الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مبارك بعد ما مات» فى مناظرة خاسرة مع عبد الناصر والسادات




إلى شعب مصر أهدت الكاتبة صفاء عبد المرتضى كتابها الجديد «مبارك بعد ما مات» الذى يحتوى على مجموعة من المقالات والخواطر الزجلية كتبت جميعها بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وتم نشرها فى العديد من الصحف الورقية والإلكترونية، وهى كلمات تفجرت من كيان كل مصرى صبور عبرت عنه أحوال الطبقة الوسطى التى أتت منها الكاتبة والتى تمثل الغالبية العظمى من المصريين، الذين بفضلهم كان الإلهام وعنهم جاء الكلام وإليهم تعود الأحكام.
 
بدأت عبد المرتضى كتابة «مبارك بعد ما مات» بعد ثورة يناير وتنحى مبارك عن السلطة، فرصدت فى كتابها عدداً من المشاهدات المجتمعية وحالة التخبط التى عاشها المصريون فى المرحلة الانتقالية، ولم تنس أن تهتم بالمنافقين والمتلونين الذين كانوا عبيدا لمبارك وأعوانه ليكونوا بعد ذلك من أكثر مهاجميه شراسة!.. وتحت عنوان «سمعت فى التحرير» و«إيه جابك تانى التحرير» رصدت عبدالمرتضى فيما يشبه التحقيق الصحفى رؤى وأسباب نزول البعض فى جمعة الأول من إبريل 2011، والتى ارتفعت فها هتافات وشعارات مثل «ياعصام ويا مشير.. احنا رجعنا للتحرير».. أيضا «مبارك والمشير.. إيد واحدة» وشعار «اللى يتكسف من مبارك مايجيبش منه فلوس»، تنوعت آراء المشاركين بالمليونية حول محاولة فهم حقيقة ما يدور بمصر، وعن المطالبة بإعدام مبارك جزاء له لجرائمه بحق المتظاهرين وقتل بعضهم، لتخرج عبد المرتضى من الميدان فى نهاية اليوم متسائلة فى حيرة من أمرها.. من مِن الطرفين على حق؟!.. الحكومة التى تتهم الشعب بالاستعجال أم الشعب الذى يتهم الحكومة بالتباطؤ؟
 
تحت عنوان «تاج الحياء» تعرضت عبد المرتضى لنقطة مختلفة عن سياق الكتاب والتى تناولت فيها ما طرأ من تغيير على شخصية بنات حواء اللاتى أصبحن أكثر حرية فى التعبير عن مشاعرهن أو ولعهن فى تعبيراتهن بشكل مبالغ فيه أدى بالكاتبة لوصف ذلك بأنه عار من الحياء، خاصة أن العديدات أصبحن أكثر جرأة فى التحدث إلى الآخرين عبر غرف المحادثة الخاصة، فما كان من الكاتبة سوى التعنيف شديد اللهجة لمثل هؤلاء مطالبة لهن بأن ينسجن من الفضيلة رداء ومن الكرامة وشاحاً وليكن الحياء تاج رأسهن.
 
فى زجل «مبارك بعد ما مات» تخيلت الكاتبة لقاء تم بين مبارك وناصر والسادات اللذين عاتباه على ما فعل تجاه شعب مصر وطالبته الكاتبة فى الختام بأن يبحث لنفسه مخرجا من الحسنات وليس بالمال.
 
من اللافت فى الكتاب طريقة العرض للنصوص المختلفة والتى صاحبتها صور صغيرة معبرة عن موضوع النص ليصبح الكتاب وكأنه صفات من مدونة الكترونية خاصة بالكاتبة، لتضع صفحات الكتاب بين غلاف اتسم بزرقة السماء طبع عليها صور الزعيم والسادات ومبارك.