامت اللجنة المشرفة علي الانتخابات بإبطالها فورًا.
رغم ذلك كانت الضجة المثارة بشأن التزوير هي الأكثر علوًا من الانتخابات السابقة، ويرجع ذلك إلي التغطية الإعلامية الهائلة ومراقبة المجتمع المدني الكبيرة.
الشكاوي التي تلقتها لجنة الانتخابات بشأن منع بعض المندوبين ووسائل الإعلام من دخول اللجان كانت محدودة للغاية، وتم بحثها وإزالة أسبابها أولاً بأول.
(4)
رابعًا: المؤشرات الأولية تؤكد أن المجلس المقبل سيخلو تمامًا من نواب المحظورة إلا واحد أو اثنين، وهذا ليس بسبب التزوير كما تدعي الجماعة، ولكن لأسباب أخري.
اهتم الحزب الوطني باختيار مرشحين علي مستوي عالٍ من الشعبية والكفاءة والخبرة في دوائر مرشحي المحظورة، وفاز هؤلاء بالضربة القاضية مثل سامح فهمي والمحجوب.
تراجعت شعبية المحظورة كثيرًا في السنوات الأخيرة بسبب لجوئها إلي الدعاية السلبية، وعدم طرح أية برامج أو أفكار، وكان برنامجها الوحيد هو الهجوم ضد الحكومة والحزب الوطني.
(5)
خامسًا: أحزاب المعارضة تعاني من العزلة.. التجمع والناصري والأحرار والأحزاب الجديدة، كلها تدور في فراغ رهيب أدي إلي أنها أوشكت علي الاختفاء.
الأحزاب القديمة التقليدية لم تنجح في خلق كيانات مؤسسية أو شعبية عن طريق الصحف التي تصدرها، وفقدت القدرة علي تفريخ شخصيات قيادية تصنع شعبية وجماهيرية.
الأحزاب مطالبة بشدة بمصارحة الذات والوقوف علي الأسباب الحقيقية لعزلتها، بدلاً من الشماعات المكسورة مثل الطوارئ وهيمنة الحزب الوطني وغيرها من المبررات.
(6)
سادسًا: حزب الوفد هو الوحيد الذي له وجود، بفعل الحركة والنشاط التي دبت فيه بعد تولي السيد البدوي رئاسته، ولو حدث ذلك قبل سنوات لحصد الحزب عددًا أكبر من المقاعد.
أضاع الوفد الكثير من سنوات عمره في حروب استنزاف داخلية آخرها بين نعمان وأباظة وحوادث الاقتحام والحرق وغيرها، مما أثر كثيرًا في صورته أمام الرأي العام.
لو استمر الحزب بنفس الهمة والنشاط والحيوية في السنوات المقبلة، من المتوقع أن يصعد إلي مرتبة حزب المعارضة الرئيسي الذي يحرز عددًا لا بأس به من مقاعد البرلمان.
(7)
لماذا يفوز الحزب الوطني؟ .. لأنه الأكثر استعدادًا وتنظيمًا وجاهزية، ورغم ذلك فقد كانت قياداته تتمني تمثيلاً أكبر وأكثر للأحزاب الأخري.
الحزب الوطني لا يسعده احتكار البرلمان، لأنه يعلم جيدًا أن المنافسة الشديدة هي التي تحفز علي الإبداع والتجويد والخلق وتضع الحكومة دائمًا في حالة استنفار.
المرحلة النهائية في الانتخابات لن تحمل أية مفاجآت أو متغيرات في موازين القوي، ونتيجتها محسومة سلفًا، ولم نعرفها من الكنترول وإنما من مؤشرات المرحلة الأولي.


E-Mail : [email protected]