السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ماكين» ومخططات التنظيم الدولى للإخوان




السياسة لعبة لها قواعد سرية مختفية مثل جبال الثلج تحت الماء لا يظهر منها إلا قمة صغيرة هلامية مراوغة متغيرة الألوان كالحرباء.
 
فالسياسة ليست ديناً وإنما هى لعبة يستخدم فيها البسطاء تحت أى شعار  أو ستار ليظلوا مغيبين لا يرون إلا ما يرى من يستغلونهم.
 
لا يستطيع أى شعب فى العالم معرفة الحقيقة كاملة وكم من رجال ونساء اعتبرهم التاريخ قادة عظاما وكانوا فى الحقيقة سفاحين وقتلة.
 
ولقد ظهرت الحقيقة واضحة جلية لتكشف ما يحدث فى مصر الآن وذلك من خلال زيارة عضو الكونجرس الأمريكى «جون ماكين».
 
الغريب المثير للدهشة والتساؤل هو كيف يأمن الإخوان أو غيرهم ممن يرفعون شعار «الشرعية» و«على القدس رايحين بالملايين» لرجل مثل عضو الكونجرس الأمريكى «جون ماكين» صاحب العبارة الممتلئة حقداً وخسة «لو استطعت قصف الكعبة لفعلتها وانتهينا» إن جون ماكين يمثل فى السياسة الأمريكية اليمين المتطرف وكل مهمة ووظيفة هذا التيار اليمينى المتطرف أو «المحافظين الجدد» هى الحفاظ على أمن إسرائيل بأى طريقة.. ولقد توقع اليمين الأمريكى المتطرف من خلال التظمينات والطمأنات التى أعطاها الإخوان لهم على مدار الفترة الانتقالية الأولى وفترة العام الذى حكموا فيه الحفاظ على أمن إسرائيل.. وكانت خطة اليمين المتطرف استخدام الإخوان كأداة بطش ضد ما يهدد أمن إسرائيل خاصة أن وصول الإخوان للحكم هو حلم عمره 80 عاماً منذ قيام تنظيمهم لأول مرة وكان لديهم الاستعداد النفسى والتاريخى والعقائدى ليفعلوا كل ما يطلبه منهم الأمريكان أو حتى الشيطان مقابل الحصول على الكرسى ومن ثم تطبيق حكمهم الفاشى انتقاماً من الجميع.
 
الإخوان بالتأكيد كانوا على علم بأن ماكين هو من أشعل الحرب على الإسلام فى العراق وأفغانستان وأن مسئولية هذا اليمين المتطرف هى القضاء على العرب  والمسلمين فى جميع أرجاء الدنيا وهذا اليمين المتطرف أو المحافظين الجدد هو ما يتبنى التوجهات الداعمة لأمن إسرائيل فى الكونجرس الأمريكى.
 
التسريبات التى تم نشرها لما دار فى الاجتماع السرى للتنظيم الدولى للإخوان حول خطة مواجهة الثورة المصرية الثانية الرافضة لحكم الإخوان.. إن ما هدد به ماكين عند زيارته الأخيرة لمصر ينطبق تماماً مع خطة التنظيم الدولى فى وصف ما حدث على أنه انقلاب والتهديد بمطالبة الحكومة الأمريكية بقطع المعونة.
 
ومن اللافت أيضاً الاهتمام الزائد من الغرب وأمريكا بما يدور فى مصر والوفود المكوكية كلها أمور تدعو للشك والريبة وأعتقد أن هذا ليس غائباً عن إدراك الحكومة المصرية والرئيس المؤقت لأن هذا ما يدركه ويعيه الشعب المصرى.
 
وهنا نسأل أين كان هذا الغرب والأمريكان المتباكون على الديمقراطية العارفون بمصالح المصريين أكثر من المصريين أنفسهم وقت إعلان محمد مرسى إعلانه الدستورى وضربه عرض الحائط بقوانين القضاء وإعادة مجلس الشعب.
 
أين كانوا وقت حكم الإخوان وإقصائهم جميع التيارات السياسية.. حتى الإسلامية منها لم تسلم من الإقصاء.
 
أين كانوا والأزمات تحاصر المصريين والأطفال يموتون فى المستشفيات بسبب انقطاع الكهرباء وعدم توافر الوقود والارتفاع الجنونى فى الاسعار ومعاناة المواطن البسيط بسبب فشل الإخوان وسياستهم القائمة على فكرة الأهل والعشيرة.
 
أين كان الغرب وماكين من مذبحة الاتحادية برعاية مرسى وأيضاً أين هم من سلخانات ومذابح الإخوان التى يتعرض لها معارضوهم فى النهضة والاتحادية.
 
موقف بعض الدول الغربية وأمريكا ممثلة فى مبعوثيها الذين تتبرأ منهم وخاصة جون ماكين الذى وصفوه بأنه يمثل نفسه إلى جانب الإخوان هو أكبر دليل على صدق احساس وفطرة الشعب المصرى السليمة الذى رأى أن الإخوان لا يصلحون لحكمه.
 
وهى شهادة تقدير وإبراء ذمة للقوات المسلحة المصرية وقائدها الأعلى الفريق أول عبد الفتاح السيسى بأن انحيازها للشعب وارادته كان صحيحاً وحفاظاً على الدولة المصرية.
 
إن الموجودين فى رابعة والنهضة من البسطاء الذين تم تغييب عقولهم باسم الدين والشريعة لقد أوهموهم أن من يموت فى رابعة والنهضة شهيد.
 
وإننا نسأل هؤلاء لماذا لا يعتصم قادة الجماعة معكم هم ونساؤهم وأطفالهم ويعانون ما تعانون.. وإنهم يستغلون طيبتكم ولا أقول سذاجتكم أفيقوا قبل فوات الأوان وانظروا من طالب بهدم الكعبة هو من ينتصر لقادتكم هل تريدون دليلاً أكبر من هذا لتعلموا أن قادة الجماعة يضلونكم.. ألا تسألون أنفسكم لماذا؟!
 
عودوا إلى رشدكم وغلبوا العقل والدين.. قبل أن تندموا يوم لا ينفع الندم
 
ألا قد بلغت اللهم فأشهد.