السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حب البلاد ومكر العباد




هل تذكرون كم الوعود التى قطعها الرئيس السابق الدكتور محمد مرسى على نفسه أو بالأصح قطعتها جماعته عند ترشحه للرئاسة، أذكر منها على سبيل المثال وعوده بتطبيق شرع الله الذى اتخذته الجماعة وسيلة لكسب أصوات السلفيين ووعوده للعلمانيين وللنصارى بتعديل المادة الثانية من الدستور ولأعضاء الحزب الوطنى الديمقراطى بعدم الملاحقة ولأهالى الشهداء بأخذ حقوقهم وللقضاء بعدم التدخل وللشرطة بإعادة دورها وللقوات المسلحة باحترام خصوصياتها، بالإضافة إلى مشروع النهضة والمائتى مليار دولار المنتظرين على أبواب البلاد لتحسين أوضاع العباد وغير ذلك مما لم يتحقق منه شىء، تلك الوعود التى لم تنفذ جعلت ذاكرتى تستعيد ادعاء الإمام الإخوانى حسن البنا بنسبته إلى التصوف الاسلامى على يد شيخ الطريقة الحصافية فى ذلك الوقت الذى ينتسب بطريقته إلى الشيخ أبوالحسن الشاذلى رضى الله عنه، والتصوف الحق كما قال عنه الدكتور جودة محمد محمد أبواليزيد المهدى أستاذ التفسير والحديث ونائب رئيس جامعة الأزهر وأحد أبرز شيوخ الطريقة النقشبندية رحمه الله أنه روح الاسلام وأن أبرز صفات المتصوف التحلى بالزهد والورع، وأن القاعدة الصحيحة درء المفاسد مقدم على جلب المنافع مع الخوف من الله بالاضافة إلى قول الصوفية حب لأخيك ما تحب لنفسك، كما ان شعار سادة الطريقة النقشبندية: إلهى أنت مقصودى ورضاك مطلوبى، وهى أمور تؤكد أن تصرفات الاخوان بعيدة كل البعد عن التصوف الاسلامى الحقيقى وتضعهم فى دائرة المتصوفين وهم أدعياء التصوف، هذا إن كانوا على منهج شيخهم حسن البنا،فلا روحانيات تحكم تصرفاتهم ولا نصر لله ظهر لنا فى فترة حكمهم، وكما يقول القرآن الكريم (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) فلو كانت أعمالهم خالصة لوجه الله تعالى لتجمع حولهم جند من جنود الله وتآلفت القلوب على حبهم، ودليلنا على فساد عملهم قول النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( ما اجتمعت أمتى على ضلالة) فالعدد الكبير الذى خرج فى 30 يونيو وبعده فى 26 يوليو 2013 والذى كان أقل تقدير له 20 مليونا وأعلى تقدير 35 مليون مواطن مصرى، لا يمكن أن يكون هذا الجمع كما يدعون من مجندى الأمن المركزى وأعضاء الحزب الوطنى أو المأجورين فنحن نتحدث عن رقم يزيد على ثلث الشعب المصرى تقريبًا، ومع ذلك فالإخوان يكذبون العدد ويكذبون الصور ويفترون على من تكبدوا مشقة النزول بوصمهم بالفساد، نحن إذن امام بشر يزيفون الحقائق ويجعلون الدين وسيلة لكسب الأصوات والتعاطف، بل ولا يتورعون عن محاولة تشييع مصر باللجوء إلى إيران ثم عندما لا يتفق ذلك مع المصلحة التى يريدونها يشعلون المجتمع ضد الشيعة ويتسببون فى مقتل أفراد منهم، هم لا يدركون أن أن التصوف منهم برىء، وان الأكاذيب سرعان ما تنفضح وأن المضللين سرعان ما سيفيقون، وأن مصر ستبقى شامخة المعانى وحصنا منيعا عاليا فوق الجميع، رغم كل ما يظهر لنا من تطرف فكرى وأخلاقى وأزمات اقتصادية وسياسية وأمنية.. فنحن عشاقها الذين لن نتنازل عن عودتها سالمة، فحب الأوطان من الإيمان، هكذا علمنا محمد ابن عبدالله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم خرج مهاجرا من مكة إلى المدينة لنشر دين الله،حين قال: (والله إنك لأحب البقاع الأرض إلىّ ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت)، فأين الإخوان من حب النبى لوطنه ونحن نراهم يتمسكون بالسلطة ويحاربون عليها إلى حد تدمير البلاد بأموال لا نعرف لها مصدر، لا تفسدوا علينا ديارنا وأبناءنا عودوا أو اذهبوا فمصر فوق الجميع وحب البلاد أقوى من مكر العباد.